أبرزها هيرميس وهيلفاير.. تعرف على أسلحة الاغتيالات الإسرائيلية

منذ 4 شهور
أبرزها هيرميس وهيلفاير.. تعرف على أسلحة الاغتيالات الإسرائيلية

غداة استشهاد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في طهران، تزايدت التكهنات حول كيفية تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي لهذا الهجوم. ومن التصريحات الإيرانية التي تقول إن العملية جاءت نتيجة هجمات من خارج البلاد، إلى تقارير وسائل إعلام أجنبية عن عبوة ناسفة زرعت في منزل هنية وتم تفجيرها عن بعد، إلى الحديث عن مسيرة إسرائيلية تجري في الأجواء الإقليمية التي غزتها وأطلقت صاروخا استهدف الضيف الإيراني يوم تنصيب رئيسها الجديد مسعود.

ويشير هذا الاختلاف في التقارير الإخبارية وتكهنات المحللين وتصريحات الدبلوماسيين إلى حقيقة تؤكدها الممارسات الإسرائيلية من خلال محاولات الاغتيال المتعددة التي تقوم بها منذ تأسيس دولة الاحتلال وربما منذ بدء نشاط العصابات الصهيونية في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني.

ونفذت إسرائيل الرسمية والعصابات التي أسست الدولة، بين عامي 1948 و2018، مئات الاغتيالات، يقدر عددها بـ 2700، باستخدام أساليب استهداف وقتل مختلفة.

أما الاعتبارات الأخلاقية التي تنتهكها هذه الهجمات وغيرها، فمن الصعب جداً تعدادها في مقال واحد.

لكن ربما أهم هذه المبادئ والاعتبارات هو الحق في الحياة، والسيادة ومبدأ عدم التدخل، وسيادة القانون، واحتمال تصعيد النزاع، وتأثيره على المدنيين، وانعدام المساءلة وغير ذلك الكثير، وليس أقلها تجريد الضحية من إنسانيته والفصل الأخلاقي التام بين مرتكبي العمليات وضحاياهم. وحتى لو كانت الممارسات الإسرائيلية بعيدة عن كل هذه الاعتبارات والمبادئ منذ اليوم الأول، فإن ذلك لا يقلل من أهميتها كمرجعية يمكن الرجوع إليها، خاصة في ظل احتمال توسع الصراع ودخول قوى دولية وإقليمية أخرى. وقد يكون الناس أكثر قدرة على إجبار حكوماتهم ونخبهم السياسية على الالتزام بهذه المبادئ جزئيًا أو كليًا.

** ما هي أسلحة الاغتيال الإسرائيلية؟

لسنوات عديدة، تم تنفيذ غالبية الهجمات الإسرائيلية في المقام الأول من خلال الأساليب التقليدية، مثل القتل المباشر (بمسدس أو بندقية قنص) على يد عملاء المخابرات أو الجواسيس، أو من خلال التسميم. بالإضافة إلى ذلك، فإن وحدات الاغتيال الخاصة مثل سايريت متكال أو شايطت 13 أو دوفدفان معروفة باغتيالاتها السرية.

إلى ذلك، استخدمت إسرائيل العبوات الناسفة في الاغتيالات لعدة أسباب، إذ يسهل تصنيعها من مواد مختلفة، ويمكن أن تنفجر بطرق مختلفة، مما يجعلها قابلة للتكيف مع سيناريوهات الاغتيال المختلفة، بحسب موقع الجزيرة نت الإخباري ويتم تهريب مكوناتها من الخارج، أو على الأقل يسهل تهريبها مقارنة بأي سلاح له نفس القوة التدميرية.

إضافة إلى أن العبوات الناسفة التي تصنع يدوياً وتتخذ أشكالاً مختلفة، لا تحمل بصمات ولا تدل على القاتل، على عكس الصواريخ أو الطائرات مثلاً، والتي عادة ما تعود بعد تحليل نتائج العملية إلى جهة محددة. دولة.

