إلى أين تتجه منطقة الشرق الأوسط بعد استشهاد هنية؟

منذ 2 شهور
إلى أين تتجه منطقة الشرق الأوسط بعد استشهاد هنية؟

منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران، يسود الترقب في منطقة الشرق الأوسط من الرد الإيراني والتصعيد المحتمل ضد إسرائيل من قبل الحركات والمجموعات المسلحة الموالية لإيران.

ونستعرض أدناه أبرز تطورات التوترات والتصعيد المحتمل بين الأطراف المتصارعة، وسط مخاوف من انتشار الحرب إلى المنطقة وتحولها إلى صراع إقليمي واسع النطاق.

وبحسب بيان للحركة، أعلنت حركة حماس اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية في طهران الأربعاء الماضي، فيما لم تعلق إسرائيل أو تفصح عن وقوفها وراء اغتيال هنية. وقال الحرس الثوري الإيراني إن “مقذوفا جويا” أصاب مقر إقامة هنية في العاصمة الإيرانية. وكان هنية هناك لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.

جاء مقتل زعيم حماس بعد ساعات فقط من قيام إسرائيل باغتيال القائد العسكري البارز لحزب الله اللبناني فؤاد شكر في هجوم بإحدى ضواحي بيروت، مما أثار مخاوف من توسع الصراع المستمر منذ ما يقرب من عقد من الزمن في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.

محادثات بين بايدن ونتنياهو

وبحسب بيان صادر عن البيت الأبيض، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا “التزامه بأمن إسرائيل ضد جميع التهديدات الإيرانية” في مكالمة هاتفية بين الزعيمين يوم الجمعة.

وقال البيان: “لقد دعا بايدن بحق إلى توسيع الجهود لدعم دفاع إسرائيل ضد التهديدات، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، لتشمل العمليات العسكرية التي تنطوي على نشر قوات دفاع أمريكية جديدة”.

وأضاف البيان أن الرئيس الأمريكي أكد مجددا “التزامه بأمن إسرائيل من جميع التهديدات الإيرانية، بما في ذلك الجماعات الإرهابية بالوكالة حماس وحزب الله والحوثيين”.

وتأتي هذه الدعوة فيما تتكثف المباحثات الأميركية الإسرائيلية – منذ اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، في هجوم صاروخي على مقر إقامته في إيران – بهدف دراسة الرد الأميركي على أي عمل عدائي يتم شنه. وقد تتخذ إيران موقفا ضد إسرائيل في إطار التصعيد بعد اغتيال هنية.

ونقل موقع “والا” الإلكتروني الإسرائيلي عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن رئيس الوزراء أكد للرئيس الأمريكي جو بايدن في مكالمة هاتفية أن واشنطن ستعمل بما يتماشى مع المتطلبات الأمنية لإسرائيل.

وقال موقع “يسرائيل هيوم” الإلكتروني إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن إيران ستشن هجوما أكبر وأضخم من الهجوم السابق في أبريل الماضي.

تهديدات إيران

ويوم الجمعة، توعد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي إسرائيل “بالانتقام القاسي والحتمي” ردا على مقتل زعيم حزب الله اللبناني فؤاد شكر.

جاء ذلك في رسالة بعثها سلامي إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أعرب فيها عن تعازيه بمقتل شكر في غارة إسرائيلية، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا).

وتؤدي هذه التهديدات بالانتقام لمقتل هنية إلى زيادة مخاوف إسرائيل والولايات المتحدة بشأن رد إيران على الهجوم الذي أدى إلى مقتل زعيم حماس، وهو الموضوع الرئيسي للمحادثات الهاتفية بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي.

وتعزز واشنطن قواتها في الشرق الأوسط

في غضون ذلك، وفي إطار تعزيز الدفاع الأميركي عن إسرائيل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أطلع نظيره الإسرائيلي غالانت على التغييرات الحالية والمحتملة في توزيع القوات الأميركية في الشرق الأوسط، بحسب ما نقلته رويترز. وكالة.

وأشارت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ إلى أن أوستن أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت أن البنتاغون يتخذ إجراءات إضافية، بما في ذلك تغييرات في وضع قوات الدفاع الحالية والمستقبلية، بهدف زيادة الدعم لإسرائيل.

وأكد سينغ أن هذه الخطوات يمكن أن تشمل نشر قوات أمريكية إضافية في المنطقة، لكن الوزير أوستن لم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد بشأن القدرات الإضافية التي قد يتم نشرها.

ورغم أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل إعادة انتشار وتوزيع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وكذلك حجم ونطاق القوات الإضافية، إلا أنه من المحتمل جدًا أن تؤدي عملية إعادة الانتشار إلى تغيير الخصائص الاستراتيجية والعسكرية للقوات الأمريكية. منطقة الشرق الأوسط برمتها في المستقبل وأن ذلك سيؤثر على خريطة القوى المشاركة في الصراع في المنطقة.

التطورات الميدانية

وعلى المستوى الميداني، ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن حزب الله نقل كبار قادته من الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، بسبب مخاوف من هجمات إسرائيلية محتملة.

يذكر أن الحركة اللبنانية نقلت معدات عسكرية إلى مواقع بعيدة عن العاصمة اللبنانية خوفا من استهدافها من قبل إسرائيل.

وأعلنت كتائب القسام أنها هاجمت “موقع صوفا العسكري بعشرة صواريخ رجم من عيار 114 ملم”، ويعتقد أن هذه الصواريخ أطلقت على المدن المحيطة بغزة.

قال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن البحرية الإسرائيلية أكملت بنجاح في الأيام الأخيرة اختبار نظام اعتراضي طويل المدى LRAD مصمم لردع مجموعة من التهديدات، بما في ذلك صواريخ كروز.

وجاء الاختبار في وقت كانت فيه إسرائيل في حالة تأهب قصوى استعدادا لهجمات محتملة من إيران ووكلائها في المنطقة.


شارك