رئيس الوزراء البريطاني يوقع معاهدة شراكة لمدة 100 عام مع أوكرانيا
وقع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتفاق “شراكة مدتها 100 عام” مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الخميس. وهذه علامة على دعم أوروبا والتزامها بمواصلة مساعدة البلاد على تحمل الحرب مع روسيا المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وجاء هذا الإعلان قبل أيام من تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وهو جزء مما يصفه بخطة لإنهاء أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال ستارمر لزيلينسكي: “نحن معك ليس فقط اليوم أو غدًا أو هذا العام أو العام المقبل، ولكن أيضًا لمدة 100 عام بعد انتهاء هذه الحرب الرهيبة وعودة أوكرانيا حرة ومزدهرة مرة أخرى”، ووعد بأن “تلعب المملكة المتحدة دورها” ضمان أمن أوكرانيا في فترة ما بعد الحرب.
وأوضح ستارمر أن الاتفاقية التاريخية التي تمتد لقرن من الزمن تلزم الطرفين بالتعاون في مجال الدفاع، لا سيما الأمن البحري ضد الأنشطة الروسية في بحر البلطيق والبحر الأسود وبحر آزوف، فضلاً عن المشاريع التكنولوجية. بما في ذلك الطائرات بدون طيار التي أصبحت أسلحة حيوية لكلا طرفي الحرب. ويتضمن العقد أيضًا نظامًا لتتبع الحبوب الأوكرانية المسروقة التي تصدرها روسيا من الأراضي الأوكرانية المحتلة.
وبينما كان ستارمر يجتمع مع زيلينسكي في القصر الرئاسي، سقط حطام المسيرات الروسية التي أسقطتها الدفاعات الجوية الروسية في أربع مناطق على الأقل في كييف، وفقًا لما ذكره تيمور تكاتشينكو، رئيس إدارة المدينة.
وتعد زيارة ستارمر غير المعلنة أول رحلة له إلى أوكرانيا منذ توليه منصبه في يوليو.
وزار البلاد في عام 2023 عندما كان زعيما للمعارضة وأجرى محادثتين مع زيلينسكي في مقر رئيس الوزراء البريطاني في داونينج ستريت منذ توليه منصبه.
وتعتبر المملكة المتحدة واحدة من أكبر الداعمين العسكريين لأوكرانيا، حيث تعهدت بتقديم 12.8 مليار جنيه مصري (16 مليار دولار) كمساعدات عسكرية ومدنية منذ بدء الحرب الشاملة في روسيا قبل ثلاث سنوات، كما قامت أيضًا بتدريب أكثر من 300 ألف دولار لـ 50 ألف جندي أوكراني على أراضيها.
ومن المتوقع أن يعلن ستارمر عن مبلغ إضافي قدره 40 مليون جنيه مصري (49 مليون دولار) لدعم التعافي الاقتصادي في أوكرانيا بعد الحرب.
لكن الدور الذي تلعبه بريطانيا يتضاءل مقارنة بدور الولايات المتحدة، وهناك قدر كبير من عدم اليقين بشأن مصير الدعم الأميركي لأوكرانيا بمجرد تولي ترامب منصبه في العشرين من يناير/كانون الثاني.
وأبدى الرئيس المنتخب تحفظاته بشأن تكلفة المساعدات الأمريكية لكييف، وقال إنه يريد إنهاء الحرب بسرعة ويعتزم الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كان معجبا به منذ فترة طويلة.
وسارع حلفاء كييف إلى تقديم أكبر قدر ممكن من الدعم لأوكرانيا قبل تنصيب ترامب، بهدف وضع أوكرانيا في أفضل وضع ممكن للمفاوضات المستقبلية لإنهاء الحرب.
وأشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا تحتاج إلى ضمانات لحمايتها المستقبلية من جارتها الأكبر في أي مفاوضات سلام.