والأجهزة المتفجرة هي قنابل مصنوعة يدويا تتكون في المقام الأول من مواد متفجرة، ويتم وضعها في حاوية معدنية، ويتم تفجيرها عن بعد عبر هاتف أو جهاز إرسال، مما يسهل إخفاء هوية القاتل. يمكن أن تختلف هذه المادة المتفجرة حسب النوع، وتعتمد الحاجة إلى هذا الجهاز المتفجر وجودته على حقيقة أن الاستخدام يعتمد دائمًا على المعلومات المقدمة.

** من الطائرات بدون طيار إلى الطائرات

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن العملية نفذت باستخدام عبوة ناسفة. من ناحية أخرى، ذكرت الحكومة الإيرانية أن الهجوم على المبنى الذي يعيش فيه إسماعيل هنية تم بهجوم من خارج البلاد. قالت اليوم الجمعة، إن التقارير التي تصف تفاصيل اغتيال إسماعيل هنية هي “تكهنات غير دقيقة وغير رسمية”، فيما لم تصدر السلطات الإيرانية الرسمية حتى الآن بيانا يوضح ملابسات ما حدث. وهنا تنفتح احتمالات أخرى، حيث أن جيش الاحتلال يتبع حاليا عقيدة عسكرية يسعى من خلالها إلى تقليل التدخل البشري قدر الإمكان، ولذلك لجأ تدريجيا إلى تكتيكات الضربات الدقيقة من مسافة بعيدة.

وبعيدًا عن التكهنات والأدلة المحيطة بعملية الاغتيال، فعند الهجوم من خارج البلاد، يستخدم جيش الاحتلال عادةً المسيرات المسلحة مثل “هيرون” أو “هيرميس”، والتي تعد حاليًا المعدات الأساسية للتحليق الإسرائيلي وتقديم المعلومات في الوقت الفعلي، ويتم تنفيذ الهجمات عندما يتم تأكيد الهدف من قبل وكالات الاستخبارات.

وعلى وجه التحديد، فإن طائرة هيرميس 450 هي طائرة بدون طيار متعددة الاستخدامات وعالية الأداء استخدمتها إسرائيل في الاغتيالات لأكثر من عقد من الزمن. وهي مجهزة بأنظمة استهداف متقدمة، بما في ذلك كاميرات عالية الدقة وعلامات تحديد الأهداف بالليزر، ويمكن أن تظل محلقة في الجو لفترات تصل إلى 20 ساعة، مما يسمح بالمراقبة المستمرة والقدرة على الضرب عندما تسنح الفرصة.

إذا كان الهدف في دولة أخرى، فمن المرجح أن يتم استخدام طائرات مثل F-15 وF-16 في القصف والضربات الصاروخية. أولاً، عندما يكون الهدف في دولة أخرى كما ذكرنا سابقاً، أو عندما تكون هناك حاجة إلى درجة عالية من القوة النارية، حيث أن ذلك يحدد أن موقع الهدف يقع ضمن دائرة ذات قطر أكبر.

وبشكل عام، يسمح جيش الاحتلال بالهجمات المفتوحة ولا يأخذ بعين الاعتبار تواجد المدنيين بالقرب منه. وقد نفذت عمليات عديدة من هذا النوع في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، يمكن فيها محو حي كامل بهجوم على شخص واحد يعيش فيه.

ويدعم ذلك برامج الذكاء الاصطناعي، حيث طور الجيش الإسرائيلي عدة برامج تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أحدها يعرف باسم “لافندر” ولعب دورا حاسما في القصف غير المسبوق للفلسطينيين، خاصة في المراحل الأولى من الحرب. وأدرج البرنامج ما يصل إلى 37 ألف فلسطيني كمسلحين مشتبه بهم وتعرضت منازلهم لخطر الضربات الجوية المحتملة.

