أول طلب إحاطة للحكومة الجديدة حول خسائر قطاع المشروعات الصغيرة بسبب خطة تخفيف الأحمال

منذ 5 شهور
أول طلب إحاطة للحكومة الجديدة حول خسائر قطاع المشروعات الصغيرة بسبب خطة تخفيف الأحمال

النائب د. تقدمت مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي المصري، بطلب معلومات إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة ووزير البترول والثروة المعدنية بشأن “خسائر كبيرة وتأثير سلبي على الكهرباء”. قطاع الأعمال الصغيرة والعاملين لحسابهم الخاص بسبب خطة تخفيف الأحمال.

وقال عبد الناصر في بداية طلب الإحاطة إنه وفقا لآخر الإحصائيات يوجد حوالي 300 ألف مشروع متوسط وصغير ومتناهي الصغر في المنطقة المصرية، خلقت حوالي 400 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، لكن هذا القطاع العريض حاليا تضربها رياح الضياع التي قد تؤدي إلى الإغلاق والسبب الذي نعرفه جميعا هو انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة أو كما أسمتها الجهات التنفيذية خطة فصل الأحمال.

كما أكد النائب عن مجلس النواب، أن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي والتي استمرت ما بين 4 و6 ساعات محليا في بعض المحافظات خلال الأيام الأخيرة، كانت بسبب نقص واردات الغاز والديزل، حسبما ذكرت بيانات حكومية، إضافة إلى عدم الوضوح بشأن الوضع الحالي. وشهد موقع حقل ظهر واحتياطياته اضطرابات كبيرة في عمليات هذه المشروعات، مما أثر سلبًا على الطاقة الإنتاجية وتلف معدات الإنتاج بسبب الأحداث المفاجئة وغير المنتظمة الأخيرة.

وهذا ما أكده الأمين العام لاتحاد التنمية الاقتصادية وجمعيات تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عندما ذكر أن العديد من هذه المشاريع في المناطق الصناعية العشوائية تقدمت بشكاوى إلى الجمعية بسبب الانقطاع المفاجئ والمطول للتيار الكهربائي، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي. انخفاض الإنتاج وزيادة تكاليف التصنيع بنسبة تصل إلى 20%، حيث يؤدي انقطاع التيار الكهربائي إلى تأخير تسليم البضائع في الوقت المناسب وبالتالي يترتب عليه أيضًا غرامات باهظة على الشركات والمصانع. والحقيقة أن الآلات والآلات التي تقف عاطلة عن العمل لمدة ساعتين أو أكثر يستغرق وقتا طويلا، للعودة إلى التشغيل، مما يسبب تأخيرات إضافية في عملية الإنتاج وبالتالي خسائر مضاعفة.

وأشار النائب إلى أنه على سبيل المثال، العديد من مصانع الثلج التي يعتمد إنتاجها على العديد من الصناعات الأخرى، تم إغلاقها مؤخرا بسبب انقطاع التيار الكهربائي، مثل مصانع اللحوم والأسماك والخضروات والعصائر. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الثلج أيضًا بكميات كبيرة في صناعة الأسمنت لخفض درجة الحرارة إلى مستوى معين أثناء عملية التصنيع. كل هذه المصانع تعرضت لخسائر كارثية بسبب اعتمادها الأول والأخير على الكهرباء، ونعني بهذا ليس فقط أن الخسائر تكمن في ذوبان الثلوج بسبب انقطاع التيار الكهربائي، بل أيضا في صعوبة الحصول على المياه، وهو ما المكون الرئيسي لهذه الصناعة، حيث أنها تتطلب جهاز مصعد يعمل بالكهرباء، والذي بالإضافة إلى زيادة معدل الخسارة يؤدي أيضًا إلى زيادة كمية النفايات.

وأشار عبد الناصر إلى أنه وفقا لآخر التوقعات قد تخسر المشروعات الصغيرة نحو 30% من أرباحها إذا استمر انقطاع الكهرباء بشكل مستمر كما هو الحال حاليا، خاصة وأن الفاتورة الشهرية التي تدفعها هذه المشروعات هو 150.000 جنيه سنويا تصل شهريا خلال فصل الصيف.

