هل تلجأ الحكومة لقطع الكهرباء مجددًا مع ارتفاع أسعار الغاز عالميًا خلال 2025؟

منذ 5 ساعات
هل تلجأ الحكومة لقطع الكهرباء مجددًا مع ارتفاع أسعار الغاز عالميًا خلال 2025؟

خبراء: ارتفاع أسعار الغاز العالمية يزيد الأعباء على الدولة في توفير الغاز لمحطات الكهرباء

ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الغاز العالمية بنسبة 45% هذا العام

وزير البترول الأسبق: الحكومة تستطيع سد فجوة الاستهلاك بزيادة حصة الطاقة المتجددة بدلا من استيرادها

أبو العلا: العقوبات الأمريكية على الغاز الروسي أدت إلى خفض العرض وزيادة الأسعار العالمية

عادت أسعار الغاز الطبيعي المسال في السوق العالمية للارتفاع من جديد منذ بداية عام 2025 مع توقف إمدادات الغاز الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا، مما يزيد العبء المالي على الحكومة المصرية لتوفير إمدادات الغاز الطبيعي اللازمة لمحطات الكهرباء، بحسب عدد. توقع الخبراء الذين تحدثوا لـ«الشروق» أن أسعار الغاز الطبيعي سترتفع بنسبة 20 إلى 45% عام 2025، وهو ما قد يمنع ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي مرة أخرى.

وكان من الممكن أن تمثل الزيادة المتوقعة في أسعار الغاز في السوق العالمية فرصة واعدة لمصر لزيادة قيمة صادراتها لو لم تتحول مصر من مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى مستورد العام الماضي بسبب تراجع الغاز الطبيعي. معدلات الإنتاج في مصر

ووفقا لأحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفعت قيمة واردات مصر من الغاز الطبيعي بنسبة 94% إلى 3.84 مليار دولار في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، مقارنة بـ 1.98 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي مع زيادة قدرها 1.86 مليار دولار.

ووفقا لبلومبرج، يستعد العالم لمعركة على إمدادات الغاز الطبيعي هذا العام من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، وستكون مصر الأكثر تضررا من هذه الظروف.

دكتور. ويقول رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول، إن العقوبات الأمريكية على الغاز الروسي أدت إلى خفض العرض العالمي بنسبة كبيرة، وهو ما سيزيد من ارتفاع الأسعار العالمية خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل الطلب المتزايد.

وبحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية، من الممكن أن يرتفع الطلب العالمي على الكهرباء بنحو 4% في عام 2025، مقارنة بنمو 2.5% في عام 2023، وهو ما يمثل أعلى زيادة منذ عقود بسبب زيادة الطلب على الطاقة والتنمية الاقتصادية والطلب. لمراكز الطاقة لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي والاعتماد المتزايد على السيارات الكهربائية.

ويتوقع أبو العلا أن ترتفع أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 20% هذا العام مقارنة بالمستويات الحالية البالغة 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية.

ويرى أن الزيادة المتوقعة في أسعار الغاز العالمية يمكن أن تزيد العبء الاقتصادي على الحكومة المصرية في توفير إمدادات الغاز اللازمة لمحطات الكهرباء، مشيرا إلى أن معالجة هذه القضية ستتطلب زيادة الجهود لزيادة معدلات إنتاج الغاز الطبيعي إلى مستوياتها السابقة.

وشهدت مصر انخفاضًا في الأحمال بعد عيد الفطر الماضي، مع انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميًا. بعد ذلك، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في يوليو، وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال اعتبارًا من منتصف سبتمبر 2024، ومنذ ذلك الحين لم يحدث انقطاع للكهرباء بموجب الخطة.

يقول أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، إن الحل الأمثل لتجنب أزمة نقص إمدادات الغاز هو تحقيق أهداف الحكومة المتمثلة في زيادة مساهمة الطاقة الجديدة والمتجددة في مزيج الطاقة.

وأضاف كمال لـ«الشروق»، أن الطلب على شبكة الكهرباء المحلية خلال فترات الذروة في الصيف يصل إلى 36 جيجاوات، بينما يبلغ المعروض من الطاقة المتاحة 28 جيجاوات فقط، لافتًا إلى أن الحكومة تستطيع سد هذه الفجوة من خلال زيادة المساهمة بزيادة الطاقة المتجددة. بدلا من الواردات.

وتابع وزير البترول الأسبق: “حتى لو عادت معدلات إنتاج الغاز الطبيعي إلى نفس مستوياتها السابقة، فليس من الحكمة حرق كل شيء في محطات الكهرباء مرة أخرى”، مؤكدا أهمية تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي في مشاريع الطاقة النظيفة.

وقال محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، في بيان مطلع الأسبوع الجاري، إن الحكومة تعمل حاليا على إضافة 4000 ميجاوات أخرى من الطاقة الجديدة والمتجددة لتلبية الطلب على الكهرباء صيف 2025، بتكلفة استثمارية محلية وأجنبية تصل إلى 1000 ميجاوات. ما يصل إلى 4 مليارات دولار.

وتهدف الحكومة إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة إلى 42% بحلول عام 2030، و65% بحلول عام 2040، بالشراكة والتعاون مع القطاع الخاص، فيما تعتمد مصر حاليا فقط على الطاقة الجديدة لتوليد الكهرباء، بحسب ما ذكرته صحف سابقة. تصريحات محمود وزير الكهرباء.

ويؤكد جمال القليوبي أستاذ هندسة الطاقة والبترول أن هناك حاليا خمس محطات لطاقة الرياح في السوق المحلية تنتج نحو 3750 ميجاوات من الكهرباء، مشيرا إلى أن هذه المحطات قادرة على استهلاك 900 مليون قدم مكعب من الغاز لتغطية احتياجاتها.

وتوقع القليوبي، في تصريحاته لـ«الشروق»، أن ترتفع أسعار الغاز إلى مستوى 19 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية مجمدة عام 2025، مقارنة بـ13 دولارًا حاليًا، أي ما يعادل زيادة أكثر من 45%، بينما مليون وحدة حرارية هي بالطبع تكلفة البنزين حاليا حوالي 4 دولارات.

وأضاف أن هذه الخسائر ستمنع الممولين الرئيسيين لشركات النفط من زيادة حجم استثماراتهم وزيادة الإنتاج خلال الفترة المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، قد تحجب أمريكا خلال الفترة المقبلة صادرات الغاز عن الأسواق الأوروبية بسبب احتياجاته الملحة من أجل إعادة بناء المدن والولايات التي دمرتها الحرائق.

وأشار إلى أن أوروبا ستعاني من نقص حاد في الغاز يبلغ 56 مليار قدم مكعب هذا العام، لافتا إلى أن 50% من هذه الكمية تأتي من الولايات المتحدة.

وقال محمد الحمصاني المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، في بيان أواخر العام الماضي، إنه في إطار جهود الحكومة لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي، قامت وزارة البترول، ممثلة في الشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي (إيجاس)، بتوريد الغاز الطبيعي إلى مصر. وقعت اتفاقية مع شركة “نيو فورتريس” الأمريكية بشأن استئجار وحدة عائمة. ولأغراض “التغويز”، يتم استلام الغاز الطبيعي المسال وتخزينه وإعادته إلى حالته الغازية ومن ثم إرساله إلى الشبكة الوطنية للغاز الطبيعي لتلبية احتياجات الاستهلاك.


شارك