نتنياهو في موقف دقيق.. هل يُعتقل في ذكرى أوشفيتز ببولندا؟

منذ 19 ساعات
نتنياهو في موقف دقيق.. هل يُعتقل في ذكرى أوشفيتز ببولندا؟

تستعد بولندا لاستضافة وفود دولية لإحياء الذكرى الثمانين لتحرير معسكر أوشفيتز النازي، في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديدا قانونيا. وبعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه بتهم جرائم حرب، تعرض سفره إلى بولندا لحضور الاحتفال إلى التهديد، مما دفع الرئيس البولندي للتدخل والمطالبة بعدم اعتقاله إذا قرر الحضور للمشاركة.

وتحت عنوان “إحياء ذكرى أوشفيتز: هل تسمح بولندا لنتنياهو بالحضور؟”، كتبت صحيفة “لا كروا” الفرنسية أن رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك أثار جدلا في بلاده بعد تأكيده أن بنيامين نتنياهو هو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتمكن من المشاركة. في الاحتفال بالذكرى الثمانين لتحرير أوشفيتز دون خوف من الاعتقال، رغم صدور مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.

وكتبت الصحيفة الفرنسية: “في 27 يناير، يحتفل العالم بذكرى تحرير أوشفيتز الذي أصبح رمزا لمعسكرات الاعتقال والإبادة النازية”.

وأضاف: “لكن السياسة البولندية دخلت في أزمة جديدة بعد أن قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إنه لا داعي للقلق بشأن اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا قرر حضور مراسم التأبين”.

وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن نتنياهو لم يبد أي نية لحضور الحدث، لكن مسألة إمكانية اعتقاله إذا جاء إلى بولندا أثارت جدلا ساخنا في وارسو. ويظل المشهد السياسي في بولندا منقسما بين الليبراليين المؤيدين لأوروبا بقيادة تاسك والقوميين المحافظين في حزب العدالة والعدالة، الذين هم في المعارضة. أي قضية تتعلق بإسرائيل أو اليهود تثير مشاعر كبيرة في البلاد ويمكن استغلالها في الجدل السياسي.

• بدأ الجدل في الولايات المتحدة

ولم تبدأ هذه المشكلة في بولندا بل في الولايات المتحدة، حيث نشرت صحيفة واشنطن تايمز المحافظة رسالة من أحد القراء يتهم فيها السلطات البولندية بمحاولة اعتقال نتنياهو. واستند هذا البيان إلى تصريح سابق لنائب وزير الخارجية البولندي فيسلاف بارتوزيفسكي، أشار فيه إلى التزام بولندا باحترام قرارات المحكمة الجنائية الدولية. لكن بارتوزيفسكي أكد لاحقا أنه لم يذكر قط أن الحكومة البولندية تفكر في اعتقال نتنياهو.

• مناورات سياسية داخلية

وشهدت الصحيفة الفرنسية تفاقم الخلاف حول القضية عندما أرسل الرئيس البولندي أندريه دودا رسالة إلى رئيس الوزراء توسك يطلب فيها ضمان عدم اعتقال نتنياهو إذا قرر الحضور، وأوضح أن هذه الرسالة كانت موضع تسريبات في الصحف الإسرائيلية. الصحافة قبل أن يتمكن تاسك من رؤيتها، مما يجعل القضية أكثر إثارة.

• موقف بولندا من المحكمة الجنائية الدولية

وبحسب الصحيفة الفرنسية، حذر العديد من الخبراء القانونيين من أن بولندا يمكن أن تنتهك القانون الدولي إذا سمحت لنتنياهو بالذهاب دون اعتقاله، حيث تلتزم بولندا باتفاقية روما التي تحدد اختصاص المحكمة الجنائية الدولية. وفي الوقت نفسه، أشار البعض إلى أن هذا الموقف قد يكون جزءاً من مناورة سياسية داخلية لخلق انقسامات بين تاسك وحلفائه في الولايات المتحدة.

• الإعلانات التي لم يتم التحقق منها

ولم يتم الإعلان رسميًا حتى الآن عن سفر نتنياهو إلى بولندا لحضور الذكرى السنوية، ويبدو أن قرار الحضور لا يزال غير مؤكد.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت هيئة الإذاعة الرسمية الإسرائيلية إن نتنياهو لن يحضر مراسم إحياء ذكرى تحرير أوشفيتز في بولندا خوفا من الاعتقال.

وأضافت الوكالة: “أن نتنياهو لن يسافر إلى بولندا للاحتفال بالذكرى الثمانين لتحرير أوشفيتز خوفا من اعتقاله بناء على مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة”.

وفي 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وأقالت وزير الدفاع يوآف غالانت لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة المستمرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

• المشاركة البولندية

ونقلت الهيئة عن وسائل إعلام بولندية أن نائب وزير الخارجية البولندي فلاديسلاف بارتوزيفسكي أكد مجددا التزام بلاده “باحترام قرارات المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي”.

وقالت الهيئة إنه من المتوقع أن يحضر العشرات من رؤساء الدول الحفل في بولندا، بينما من المتوقع أن يمثل إسرائيل وزير التعليم يوآف كيش.

وأضافت: “تخطط الحكومة البولندية هذا العام لإقامة احتفال أكبر من المعتاد بمناسبة تحرير المعسكر”.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت الرئاسة البولندية أن الرئيس البولندي طلب من حكومة بلاده عدم اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما زار بولندا لإحياء الذكرى الثمانين لتحرير معسكر أوشفيتز النازي.

وقالت مالجورزاتا بابوركا، رئيسة المكتب الرئاسي البولندي، في منشور على

أوشفيتز عبارة عن مجمع يضم أكثر من 40 معسكر اعتقال وإبادة تديرها ألمانيا النازية في بولندا المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية والمحرقة.

دخلت القوات السوفيتية المعسكر في 27 يناير 1945، وهو اليوم الذي يتم الاحتفال به باعتباره اليوم الدولي لذكرى المحرقة منذ عام 2005.

وفي عام 1947، أسست بولندا متحف أوشفيتز-بيركيناو الحكومي في موقع أوشفيتز الأول والثاني، والذي تم إعلانه كموقع للتراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1979.


شارك