لكن أشهر منصات الأهداف الإسرائيلية من مسافة قريبة كانت دائمًا مروحيات أباتشي الأمريكية، والتي تستخدم لتحقيق ضربات دقيقة بصواريخ هيلفاير. أباتشي هي طائرة هليكوبتر هجومية أمريكية، مما يجعلها واحدة من أكثر المروحيات الهجومية تنوعًا وفعالية في العالم. وبالإضافة إلى تنوع الأسلحة الدقيقة، تستطيع هذه المروحية تنفيذ عدد من المهام المختلفة. وهو قادر على التحرك بالسرعة والدقة اللازمتين لتفادي نيران العدو و… الاشتباك مع الأهداف في بيئات معقدة.

** صواريخ القتل

وبأخذ التصريحات الإيرانية كأساس تحليلي، أي أن الهجوم جاء من خارج البلاد، فمن المرجح أن يكون اغتيال إسماعيل هنية قد تم بطائرة مقاتلة مثل إف 16، وفي هذا النوع من العمليات آخر في في هذا البلد، ستحاول إسرائيل في كثير من الأحيان تقليل عدد الوفيات قدر الإمكان من أجل تقليل حجم الاستجابة، وبالتالي تستخدم أدوات تتميز بالدقة العالية (لتحديد منزل واحد أو شقة أو ما إلى ذلك لاستهدافها). الفضاء) عندما يكون من المهم للغاية تقليل الأضرار الجانبية، وهنا يأتي دور الصواريخ التي تهدف إلى توجيه “ضربات دقيقة ضد أهداف ذات قيمة عالية”.

ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من الطائرات أو الطائرات بدون طيار بأشكال مختلفة ولها قوة تدميرية كبيرة. بعضها يعمل وفق نظام “أطلق وانسى”، أي يتم إطلاقها بشكل تلقائي، ويمكنها القيام بعملها دون توجيه الهدف، ويمكن تحديث الإحداثيات أثناء الطيران، والأهم من ذلك أنها يمكن أن تكون خارج النطاق البصري يجب أن تبدأ.

وفي هذا السياق، لديها أنظمة توجيه دقيقة. سواء كان التوجيه بالليزر، أو توجيه GPS، أو الاستخدام الموسع للأشعة تحت الحمراء، وما إلى ذلك.

ويعد “هيلفاير” أحد هذه الصواريخ، وهو صاروخ جو-أرض متعدد الأغراض طورته الولايات المتحدة. تم تطويره في الأصل لأغراض مضادة للدبابات، ثم تم تطويره لأغراض مختلفة، بما في ذلك مهام الاغتيال، بما في ذلك “الهجمات الدقيقة”. ضد أهداف ذات قيمة عالية” ويستخدم التوجيه بالليزر. ولإصابة هدف محدد، يتم تجهيزها بأنواع مختلفة من الرؤوس الحربية، مثل الرؤوس الحربية شديدة الانفجار، والتي تستخدم بشكل أساسي لأغراض مضادة للدبابات.

إلا أن مدى “هيلفاير” قصير نسبيا (8 كيلومترات)، وهو ما لا يتناسب مع هجوم بعيد المدى نسبيا، وهنا يمكن الافتراض أن الهجوم تم تنفيذه، على سبيل المثال، بصاروخ “سبايك” الذي وتتمتع هذه الميزة بأنظمة توجيه متقدمة، بما في ذلك الباحث الكهروضوئي والأشعة تحت الحمراء، وتعمل بنظام “أطلق وانسى” ويبلغ مداها 25 كيلومترا أو أكثر، أي أنه يمكن إطلاقها خارج النطاق البصري.

والجديد أيضًا في القائمة هو صاروخ “Bob-I”، وهو صاروخ جو-أرض مصمم لتوجيه ضربات دقيقة على مجموعة متنوعة من الأهداف. ويتميز بتوجيه كهربائي بصري وأشعة تحت الحمراء متقدم، وتشمل بعض المتغيرات توجيه GPS. وهذا يزيد من الدقة على مسافات طويلة. ويبلغ المدى الدقيق لهذه الصواريخ أكثر من 320 كيلومترا وهي مصممة لاختراق الأهداف المحصنة.