كما أشارت إلى مثال آخر للمشروعات الصغيرة التي نعتقد أنها من أكثر المتضررين من هذه الأزمة، وهي شريحة صغار منتجي الدواجن، حيث أكد نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن مؤخراً أن قطاع الدواجن يتأثر بأزمة غير مسبوقة بسبب لأزمة انقطاع التيار الكهربائي، حيث أكد أن صغار المنتجين لا يستطيعون توفير مولدات الكهرباء التي تصل أسعارها نحو 2 مليون جنيه للمولد الواحد، وتكمن أزمة هذه الشريحة في أن درجة الحرارة الطبيعية اللازمة للنمو والتربية، ويجب ألا تزيد الدواجن عن 22 درجة. حد -25 درجة مئوية، في وقت ضاعفت فيه الدولة خطتها للحد من التلوث دون أخذ ذلك في الاعتبار. لمختلف القطاعات، مثل قطاع الدواجن، في هذا المناخ الحار على غير العادة؛ وأدى ذلك إلى نفوق أعداد كبيرة منها، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الدواجن والبيض بنسبة 20 إلى 25%.

وتابعت: “هذا بالإضافة إلى أن نفوق هذه الأعداد الكبيرة من الدواجن سينتج عنه نقص في العرض وبالتالي ستضطر الحكومة إلى استيراد المزيد من الدواجن من الخارج بالعملة الصعبة لسد هذه الفجوة بينما المبلغ الرئيسي.” والسبب الموضح لانقطاع التيار الكهربائي هو نقص عنصر الدولار مما يجعلنا في حالة طوارئ!!

وناقش النائب المصري مثالا ثالثا وشريحة أخرى تتأثر بشدة بخطة تخفيف العبء بهذه الطريقة والتي، بالإضافة إلى المبرمجين، يشغلون أيضا وظائف حرة عبر الإنترنت، ما يسمى بالمستقلين ومصممي الجرافيك، وهي هي الشريحة التي تعتمد بشكل كامل على الكهرباء وخدمات الإنترنت والأجهزة والأجهزة الكهربائية في مهام عملها، وهي الشريحة التي تشمل مهام عملها إدخال البيانات أو تصميم المواقع أو تطوير البرامج المنفذة والمقدمة عبر الإنترنت سواء للعملاء المصريين أو الأجانب خارج الأراضي المصرية، أو التصميم الجرافيكي والتسويق الإلكتروني الذي يتطلب التوفر الدائم لخدمات الإنترنت 24 ساعة يوميا، وهو بالطبع غير متاح لهم في الوقت الحالي بسبب انقطاع التيار الكهربائي أكثر من 4 ساعات يوميا، مما أدى إلى ذلك في كثير منهم يفقدون عملائهم.

كما أكد عبد الناصر أن أبعاد هذه المشكلة أصبحت واضحة من خلال الآليات الجديدة في التعامل مع الشركات، خاصة الشركات الأجنبية، مع هذه الفئة. بعد أن قامت العديد من الشركات العالمية بإدراج مصر في القائمة السوداء فيما يتعلق بالعمل من المنزل أو عن بعد، بدأت… اعتماد سياسات جديدة تقضي بعدم أهلية المصريين للعمل بسبب الانقطاع المستمر لخدمات الإنترنت والكهرباء، والسماح بقبول الوظائف عن بعد ، وهو أمر محزن ومخجل في نفس الوقت.

وأشارت إلى أن خسائر القطاعات التي ضربناها كمثال بسيط للغاية وليس على سبيل الحصر، لا يتم إحصاؤها أو رصدها بشكل دقيق بسبب الظروف المتغيرة في خطة تخفيض الأحمال من ساعة إلى ثم ساعتين يمكن أن تكون ثلاثة، وهي في بعض المناطق أكثر من 6 ساعات، لكننا نؤكد أنها تتجاوز المليارات وجزء من ذلك، بما في ذلك بالعملة الصعبة، وهو أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عنه بأي شكل من الأشكال.

واختتم عبد الناصر طلب المعلومات بدعوة الحكومة الجديدة إلى إيجاد حل عاجل وسريع لهذه الأزمة التي أصبحت مشكلة كبيرة تعاني منها كافة شرائح المجتمع.

كما تم التحذير من أن الاستمرار على هذا النحو سيؤدي إلى انفجار شعبي وجماهيري بعد أن طفح الكيل والغضب وصل إلى ذروته.


شارك