بعد مقترح ترامب تهجير سكان غزة إلى دول الجوار.. محللون يوضحون الموقف الأردني

منذ 4 أيام
بعد مقترح ترامب تهجير سكان غزة إلى دول الجوار.. محللون يوضحون الموقف الأردني

مع بداية الحرب التي بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي استمرت 15 شهرًا، طرح اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال مقترحًا لطرد الفلسطينيين من القطاع الفلسطيني إلى دول الجوار، خاصة مصر والأردن وعمان رفضت ذلك بشكل قاطع واعتبرت هذه الخطوة “خطا أحمر”.

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقتراحا بنقل سكان غزة إلى مصر والأردن، قائلا إنه يريد أن تقبل الدولتان فلسطينيين من غزة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار ترامب، في حديثه للصحافيين على متن طائرة الرئاسة، إلى أن الأردن ومصر بحاجة إلى استقبال المزيد من الفلسطينيين، خاصة وأن قطاع غزة “مدمر” بالكامل وفي حالة من الفوضى العارمة، على حد تعبيره.

صورة 1

وقال: “نحن نتحدث عن مليون ونصف المليون شخص عليهم تنظيف المنطقة بأكملها”، وعندما سأله أحد الصحفيين عما إذا كانت هذه الخطوة مؤقتة أم دائمة، أجاب ترامب: “يمكن أن تكون مؤقتة أو طويلة”. شرط.”

وقال الرئيس الأمريكي إنه تحدث مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين أمس السبت، وقال إنه طلب منه قبول المزيد من سكان قطاع غزة.

كما أعرب عن أمله في أن تقبل مصر أيضًا المزيد من الفلسطينيين، وقال إنه سيتحدث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الأحد.

الخبير السياسي الأردني د. وأكد بدر ماضي أن الأردن لن يوافق على الاقتراح الأمريكي بطرد سكان قطاع غزة إلى بلاده لأسباب سياسية وأخلاقية وموضوعية، أبرزها رفضه للترحيل الجماعي للشعب الفلسطيني.

وقال ماضي، خلال حديثه مع “ايجي برس”، إن هذا الطرح يتناقض مع الموقف الأردني المتخذ منذ البداية، والذي يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، يتمتع فيها الشعب الفلسطيني، كسائر الشعوب، بدولته ذات السيادة.

صورة 2

وأضاف أنه مع بداية حرب غزة تمكنت المملكة الأردنية من إفشال المخطط الإسرائيلي لطرد الشعب الفلسطيني هناك.

وأوضح ماضي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبحث دائما عن ما يريحه من عبء التعامل مع الجانب الديمغرافي المتعلق بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه.

وحول احتمال أن يتخذ الاحتلال الإسرائيلي إجراءات لمنع عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، خاصة أن جيش الاحتلال يؤخر عملية العودة حتى إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي أربيل يهود، قال ماضي إن هذا ليس كما يمكن أن يحدث في تل أبيب وهو مرتبط ويدعم الاتفاق مع حركة حماس. ويأتي الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، لذلك لا يمكن أن تفشل في الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها.

وأشار إلى أن إسرائيل ستحاول تأجيل عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة وستقدم أيضا مبادرات جديدة تطالب بإعادة توطينهم في دول الجوار، لكنها “لن تنجح”، موضحا أن الأمر لم يكن كذلك منذ البداية. بعد انتهاء الحرب، تمكن فال من فرض إرادته على مصر والأردن.

صورة 3

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، أن إسرائيل قدمت لمسؤولين في الكونجرس الأمريكي خطة لطرد سكان غزة وترحيلهم إلى الدول المجاورة، لكنها فشلت في تنفيذ الخطة.

لكن مع انتهاء ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الذي رفض الفكرة، وبداية ولاية دونالد ترامب الذي تبنى الفكرة الإسرائيلية وكشف عن نيته في اتصاله الهاتفي مع العاهل الأردني الليلة الماضية. .

ولتفسير ذلك، يقول الخبير السياسي بدر ماضي، إن العاهل الأردني هو من تحدث إلى ترامب لتهنئته بتوليه الحكومة، وأن ترامب خلال حديثه مع الملك لم يوضح بوضوح ما كان يقوله يريد الإشارة إليه إلى الاقتراح.

وأشار ماضي إلى أن العاهل الأردني يتمتع بعلاقات جيدة مع الكونغرس الأميركي، الذي يملك سلطة التأثير على القرارات الأميركية، لذا فمن المرجح ألا يتم اعتماد مقترح الرئيس ترامب.

ويتفق مع د. واتفق بدر ماضي الكاتب والمحلل السياسي الأردني بسام البدارين مع رفض الأردن القاطع لمقترح الرئيس الأمريكي ترامب عندما قال: “لا يمكن للأردن أن يقبل بالطرح الأمريكي، لا رسميا ولا شعبيا، لا أخلاقيا ووطنيا فقط”. لأسباب، بل أيضاً لأسباب تتعلق بالداخل الأردني”.

وشدد البدارين على أنه حتى على الجانب الفلسطيني، فإن سكان غزة لن يقبلوا بالخروج من أرضهم، حيث دفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا لمواجهة عمليات الطرد التي سبق أن اقترحها الاحتلال الإسرائيلي.

صورة 4

وأشار المحلل السياسي الأردني إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرح الفكرة نفسها في ولايته الأولى، إلا أنها قوبلت بالرفض من قبل الأردنيين سلطات وشعبا. ورأى أن جزءا من بيان ترامب كان مخصصا “للاستخدام الإعلامي داخل إسرائيل”. لإقناع الحكومة اليمينية المتطرفة بأنه جاء لإحلال السلام في المنطقة؛ لكن اقتراحه سيؤدي إلى التصعيد بدلاً من التهدئة.

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الأحد، إن فكرة ترامب بإرسال فلسطينيين من غزة للعيش في مكان آخر تبدو غير قابلة للتطبيق، مضيفا: “لا أعتقد أن العرب سيؤيدون إخراج الفلسطينيين من غزة”.

ويعتبر البدارين محاولات طرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية بمثابة اعتداء على سيادة الأردن.

وحول تأخر الاحتلال الإسرائيلي في إعادة أهالي غزة إلى منازلهم شمال القطاع، أكد البدارين أن تل أبيب لا تستطيع منع السكان من العودة إلى منازلهم. من الممكن تأخير المشكلة قليلاً، لكن ذلك لن يمنعها في النهاية.

وتتزامن كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع استعداد سكان غزة للعودة إلى منازلهم في شمال القطاع، وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس والذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي، لكن جيش الاحتلال متردد في هذه العودة.


شارك