مخاوف من تصاعد الحرب التجارية بعد تعيين الملياردير سكوت بيسنت وزيرا للخزانة الأمريكية
• جو برق لـ«الشروق»: الوزير الجديد يدعم فرض الرسوم الجمركية على السلع المستوردة • جاد الحرير: تكنولوجيا “ديب سيك” الصينية ستسرع من فرض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية
أثار تعيين الملياردير سكوت بيسنت وزيرا للخزانة الأميركية مخاوف بين الخبراء من تصاعد الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة ضد عدد من الدول، وفي مقدمتها الصين.
أكد مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، تعيين الملياردير سكوت بيسنت وزيراً للخزانة في إدارة الرئيس الأميركي.
ويُنظر إلى بيسانت على أنه مؤيد قوي لسياسات ترامب المالية، خاصة فيما يتعلق بفرض الرسوم الجمركية، مما يشير إلى مخاوف متزايدة من حرب تجارية.
ويرى الخبراء أن سياسات بيسانت ستسبب صراعا في الاقتصاد الأمريكي، خاصة فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية. بينما حذر وزير الخارجية الفرنسي من أن أوروبا سترد على أي رسوم جمركية تفرضها إدارة ترامب.
وتم تأكيد تعيين بيسانت بعد حصوله على أغلبية الأصوات في مجلس الشيوخ بأغلبية 68 صوتا مقابل 29 صوتا معارضا.
خلال جلسات تأكيد تعيينه في مجلس الشيوخ، صرح بيسانت أن سياساته المالية المستقبلية ستشمل استخدام التعريفات الجمركية لمكافحة الممارسات التجارية غير العادلة، وزيادة الإيرادات الحكومية وممارسة الأعمال التجارية مع الدول الأجنبية.
وقال جو برق، رئيس الأسواق العالمية في شركة سيدار ماركتس، إنه يتوقع أن يلعب وزير الخزانة الجديد دورًا مهمًا في الاقتصاد الأمريكي نظرًا لخلفيته الاستثمارية، بالإضافة إلى السياسات والأفكار المالية العديدة التي صاغها ضمن برنامج ترامب الرئاسي خلال فترة رئاسته. ترشيح.
وأضاف برق في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن الوزير الجديد يدعم تخفيض الضرائب على الشركات بما يحفز نمو الاقتصاد الأمريكي ويدعم البورصة، فضلا عن كونه مؤيدا لفرض الرسوم الجمركية على الشركات المستوردة للبضائع من الخارج، لأنها يمكن أن تولد موارد إضافية للخزانة الأمريكية.
وأوضح أن الوزير الجديد سيواجه تحديا كبيرا في السيطرة على دين الخزانة الأمريكية الذي وصل إلى مستوى قياسي بلغ نحو 37 تريليون دولار ويمثل أكثر من 100% من الناتج المحلي الإجمالي.وتزايد مخاطر الدين الأمريكي ويتزامن ذلك مع النهج المتوسع للرئيس الأميركي في التخفيضات الضريبية ومطالب فريقه الرئاسي المرتبط به، مثل رجل الأعمال إيلون ماسك، الذي يدعو إلى ترشيد الإنفاق العام الذي ينظر إليه باعتباره عاملا مهما. ويمثل ذلك قيداً بالنسبة له في الوقت الذي يحاول فيه تحفيز النمو الاقتصادي.
وأشار برق إلى أنه بالإضافة إلى الديون التي ستواجه الوزير، فإن التحديات تتعلق أيضا بملف التعريفة الجمركية، خاصة مع احتدام التوترات الجيوسياسية بين الصين وأمريكا.
توقع جاد الحريري، استراتيجي الأسواق المالية في شركة First Financial Markets، أن يكون هناك صراع في العهد المقبل لوزير الخزانة الجديد، حيث تختلف سياساته عن سياسات وزيرة الخزانة الأمريكية السابقة جانيت يلين فيما يتعلق بالديون والضرائب والمعاملات. مع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وقال الحريري لـ«الشروق»، إن فرض الرسوم الجمركية على العديد من الدول، وأهمها الصين، يمثل عائقا كبيرا على الاقتصاد الأمريكي في عهد الوزير الجديد، خاصة بعد ظهور شركة DeepSeek الصينية وتسببت في ذعر في قطاع التكنولوجيا من خلال تطوير الذكاء الاصطناعي بتكلفة أقل.
وأضاف الحريري أن موافقة وزير الخزانة الجديد المرتقبة على فرض الرسوم الجمركية على الواردات ستؤدي إلى زيادة الإيرادات المالية للخزانة الأميركية بسبب ارتفاع تكلفة السلع المستوردة من الخارج، ما سيدعم زيادة نشاط الشركات المحلية وزيادة أرباحها، وزيادة قيمتها من الرسوم الجمركية التي سيدفعونها وسيعزز أيضًا موقف أمريكا في مفاوضات التجارة العالمية.
وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أكثر من بيان بفرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية من الصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك لمعالجة العجز التجاري الأميركي.
ارتفع العجز التجاري الأمريكي بمقدار 13.6 مليار دولار على أساس شهري في سبتمبر الماضي إلى 84.4 مليار دولار، وهو ما يعكس زيادة الواردات بمقدار 10.3 مليار دولار إلى 352.3 مليار دولار مقارنة بانخفاض الصادرات 3.2 مليار دولار إلى 267.9 مليار دولار في الفترة نفسها، وفقا لمكتب الاقتصاد الأمريكي. تحليل. من وزارة التجارة من جهته، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو من أن أوروبا سترد على أي رسوم جمركية تفرضها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.