البرهان يزور مصفاة الجيلي بالخرطوم ويتعهد بإعادة إعمار ما دمره الدعم السريع
قام رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اليوم السبت، بزيارة تفقدية إلى مصفاة الجيلي للبترول شمال الخرطوم، بعد أن أعلن الجيش في وقت سابق أنه استعاد السيطرة عليها بعد عدة أيام من القتال مع قوات الدعم السريع.
يأتي ذلك فيما أكد رئيس أركان الجيش السوداني، محمد عثمان الحسين، أن قدرة القوات المسلحة على فك حصار مقر “القيادة العامة” من قبل قوات الدعم السريع، لم تعد ممكنة أمس الجمعة، بحسب ما نقلته “رويترز”. لوكالة الأنباء السودانية “سونا” تمثل الخرطوم “بداية قصة جديدة” للشعب السوداني والجيش السوداني.
ووعد البرهان خلال زيارته بـ”إعادة إعمار ما دمرته المليشيات حتى تتمكن المصفاة من العمل بشكل طبيعي مرة أخرى باعتبارها أحد أهم الموارد الاقتصادية للبلاد”.
كما أكد أن “ما تقوم به المليشيات من تدمير وتخريب لهذه المؤسسة الوطنية لن يمر مرور الكرام”.
وأضاف: “لقد عاهدنا الشعب على مواصلة دحر هذا التمرد حتى تطهير آخر شبر منه، الذي دنسته مليشيا آل دقلو الإجرامية (محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي).”
وسبق أن أكد مصدر عسكري رفيع في الجيش السوداني للجزيرة أن الجيش تمكن من استعادة السيطرة على مصفاة الجيلي شمال الخرطوم.
وبث جنود من الجيش السوداني صورا تظهر توغلهم في مصفاة الجيلي ومكاتب التصنيع العسكري والأجهزة الأمنية، وقال الجيش في بيان مقتضب إنه تمكن من إخراج قوات الدعم السريع من المصفاة للتوزيع.
وتعتبر مصفاة الجيلي، الواقعة على بعد نحو 70 كيلومتراً شمال الخرطوم، أهم مصفاة النفط وظلت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل 2023.
ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الجيلي خلال الأيام الماضية، فيما حاول الجيش السيطرة على آخر معاقل قوات الدعم السريع التي تحصن مقر المصفاة.
موعد جديد
من ناحية أخرى، رأى رئيس أركان الجيش السوداني، محمد عثمان الحسين، أن قدرة القوات المسلحة على كسر الحصار على مقر “القيادة العامة” في السودان، الذي فرضته قوات الدعم السريع، معرضة للخطر. بالنسبة للجيش السوداني، وأن الشعب السوداني، الذي كانت العاصمة لمدة عام ونصف، يعتبرها “بداية تاريخ جديد”.
وقال في تصريحات لوسائل الإعلام بمقر القيادة العامة: “هذه بداية قصة جديدة للقوات المسلحة السودانية وللشعب السوداني الملتف حول الجيش في معركة الكرامة”.
وأضاف: “هذا الانتصار يعد حافزاً للجميع لتطهير كل شبر من الأرض السودانية (من سيطرة الدعم السريع)”.
أفادت مصادر بالجيش السوداني، أمس، أن الجيش كسر حصار مقر القيادة العامة الذي فرضه الدعم السريع، وكذلك حصار معسكر فيلق الإشارة عقب معارك وسط الخرطوم بحري.
وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان لها، إن قواتها أنهت المرحلة الثانية من عملياتها بالاشتباك مع قوات محور الخرطوم بحري مع القوات المتمركزة بالقيادة العامة.
وأضاف البيان: “إن قيادة القوات المسلحة تهنئ قواتنا المسلحة في كافة جبهات القتال بهذا النصر الذي تضمن إحباط الهجوم الغادر الذي شنته مليشيا الدقلو الإرهابية صباح اليوم (الجمعة) على مدينة الفاشر الصامدة”. “
وقال وزير الإعلام السوداني، في تصريحاته، مساء الجمعة، إن “انتصارات الجيش في الخرطوم وكردفان والفاشر تمثل نقطة تحول على طريقنا لاستعادة الأمن والاستقرار”.
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع في بيان لها تحقيق الجيش أي تقدم، ووصفت المعلومات بأنها مجرد “رفع معنوي” لعناصرها.
ويخوض الجيش والدعم السريع حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما تقدر أبحاث الجامعات الأميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.