القضاء على حماس وإعادة الرهائن.. كيف فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها من عدوانها على غزة؟
وأعلنت المقاومة الفلسطينية قبولها شروط وقف إطلاق النار الذي تم تنفيذه خلال أشهر من الجهود التي بذلتها مصر وقطر والولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة اعتبارا من الأحد 19 كانون الثاني/يناير “آخر يوم في ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن في منصبه وعشية تولي ترامب مقاليد الإدارة الأميركية الجديدة” (42). وينص اتفاق اليوم على وقف إطلاق نار واحد وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي شرقا وبعيدا عن المناطق المكتظة بالسكان، على أن تنتشر على طول الحدود في كافة مناطق قطاع غزة.
من جانبها، ستفرج مقاومة حماس في المرحلة الأولى عن 33 أسيراً إسرائيلياً، بينهم نساء مدنيات وجنود وأطفال وشيوخ ومرضى وجرحى مدنيين، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال الإسرائيلي.
– الإحتفالات الفلسطينية . غزة انتصرت يا سنوار
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس أن آلاف الفلسطينيين خرجوا إلى الشوارع في عدة مناطق في قطاع غزة وهم يهتفون “الله أكبر، وقف إطلاق النار، وقف إطلاق النار” فيما انطلقت أبواق السيارات احتفالا.
وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية وتبادلوا العناق والتقطوا الصور التذكارية، فيما أطلق بعضهم الرصاص في الهواء تعبيراً عن فرحتهم ورددوا شعارات مؤيدة لفلسطين وقطاع غزة قائلين: “صوتك عالي كالنار…”. غزة انتصرت يا سنوار”.
وامتدت إلى عدة دول منها الأردن والمغرب وتونس ولبنان وسوريا وبريطانيا، حيث أُطلقت الألعاب النارية في لندن احتفالاً بانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة.
– القضاء على حماس: وهم الاحتلال
عندما تلقى جيش الاحتلال الإسرائيلي ضربة موجعة بعملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، بدأت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي تدور لتستيقظ وتمتص هذه الصدمة في حياة الفلسطينيين. آلاف المدنيين في غزة، وقصف طائراتها المستشفيات والمدارس، في انتهاك واضح لكافة الأعراف والاتفاقيات والمواثيق الدولية.
لقد وضع الاحتلال الإسرائيلي لنفسه هدفا استراتيجيا يتمثل في القضاء على حركة المقاومة حماس، وهو الوعد الذي كرره بنيامين نتنياهو مرارا وتكرارا طوال الحرب.
مع التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، تناولت صحيفة يديعوت أحرونوت فشل إسرائيل في حل الحرب في قطاع غزة، وأشارت إلى أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ستبقى قوة فاعلة ومتجددة حتى في حالة وقف إطلاق النار الوشيك والاستيلاء على غزة. يأتي اتفاق التبادل.
وفي مقال تحليلي تناول المحلل العسكري يوآف زيتون عيوب الحرب الإسرائيلية على غزة، مسلطًا الضوء على عدم وجود أهداف استراتيجية واضحة، مما أدى إلى زيادة الخسائر العسكرية واستمرار الصراع دون أفق واضح للحل.
وشدد زيتون على أن افتقار الحكومة الإسرائيلية إلى الشجاعة السياسية لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن غزة، فضلاً عن عدم وجود بديل حقيقي لحماس، يعرض إسرائيل لتهديد مستمر قد يتفاقم في المستقبل.
وأشار في بداية مقاله إلى تقديرات الجيش الإسرائيلي بأن القتال مع حماس سيستأنف قريبا بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، حيث لن تتمكن إسرائيل من نزع سلاح الحركة، ويشكل الخطر المستمر تهديدا لها. يجب مواجهتها.
ونقل عن مصادر عسكرية قولها إن الشريط العازل السميك الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي سيظل نقطة انطلاق للغارات في عمق قطاع غزة إذا لزم الأمر، حتى لو خفف القتال البري في المرحلة المقبلة.
ولم يتم إطلاق سراح الرهائن إلا بموافقة حماس
أما الهدف والوعد الآخر الذي برر به نتنياهو استمرار الحرب وتوسيع جبهاتها فكان تحرير أسرى ورهائن المقاومة من خلال معرفة أماكن تواجدهم في الأنفاق عبر عمليات عسكرية برية أو إجبار المقاومة على الاستسلام غير المشروط. إطلاق سراح قسري واحد.
وفشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق هدفه، حيث أودت عملياته العدوانية والعسكرية بحياة بعض الأسرى، وهو ما عبرت عنه المقاومة عبر المتحدث باسمها أبو عبيدة في تصريحاته، أو الاحتلال نفسه.
وفي 15 كانون الأول/ديسمبر، قال جيش الاحتلال في بيان له إنه قتل عن طريق الخطأ ثلاثة رهائن إسرائيليين خلال عملياته العسكرية في الشجاعية لأنه تم تحديدهم بشكل غير صحيح على أنهم يشكلون تهديدا أمنيا.
وأوضح أن الرهائن كانوا عراة القمصان ويحملون عصا مربوطة بقطعة قماش بيضاء عندما أطلق أحد الجنود النار عليهم بدعوى شعوره بالتهديد، مما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة الثالث الذي توفي لاحقا نتيجة إطلاق النار. وماتت قوات إسرائيلية أخرى.