لبنان.. هل تعيق “خديعة” نواف سلام جهود تشكيل حكومة الإنقاذ؟

منذ 15 ساعات
لبنان.. هل تعيق “خديعة” نواف سلام جهود تشكيل حكومة الإنقاذ؟

رغم الآمال المبنية على نجاح مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس للبلاد وبالتالي تعيين رئيس لحكومة “الإنقاذ”، إلا أن الخلافات بين الأطراف اللبنانية تصاعدت بعد انتخاب نواف سلام رئيساً للحكومة ووصل الأمر إلى حد التصعيد. لدرجة أنه اتُهم بـ”الانقلاب والخداع”، مما يشير إلى مزيد من التوترات السياسية في البلاد. كان هناك منصب رئاسي شاغر لمدة عامين تقريبًا.

ويمكن تلخيص هذه الخلافات في أن التيار الشيعي في لبنان، ممثلاً بحزب الله وحركة أمل، إلى جانب برلمانيين آخرين، لم يؤيد انتخاب نواف سلام رئيساً لحكومة الإنقاذ الجديدة، رغم موافقة الأغلبية من الكتل النيابية. .

الأزمة السياسية الراهنة سلطت الضوء على تصريحات النائب عن كتلة التنمية والتحرير في مجلس النواب اللبناني هاني القبيسي. ويرى أن سبب التغيير في مواقف عدد من الكتل النيابية والمرشحين لرئاسة الوزراء هو التدخلات الخارجية، واصفا ذلك بـ”الانقلاب والخداع”.

ولفت النائب اللبناني إلى أن غالبية الكتل النيابية تعتزم انتخاب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة، متسائلا: “لماذا تغيرت خططهم من الصباح إلى الليل”.

ودعا القبيسي الكتل النيابية التي غيرت موقفها إلى توضيح الرأي العام اللبناني حول ما وصفه بـ”الانقلاب السريع” وما إذا كان يتعرض لضغوط خارجية.

أزمة الثنائي الشيعي

على صعيد متصل، يقول الباحث السياسي اللبناني أسعد بشارة إن الاتفاق على تعيين نواف سلام لتشكيل الحكومة الجديدة قوي جداً بين الكتل النيابية. وحصل على تأييد 85 صوتاً من أصل 128 نائباً، فيما حصل منافسه الرئيسي نجيب ميقاتي على 9 أصوات فقط.

ويشير بشارة في حديثه لـ”ايجي برس” إلى أن العائق الجديد أمام رئيس الوزراء المكلف نواف سلام يقتصر على الحركة الشيعية ممثلة بـ”حزب الله” وحركة “أمل”، والتي ستشترط وجوب تشكيل الحكومة. تشكلت وفقا لشروطها، كما جرت العادة على مر السنين.

وفي هذا السياق، اعتبر برلمانيون مقربون من حركة “أمل” الشيعية، تعيين نواف سلام لتشكيل الحكومة بمثابة “خداع”، وأكدوا أن هذا التعيين سبقه توافق بين ممثلي المسيحيين والمسلمين السنة على انتخاب ميقاتي.

كشفت مصادر في حزب الله اللبناني أن الحزب يسعى للإبقاء على نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة، موضحة أن الحزب يعتقد أن الأمر قد تم تسويته بموجب بنود اتفاق سياسي بعد أن تم تعيين ممثلي الحزب في البرلمان، وبحسب رويترز، تم تعيين جوزيف عون رئيسا للحزب. البلاد في 9 يناير.

وفي إطار الإجراءات الاحتجاجية لحزب الله وحركة أمل، قاطع ممثلو الحركتين الشيعيتين الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها سلام في البرلمان.

وتعليقا على ذلك، يؤكد بشارة أن هذا التحرك يعكس نية الكتلتين الشيعيتين التصعيد ومحاولة فرض مطالبهما على رئيس الوزراء المكلف.

خطة نواف سلام

وبحسب الباحث اللبناني، فإن رئيس الوزراء المكلف نواف سلام يعتزم تشكيل فريق عمل متماسك يمثل كافة شرائح المجتمع اللبناني، بشرط ألا ينتمي إلى حزب أو فصيل سياسي محدد.

وأضاف بشارة أن سلام سيعمل على اختيار أعضاء حكومته المؤهلين و”النظيفين” (غير المتورطين في قضايا الفساد). للقيام بمهمتهم المفترضة في إنقاذ الاقتصاد وتنفيذ قرار وقف إطلاق النار في الجنوب على الحدود مع إسرائيل وتنفيذ القرارات الدولية.

ويرى الباحث السياسي اللبناني أن مهمة رئيس الحكومة المكلف لن تكون سهلة في ظل العقبات التي تواجهه. لكن بشارة يؤكد في الوقت نفسه أن انتخاب سلام من قبل الرئيس اللبناني جوزف عون وموافقة أغلبية شرائح المجتمع اللبناني كافيان للمضي قدماً في إنجاز العديد من المهام الإصلاحية.

من جهة أخرى، اعتبر برلمانيون مقربون من حركة “أمل” الشيعية، أن الحدث محاولة لمنع حركة “حزب الله وحركة أمل” الشيعيتين من المشاركة في الحكومة الجديدة.


شارك