من المرشح المحتمل لخلافة إسماعيل هنية.. وهل تنوي حماس إخفاء اسمه خشية استهدافه؟

منذ 2 شهور
من المرشح المحتمل لخلافة إسماعيل هنية.. وهل تنوي حماس إخفاء اسمه خشية استهدافه؟

منذ اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الإيرانية طهران، بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان، يتزايد التوتر لمعرفة من سيصبح خليفة هنية المحتمل ومن سيكون خليفة هنية المحتمل؟ هل ستقود المسيرة الحركة في وقت حرج في ظل الحرب المستمرة مع إسرائيل؟ المسؤول التالي سيترأس المكتب السياسي، وهو الهيئة التنفيذية لحماس والذي تأسس عام 1989، كما ذكر محب سليمان أحمد النواتي في كتابه الصادر عام 2004 بعنوان “حماس من الداخل”. وظل الشيخ أحمد ياسين زعيم الحركة، أو “القائد العام”، أثناء اعتقاله وبعد إطلاق سراحه، حتى اغتياله عام 2004، عندما تولى عبد العزيز الرنتيسي منصب القائد العام. رئيس الحركة لكنه قُتل أيضًا في نفس العام. وفي انتخابات 2021، احتفظ هنية بمنصبه رئيساً للمكتب السياسي، وانتخب صالح العاروري نائباً له، واحتفظ يحيى السنوار بقيادة الحركة في قطاع غزة.

ولا تتوفر معلومات كثيرة عن الهيكل التنظيمي للحركة، إذ تبقى أنشطتها وحركة قياداتها سرية، كما أن التنسيق بين أعضائها في الداخل والخارج وفي السجون معقد.

ونظراً للتهديدات الأمنية التي تواجه قيادات الحركة، يصوت أعضاء مجلس الشورى في الداخل والخارج في انتخابات معقدة وسرية تجرى كل أربع سنوات لانتخاب أعضاء المكتب السياسي وقيادته. والسؤال الآن هو: من سيقود حماس في المستقبل ومن القادر على إنقاذ الحركة وتخفيف الضغوط عليها في هذا الوقت الحرج؟ هل ستعلن الحركة اسم رئيس مكتبها السياسي الجديد أم ستبقي الأمر سرا خوفا من الهجمات؟

خالد مشعل

 

وتشير العديد من التقارير إلى أن خالد مشعل، الذي شغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة لنحو عشرين عاما (1996-2107)، هو الأرجح لتولي هذه المهمة.ويعيش مشعل خارج قطاع غزة منذ عام 1976 ويعيش حاليا في قطر. وبعد اغتيال زعيمها المؤسس الشيخ أحمد ياسين، انتخب رئيسا للمكتب السياسي للحركة، وخلفه في الأراضي الفلسطينية عبد العزيز الرنتيسي.ونجا خالد مشعل من محاولة اغتيال تعرض لها عام 1997 نفذها عملاء الموساد في الأردن. وكان مشعل مواطنا أردنيا ومقيما، وتم حقنه بمادة سامة أثناء سيره في أحد شوارع العاصمة عمان.اكتشفت السلطات الأردنية الهجوم واعتقلت اثنين من أعضاء الموساد المتورطين. وطلب ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللقاح ضد المادة السامة التي حقن بها خالد مشعل، مما ضغط على إسرائيل التي زودته في النهاية باللقاح الذي أنقذ مشعل.ويقول المحلل السياسي الفلسطيني فتحي صباح المتخصص في شؤون الحركة، إن خالد مشعل هو الأقدر على تحمل المسؤولية بسبب خبرته الطويلة في قيادة الحركة وارتباطاته الواسعة على المستويين العربي والإسلامي «ولأن حماس بحاجة ماسة إلى ذلك». دبلوماسية على المستوى الدولي في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها”.وأضاف صباح لبي بي سي عربي أن مشعل يعتبر أحد “الجناح المعتدل” في حماس ويتمتع “بالحكمة والعقلانية”.دكتور. ويتفق مع هذا الرأي شفيق التلولي، وهو كاتب فلسطيني يتابع أخبار الحركة وشؤونها، لافتا إلى أن مشعل يحتفظ بعلاقات عربية جيدة و”خلال رئاسته ثني الحركة تماما عن الدخول فيها”، لذلك فهو “”. الشخص الأقدر على إعادة ضبط البوصلة وتحسين علاقات حماس مع الدول العربية”.وهناك اعتبار آخر مهم، وهو وجوده في الخارج، إذ من الشائع أن يتم اختيار رئيس المكتب السياسي للحركة “لإعطاء الأفضلية لشخص خارج الأراضي الفلسطينية لأسباب أمنية”.وهناك أسماء أخرى مرشحة بكثافة منها خليل الحية وموسى أبو مرزوق.

