“انتصار لحماس”.. كيف جاءت ردود الفعل الإسرائيلية على مشاهد عودة النازحين لشمال غزة؟
بعد أن بدأ آلاف النازحين من شمال قطاع غزة العودة إلى منازلهم في الساعات الأولى من الصباح، توالت ردود الفعل الإسرائيلية، منتقدة كواليس عودتهم إلى منازلهم بعد أن فتح الاحتلال الإسرائيلي محور نتساريم وانسحب من اتفاق وقف إطلاق النار .
ومن أبرز ردود الفعل تلك التي صدرت عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن جفير، الذي اعتبر عودة السكان إلى الشمال بمثابة “انتصار” لحركة حماس. وقال: “عودة السكان إلى الشمال. قطاع غزة هو انعكاس لانتصار حماس وجزء آخر مهين من الصفقة غير القانونية”.
وأضاف بن جفير في تدوينة له على موقع “إكس”: “ليس هذا هو النصر المطلق، بل الاستسلام الكامل. جنودنا لم يقاتلوا في غزة ولم يضحوا بحياتهم من أجل جعل هذه الصور ممكنة، وعلينا أن نعود إلى الحرب والتدمير”.
من جانبها قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن حماس حصلت على ما أرادت صباح اليوم بعد عودة السكان إلى شمال قطاع غزة.
وأضافت أنه سيكون من الصعب للغاية على إسرائيل استئناف القتال في شمال قطاع غزة بعد المرحلة الأولى من الصفقة، لأن العودة إلى القتال في منطقة مكتظة بالسكان في غضون أسابيع قليلة ستكون مهمة شبه مستحيلة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إنه كان ينبغي الإبقاء على محور نتساريم كخريطة تفاوضية لأن أهميته بالنسبة لحماس كانت واضحة.
وأضافت المصادر أن إسرائيل دفعت ثمن الصفقة الكاملة بفتح محور نتساريم دون أن تحظى بالاعتبار الكامل.
بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين العودة إلى مناطق شمال قطاع غزة يوم الاثنين بعد تهجيرهم قسراً من منازلهم نتيجة للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل منذ أكثر من 15 شهراً.
وجاءت هذه التطورات في الوقت الذي اقترح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سكان غزة إلى مصر والأردن “مؤقتا أو على المدى الطويل”. قال: “نحن نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف المليون شخص.” إنهم يقومون بتطهير المنطقة بأكملها. “لقد كانت هناك صراعات كثيرة في هذه المنطقة على مر القرون. لا أعلم، لكن يجب أن يحدث شيء ما”.
ونزح غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بعضهم عدة مرات، نتيجة الحرب التي اندلعت بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وبعد 15 شهرا من الحرب في غزة، ووقف إطلاق النار وقع الاتفاق في 19 يناير من هذا العام حيز التنفيذ.
ويدعو الاتفاق المكون من ثلاث مراحل إلى وقف الأعمال العدائية وانسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة بالسكان. وتستمر المرحلة الأولى ستة أسابيع وتتضمن إطلاق سراح 33 رهينة من غزة مقابل إطلاق سراح نحو 1900 أسير فلسطيني. وبالإضافة إلى ذلك، يتم التفاوض على المرحلة الثانية في المرحلة الأولى.