بدء اجتماع طارئ للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية لبحث جرائم الإبادة الجماعية بغزة
بدأت مؤخراً أعمال اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة السفير رياض العكبري مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية (بدلاً من موريتانيا الرئيس الحالي لليمن). المجلس). وبحضور نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير حسام زكي، لبحث سبل مكافحة جرائم الإبادة والعدوان ضد الشعب الفلسطيني والتوسع الاستيطاني والإجراءات العقابية التي أقرتها حكومة الاحتلال مؤخرا.
كما حضر اللقاء السفراء محمد مصطفى عرفي مندوب مصر لدى الجامعة، ومهند العكلوك ممثل دولة فلسطين، وطارق علي فرج الأنصاري مندوب قطر الدائم لدى الجامعة العربية، بالإضافة إلى عدد من الحضور. السفراء والممثلون بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ويأتي الاجتماع، الذي عقد بناء على طلب فلسطين وبدعم من الدول العربية، على خلفية استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل (قوة الاحتلال) ضد الشعب الفلسطيني على مدى نحو تسعة أشهر متتالية، في ضوء الموافقة الأخيرة على سلسلة العقوبات العدوانية ضد دولة فلسطين من قبل حكومة الاحتلال، والتي تهدف إلى منع تحقيق استقلالها على الأرض ومواصلة مخططاتها لضم الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى الاستيطان والتوسع الاستعماري وتقويض سلطة الحكومة الفلسطينية وقرصنة أموالها وفرض عقوبات على المسؤولين الفلسطينيين، بما في ذلك الترحيل ومنع السفر.
ويجب اتخاذ إجراءات عاجلة لمعاقبة وإدانة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية
من جانبه قال السفير رياض العكبري إن اليمن يجدد التأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعاقبة وإدانة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري وعرقلة تدفق المساعدات واستخدام الجوع كسلاح حرب. إن الشعب الفلسطيني يتعرض للوحشية منذ 75 عاما، وسيعكس قرار الاجتماع الموقف العربي الموحد تجاه هذا الشعب الصامد، الداعم لحصول الشعب على حقوقه وتقرير مصيره.
بدوره قال السفير مهند العكلوك خلال كلمته: “إن العالم ظل صامتاً أمام الاحتلال الإسرائيلي الطويل وغير القانوني لفلسطين حتى تحول إلى استعمار استيطاني، واستمر الصمت حتى تحول الاستعمار إلى نظام فصل عنصري، وذلك”. واستمر الصمت والعجز والتواطؤ حتى أصبحت إسرائيل قوة إبادة جماعية، تمارس التدمير والقتل والتطهير العرقي الممنهج بالتخطيط والنية والوعي.
وأضاف العكلوك: “إسرائيل اعتادت الحصول على الحصانة مهما كانت خطورة جرائمها. واستمرت في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية على مدى 272 يوما، رغم أن محكمة العدل الدولية أصدرت ثلاثة أوامر ملزمة في هذه التواريخ: 26 يناير، 28 مارس. و24 مايو/أيار 2024، وافقت عليه المحكمة بينما وجدت المحكمة أن الشعب الفلسطيني مجموعة محمية بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، تضمنت أوامر المحكمة تدابير مؤقتة لمنع جريمة الإبادة الجماعية، وقتل المدنيين، المدنيين الفلسطينيين ووقف إيذائهم الجسدي أو العقلي وتزويدهم بالخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية دون عوائق في جميع أنحاء قطاع غزة، كما أمرت المحكمة إسرائيل بالوقف الفوري لهجومها العسكري على رفح ووصفت الهجوم الإسرائيلي الأخير على رفح بأنه “يمكن أن يفرض ظروفا معيشية على المجموعة الفلسطينية في غزة، مما قد يؤدي إلى تدميرها المادي كليا أو جزئيا”، وهو بالنسبة للمحكمة أوضح وأدق إشارة إلى ما ارتكبته إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، فهو جريمة الإبادة الجماعية.
وتابع: “إن إسرائيل تواصل قتل وحصار وتجويع المدنيين الفلسطينيين على الرغم من أربعة قرارات لمجلس الأمن تدعو إلى وقف إطلاق النار أو تقديم المساعدة الإنسانية بشكل مناسب ومستدام في غزة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2728 بتاريخ 25/3/2024 الذي يدعو وطالب بوقف إطلاق النار بشكل فوري في رمضان الماضي قبل ثلاثة أشهر.
وأكد أنه على مدى ثمانين عاماً منذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945، جعلت الجامعة العربية من القضية الفلسطينية قضية مركزية وبنداً دائماً على جدول أعمال القمم العربية ومجالس وزراء الجامعة.
وأضاف: “إن جامعة الدول العربية تعكس اتفاق 22 دولة عربية على دعم القضية الفلسطينية بمواقف سياسية ثابتة، سواء كان ذلك في قرارات الجامعة أو في المحافل الدولية، ونرى أن القضية يجب أن تعالج بشكل رصين وواقعي صيغت حتى بلغة سياسية وقانونية قوية وتحتوي على إجراءات يمكن تنفيذها فعليا، على المستويات السياسية والقانونية والاقتصادية، لكن قرارات الجامعة تظل التزاما ينتظر المزيد من الفعالية والتنفيذ هي مسؤولية الدول العربية وليس الجامعة. من الدول العربية.
دعوة الدول العربية إلى تنفيذ قرارات قمة البحرين
وأوضح أنه في الدورة الـ33 للقمة العربية التي عقدت في 16 مايو/أيار في البحرين، تقرر إدراج قائمة تضم 60 منظمة وجماعة إسرائيلية متطرفة في قوائم الإرهاب القومي العربي، كما تم الإعلان عن قائمة العار مع 22 شخصية إسرائيلية لـ المشاركة في التحريض على جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذه المنظمات والشخصيات ومحاكمتهم أمام الإجراءات القانونية الوطنية والدولية. كما قررت القمة مقاطعة كافة الشركات والشركات العاملة في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 والمدرجة ضمن قاعدة البيانات المحدثة لمجلس حقوق الإنسان (97 شركة ومؤسسة اقتصادية)، كما دعت القمة العربية إلى جميع الدول المحبة للسلام التي تشارك فيه والسؤال الذي يطرح نفسه إلى أي مدى تم تنفيذ هذه القرارات وكم عدد الدول العربية التي نفذت هذه الإجراءات أو على الأقل بعضها؟
وشدد العكلوك على أن الدول العربية بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى النظر إلى موقفها من إسرائيل وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني من منظور مختلف.