موسى أبو مرزوق

موسى أبو مرزوق هو من طرح فكرة إنشاء المكتب السياسي للحركة وهو أول من شغل هذا المنصب علناً في الفترة من 1992 إلى 1996. ويتكون المكتب السياسي لحركة حماس من 15 عضوا. ويعتبر أبو مرزوق شخصية معروفة في حماس وأحد كبار المسؤولين في المكتب السياسي للحركة. ويتخذ أبو مرزوق نهجا عمليا في المفاوضات. وهو يؤيد “وقف إطلاق النار طويل الأمد” مع إسرائيل ويقبل بحدود الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 كحدود للدولة الفلسطينية، لكن هذه القضية لا تزال مثيرة للجدل في الحركة. واعتقل أبو مرزوق أثناء وجوده في الولايات المتحدة في التسعينيات بتهمة جمع الأموال للجناح المسلح لحركة حماس وبقي في المنفى بعد ذلك، خاصة في الأردن ومصر وقطر. وفي كل مرة أصبح منصب رئيس المكتب السياسي للحركة يطرح اسم أبو مرزوق ضمن الخلفاء المحتملين لرئاسة المنصب. ويرى شفيق التلولي أن الاختيار في هذه المرحلة صعب للغاية في ظل الضغوط الإسرائيلية التي تعاني منها الحركة، وضرورة استعادة توازنها داخليا وخارجيا، فضلا عن قرب انهيار الاتصالات بين القيادة الخارجية والعسكريين. هي القيادة السياسية في قطاع غزة.

خليل الحية

كما يعتبر خليل الحية مرشحا لتولي هذا المنصب. ويعيش حاليا في قطر. وقاد وفد الحركة في المفاوضات مع إسرائيل ويقيم علاقات جيدة مع الخارج. يشغل الحية أيضًا منصب “وزير خارجية” حماس، فهو مسؤول عن العلاقات الداخلية والدولية للحركة. ومن المعروف أن الحية، نائب رئيس الحركة في غزة، مقرب من يحيى السنوار، الذي تتهمه إسرائيل بأنه أحد العقول المدبرة لهجوم 7 أكتوبر. وقاد الحية كتلة حماس في المجلس التشريعي عام 2006 بعد فوز الحركة في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة التي أجريت منذ ذلك الحين. كما تعتبر الحية من أبرز الداعمين للكفاح المسلح لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ونجا الحية من عدة محاولات اغتيال، أبرزها عام 2007، عندما أدى الهجوم على منزله شمال قطاع غزة إلى مقتل عدد كبير من أفراد عائلته.

القرار بيد السنوار”.

ويلعب الجناح العسكري لحركة حماس وقياداتها في قطاع غزة دوراً مهماً في قيادة الحركة وتحديد سياساتها، وكذلك في انتخاب مكتبها السياسي ومجلس الشورى. وفي الوضع الحالي وفي ظل الحرب التي تخوضها الحركة في غزة، يقول د. كما حمل التلولي القيادة السياسية والعسكرية في غزة على القيام بدور مهم في اختيار خليفة هنية. ويقول التلولي إنه بالنظر إلى التقارير التي تتحدث عن اغتيال محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحركة حماس، والقادة العسكريين البارزين مثل أيمن نوفل ومروان عيسى، فإن السنوار لديه رأي مؤثر في القرارات العسكرية أو السياسية ولذلك فهو ويصبح أحد يلعب دورا هاما في انتخاب الزعيم الجديد للحركة في الخارج. على الرغم من أن القرارات السياسية غالبًا ما يتخذها المكتب السياسي في الخارج، إلا أن تنفيذها في الداخل والامتثال لها يتطلب موافقة الجناح العسكري. وهذا ما يضمن أن أعضاء المكتب السياسي في الخارج ومجلس شورى مجموعة السنوار يلعبون دوراً في انتخاب الرئيس الجديد للمنصب السياسي تجنباً للخلافات أو الصراعات بين الداخل والخارج. وتجري الحركة انتخاباتها العامة كل أربع سنوات، تنتخب خلالها مجلس الشورى الذي يضم أعضاء المكتب السياسي، الذين بدورهم ينتخبون رئيس المكتب ونائبه. ويضم مجلس الشورى نحو 50 عضوا يمثلون حركة حماس في فلسطين والخارج، ويشارك أعضاء الحركة في المناطق في اختيار أعضاء المجلس. وتقسم حماس مناطقها الانتخابية إلى أربع مناطق: الضفة الغربية وغزة والسجون والخارج.