ويشبه مدى صاروخ “دليلة كروز” مدى صاروخ “بوب-آي”. إنه صاروخ دقيق ويمكنه التحليق فوق المناطق المستهدفة قبل إصدار أوامر الهجوم. وله نفس أساليب تتبع الهدف وتوجيهه، وهو مزود بقدرات ربط البيانات في الوقت الفعلي التي تسمح للمشغلين بتحديث معلومات الهدف أثناء الرحلة.

** فشل تكتيك القتل

إن ادعاءات إسرائيل بجدوى استراتيجية الاغتيالات التي تنتهجها تتكرر في كل مرة بنفس النمط والوتيرة. سيقول وزير هنا أو هناك إن الهدف هو القضاء على المقاومة ووقف عملياتها، لكن ما يقوله الواقع مخطئ تماما. غير ذلك: وراء كل الاغتيالات المقاومة الفلسطينية التي تزداد شراسة.

وهذا ليس مجرد تفسير للواقع، بل هو أيضًا رأي بعض الدراسات القليلة المنشورة حول هذا الموضوع. على سبيل المثال، خلصت إحدى الدراسات التي نشرتها الجامعة الأمريكية في ميسوري-كانساس إلى أن هناك القليل من الأدلة على أن الهجمات الإسرائيلية تؤثر فعليا على مسار المقاومة، الذي يصبح أكثر كثافة بمرور الوقت.

وهذا أمر مفهوم من الناحية العملية البحتة، لأن حركات المقاومة تتوقع دائما مثل هذه العمليات وتضع خططا بديلة، وأحيانا أكثر كفاءة من سابقاتها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للهجمات أن تدفع المزيد من الناس إلى دعم المقاومة، بما في ذلك نحن، وهذا لا يعني وسائل الإعلام فحسب، بل يعني أيضًا ارتفاع معدلات التجنيد.

وتشير الدراسات والتحليلات التاريخية إلى أنه في حين تحقق الاغتيالات نجاحات تكتيكية قصيرة المدى وتعطل العمليات المباشرة لحركات المقاومة، فإنها في كثير من الأحيان لا تؤدي إلى انتصارات استراتيجية طويلة المدى، وذلك لسببين رئيسيين (أن المقاومة الفلسطينية على وجه الخصوص) يمكنها بسهولة التخلي عن المركزية. هياكل القيادة والسيطرة واللجوء إلى الهياكل اللامركزية ذات الفعالية العملياتية. ويظل الصراع دون حل مع استمرار ظهور المقاومة.

غداة استشهاد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، في طهران، تزايدت التكهنات حول كيفية تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي لهذا الهجوم.

ومن التصريحات الإيرانية التي تقول إن العملية جاءت نتيجة هجمات من خارج البلاد، إلى تقارير وسائل إعلام أجنبية عن عبوة ناسفة زرعت في منزل هنية وتم تفجيرها عن بعد، إلى الحديث عن مسيرة إسرائيلية تجري في الأجواء الإقليمية التي غزتها وأطلقت صاروخا استهدف الضيف الإيراني يوم تنصيب رئيسها الجديد مسعود.

ويشير هذا الاختلاف في التقارير الإخبارية وتكهنات المحللين وتصريحات الدبلوماسيين إلى حقيقة تؤكدها الممارسات الإسرائيلية من خلال محاولات الاغتيال المتعددة التي تقوم بها منذ تأسيس دولة الاحتلال وربما منذ بدء نشاط العصابات الصهيونية في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني.

ونفذت إسرائيل الرسمية والعصابات التي أسست الدولة، بين عامي 1948 و2018، مئات الاغتيالات، يقدر عددها بـ 2700، باستخدام أساليب استهداف وقتل مختلفة.


شارك