عباس شومان: شيخ الأزهر يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي – الإسلامي

منذ 3 أيام
عباس شومان: شيخ الأزهر يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي – الإسلامي

دكتور. قال عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء ورئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور . ويقود أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف جهودا عالمية كبيرة في مجال الحوار الإسلامي الإسلامي، وقد لقيت دعوته لهذا الحوار قبولا وترحيبا واسعين من قبل مختلف المدارس الإسلامية في البحرين قبل عامين، ومن المقرر أن تعقد أولى جلسات هذا الحوار الشهر المقبل.

ودعا خلال ندوة بعنوان “نحو حوار إسلامي إسلامي” نظمها جناح الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب، جميع المسلمين إلى الابتعاد عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم، ليكونوا وألهم تعامله مع من لا يتفق مع الدين وأننا كمسلمين نستحق المزيد من التواصل والتعايش مع من لا يتفق مع الدين وتحت هذا الجانب يكمن مسؤولية كبيرة على عاتق المؤسسات الدينية التي يجب أن تسعى جاهدة إلى ترسيخ قيم التعايش وقبول الآخر. ونحن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعاليم شريعتنا السمحة.

وفي موضوع الحوار الإسلامي الإسلامي، أشار شومان إلى نموذج ينبغي الاقتداء به في الاختلاف والاحترام، وهو نموذج علماء المسلمين الأوائل الذين أسسوا المذاهب الفقهية المختلفة بروح الاحترام المتبادل والمحبة والتقدير. دون أن يكون هناك أي صراع أو تعصب بينهما. على سبيل المثال، انبثقت المذاهب السنية الأربعة (الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي) من أئمة كبار يحترمون بعضهم البعض. وكان الإمام الشافعي يعبد الإمام أبي حنيفة، رغم أنه لم يلتق به، حيث ولد الشافعي في نفس العام الذي توفي فيه أبو حنيفة (150م). وقد أخذ الشافعي من تلامذة الإمام أبي حنيفة، وخاصة الإمام محمد بن الحسن الشيباني.

وأضاف: “وكان الإمام الشافعي يقول عن الإمام أبي حنيفة: “كل الناس يعتمدون على أبي حنيفة في الفقه”. وهناك حيث دفن أبو حنيفة، صلى الوتر ثلاث ركعات متواصلة، على مذهب أبي حنيفة، ولما سئل عن ذلك أجاب: “كنت استحيي من خلاف الإمام في حضرته”، وتابع: “الإمام وكان أحمد بن حنبل من تلامذة الإمام، ومع ذلك فقد أسس الشافعي لنفسه مدرسة فقه مستقلة. وكان الإمام أحمد يكنّ للشافعي احتراماً كبيراً حتى أنه قال: “لم أنسى بعد وفاة الشافعي قط، أدعو له في إحدى صلاتي”.

وأكد أن هذه العلاقة المتميزة بين أئمة الطوائف تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بين المسلمين اليوم. وليس المقصود من هذا الحديث التركيز على المذاهب الفقهية تحديدا، بل تقديم مثال على إمكانية التعايش والوئام بين الاختلافات، سواء كان ذلك في المذاهب الشرعية أو العقيدة، وحتى في الدين نفسه، كما يقول الله تعالى في كتابه : {لكم دينكم ولي دين}، وقوله: {لا إكراه في الدين}. وهذه الآيات تبين أن للإنسان حرية الاختيار. من أراد أن يؤمن فله الحق في ذلك، ومن أراد أن يكفر فله حرية الاختيار، مع أن الكفر ليس مرادفاً للإيمان بقيمة أو نتيجة، لكن الشريعة الإسلامية أعطت للإنسان حرية اختيار طريقه يختاره، سواء كان الإسلام أو أي شيء آخر.

وأشار في نهاية حديثه إلى أنه رغم وضوح هذه المبادئ في شريعتنا، إلا أننا لم نقبل تنوع الأديان ولا نمارس التعايش الحقيقي الذي يفرضه علينا ديننا. فمثلاً عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة وجد قبائل يهودية كثيرة تسكن هناك. ولم يطردوا أو يستبعدوا، بل أبرم معهم معاهدات واتفاقيات سلام تضمن لهم حقوقهم ما داموا يلتزمون بعدم العداء. وعندما نقضوا العهد عوقبوا على مخالفتهم، وليس على اختلافهم الديني. وتابع: “إذا كان هذا التعايش بين المسلمين وغير المسلمين مقبولا ومطبقا في شريعتنا، فالأهم أن يكون التعايش بين المسلمين في حد ذاته حقيقة ملموسة، وأن يدعو سماحته إلى عدم الفرقة بينهم على المسلمين والمسلمين”. لرفض الخلاف الموجود بينهم”. واليوم نرى بين السنة والشيعة، والسلفيين والأشاعرة، والماتريدية والمعتزلة. وحتى داخل الطائفة هناك انقسامات وصراعات.


شارك