هل تلعب طهران دورا في اختيار رئيس مكتب حماس؟

وترتبط حركة حماس بعلاقات وثيقة مع إيران، ويعتبر البعض أن خليل الحية أقرب إلى طهران من مشعل، إذ حضر مؤخرا حفل تنصيب الرئيس الإيراني إلى جانب هنية، بينما غاب مشعل عن ذلك الحفل. كما حضرت الحية برفقة هنية وعدد من أعضاء المكتب السياسي اللقاء الذي جمعها مؤخرا في طهران مع الرئيس الإيراني والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي. دكتور. ويرى التلولي أنه رغم الدور المهم الذي لعبته إيران مؤخرا في دعم حماس وتياراتها، إلا أن الحركة أصبحت الآن في وضع صعب بعد اغتيال هنية الذي كان يعيش في قطر منذ سنوات في طهران. وزار مصر وغيرها من البلدان ولم يقتل هناك. ويقول إن قادة الحركة سيكونون أكثر أمانا في الدول العربية مما هم عليه في إيران، لذلك لن تلعب طهران دورا كبيرا في تحديد الزعيم المقبل للحركة. لكن صباح قال في مقابلته مع بي بي سي عربي، إن الحية يعتبر الشخص الثاني المرجح ترشيحه لرئاسة مكتب الحركة بناء على اعتبارات عديدة، منها أنه يتمتع بصفات تتطابق أيضا مع مشعل، مثل منصبه اتصالات واسعة ويعتبر من المعتدلين داخل الحركة. ويقيم أيضًا في قطاع غزة. وقد شهد العديد من جولات الصراع السابقة وهو مطلع على أسرار الصناعة وداخل الحركة. ويوضح صباح أن أهم علاقات إيران هي مع الجناح العسكري والقادة داخل قطاع غزة وليس فقط في الخارج.

هل تنوي حماس عدم الإعلان عن خليفة هنية خوفا من استهدافه؟

وتحدث مصدر رفيع في حركة حماس لبي بي سي عربي، وقال إن هناك مخاوف حقيقية داخل الحركة من إعلان رئيس مكتبها السياسي الجديد “خوفا من استهدافها”.وأشار المصدر لبي بي سي عربي إلى أنه بعد اغتيال هنية لم يعد هناك مكان آمن تماما للذهاب إليه في طهران، لكنه نفى أيضا توجه الحركة نحو “العمل السري” بعد اغتيال هنية، قائلا إن “”المكتب السياسي موجود، والمكتب السياسي موجود، والمكتب السياسي موجود، والمكتب السياسي موجود”. مجلس الشورى موجود والتحركات الداخلية في وزارة الخارجية لن تتوقف لإنهاء الحرب”.وقال المصدر إنه من الممكن اختيار رئيس جديد للمكتب السياسي من بين أعضاء مجلس الشورى أو المكتب السياسي، “وقد يتم حجب اسمه في الوقت الحالي لأن الحركة لا تريد تكرار تجربة الرنتيسي”. والذي اغتيل بعد نحو شهر من توليه منصبه خلفا لأحمد ياسين الذي اغتيل في مارس/آذار 2004.وقال المصدر لبي بي سي عربي إن القرار “قد يأتي بعد وقف إطلاق النار وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، مع ضمانات دولية وإقليمية بعدم استهداف قيادات الحركة، خاصة في الخارج”.ويعتبر منصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس هو الأهم في هيكلية الحركة، وبالتالي فإن الشغور المطول لا يزال يثير التساؤلات، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها الحركة حاليا، كما يقول التلولي.ويوضح التلولي أنه يتعين على حماس اتخاذ قرار سريع وتوضيح الوضع وإعلان زعيمها الجديد حتى تتمكن من دفع المفاوضات مع إسرائيل والعمل على وقف إطلاق النار “عطفا على أهل غزة ومعاناتهم”. بالإضافة إلى حماية قادتها، لأنه من الواضح أن إسرائيل رفعت سقف الحرب المفتوحة: “لن تستثني أحداً من الملاحقة القضائية”.ويرى التلولي أن توجه حماس إلى العمل السري وعدم الإعلان عن رئيس مكتبها السياسي “سيؤثر على وضعها الداخلي وعلى علاقاتها الخارجية”.يُشار إلى أن حركة حماس قالت في بيان لها: “إننا نؤكد لجماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية أن المؤسسات التنفيذية للحركة وإطارها الشورى تواصل عملها ولديها آليات فعالة وعملية، لمواصلة المقاومة العملية في ظل أصعب الظروف.”وأضافت: “الحركة ستعلن نتائج مشاوراتها فور الانتهاء منها ونؤكد أن ما تردد في بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي حول تعيين أسماء معينة في منصب رئيس الحركة لا أساس له من الصحة”.


شارك