عودة إيرادات قناة السويس يحسن النظرة المستقبلية للجنيه أمام الدولار
• بلومبرج: السفن الأميركية والبريطانية بدأت عبور البحر الأحمر بسلام
• الدماطي: الجنيه قد يرتفع إلى 46-47 جنيها أمام الدولار
• عبد العال: هدوء التوترات الجيوسياسية يدعم قيمة الجنيه في النصف الثاني من العام
وينتظر الاقتصاد المصري عودة إيرادات قناة السويس وتهدئة الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة بعد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما يتوقع الخبراء أن يؤدي إلى ارتفاع قيمة الجنيه أمام الدولار خلال الفترة المقبلة. وقد يؤدي غياب هذه الإيرادات إلى انخفاض قيمة الجنيه إلى مستويات أعلى من 51 جنيها للدولار، على الرغم من استمرار تطبيق أسعار الصرف المرنة.
وأعلنت وكالة بلومبرج للأنباء في تقرير نشرته أمس الأربعاء، نقلا عن مركز المعلومات البحرية المشترك في البحر الأحمر وخليج عدن، أن السفن الأميركية والبريطانية تعبر البحر الأحمر منذ 19 يناير/كانون الثاني 2025، منها 6 سفن البحر الأحمر، وتنتظر الوكالات الملاحية العودة إليه. الوضع الأمني العام مستقر تماما.
وأظهرت بيانات البنك المركزي تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 61.2% في الربع الأول من 2024/2025 إلى 931.2 مليون دولار، مقابل 2.4 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي، مع تراجع عدد السفن المارة بنسبة 51% في الربع الأول. . الفترة نفسها مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالات عيد الشرطة هذا الشهر إن مصر كان بإمكانها تحقيق إيرادات جيدة من قناة السويس إذا لم تؤد التوترات الجيوسياسية إلى انخفاض أرقام الشحن. وفي عام 2024، عام ذروة التوترات الجيوسياسية، من المتوقع أن تبلغ الخسارة نحو 7 مليارات دولار، وفي عام 2023 ستصل إلى 10.2 مليار دولار.
قالت الدكتورة سحر الدماطي، وزيرة التخطيط، إن تطبيع إيرادات قناة السويس سيحقق نتائج ملموسة على الاقتصاد المصري، خاصة تحسن قيمة الجنيه أمام الدولار.
وأضاف الدماطي لـ«الشروق» أنه في حال استمرار تحسن الأوضاع في المنطقة وزيادة إيرادات قناة السويس، فمن الممكن أن يرتفع الجنيه إلى مستوى 46 أو 47 جنيهاً أمام الدولار، لكن ذلك سيكون مصحوباً بالتقلبات العالمية. إن الوضع في منطقة اليورو يزداد سوءا، خاصة في ظل المخاوف من أن رئاسة ترامب قد تكون لها آثار خطيرة على الاقتصاد العالمي.
وينتظر العالم بفارغ الصبر تنفيذ تهديد الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية على واردات السلع الأميركية، وخاصة الصينية. ويشير هذا إلى تصاعد المخاوف من الحروب التجارية وتأثيراتها على الاقتصاد العالمي والأسواق الناشئة.
من جانبه، قال الخبير المصرفي محمد عبد العال، إن هناك تطورات حدثت خلال الفترة الماضية لصالح الجنيه أمام الدولار، منها انخفاض سعر الفائدة الأميركية أمام الدولار، وهو ما شجع على عودة الاستثمارات الأجنبية في مصر. – ارتفاع الديون المحلية قصيرة الأجل، بالإضافة إلى زيادة تحويلات العاملين في الخارج وتغطية البنك المركزي للعجز في صافي الأصول الأجنبية للبنوك التجارية ووقف كافة طلبات البنوك للاستيراد من الخارج.
ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له على الإطلاق مقابل الجنيه المصري خلال تعاملات ديسمبر/كانون الأول الماضي، متجاوزاً مستوى 51 جنيها مصريًا. ثم قام بتقليص مكاسبه ويتم تداوله حاليًا عند مستوى 50.30 جنية مصري.
وأضاف عبد العال أن تحسن الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة وعودة إيرادات قناة السويس يدعم المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصري، وهو ما يرفع التوقعات بتحسن قيمة الجنيه أمام الدولار في النصف الثاني. من المتوقع أن يرتفع عجز الموازنة المصرية إلى مستوى 49 جنيها خلال العام الجاري، خاصة وأن أغلب الديون الخارجية يجب سدادها في النصف الأول من عام 2025. .
وتحسنت أسعار العقود الآجلة غير القابلة للتسليم للجنيه المصري خلال تعاملات الأسبوع الماضي، لتتراوح بين 50.7 جنيه مصري و51 جنية مصري للتسليم لمدة شهر واحد، في حين تراوحت العقود لأجل شهرين بين 51.2 جنيه مصري و51.5 جنيه مصري.
من جانبه، أوصى بنك أوف أميركا ببيع الدولار مقابل الجنيه من خلال عقود آجلة غير قابلة للتسليم بأجل استحقاق ستة أشهر، وذلك للاستفادة من الفارق في أسعار الفائدة بين العملتين، والذي يقدر استراتيجيو البنك أنه قد يصل إلى 1.5 تريليون دولار. ستة في المئة قد تصل إلى.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي إن الديون التي سيتعين سدادها في عام 2025 أقل من تلك التي سيتعين سدادها في عام 2024، مشيرا إلى أن مصر دفعت نحو 38.7 مليار دولار العام الماضي.
قال الخبير المصرفي أحمد شوقي، إن تحسن إيرادات قناة السويس سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري، لكن التأثير على سعر الصرف سيكون محدودا في ظل الفجوة الدولارية الكبيرة بين الواردات والصادرات، وتوقع أن يستقر سعر الدولار خلال الفترة المقبلة. وانخفض الجنيه بمقدار جنيه واحد إلى 49 جنيهًا مقابل الجنيه.
وأوضح شوقي أن تحسن قيمة الجنيه لم يقتصر على عودة إيرادات قناة السويس. ولذلك فإننا نأمل أن لا يظل الاقتصاد المصري اقتصادا خدميا يعتمد فقط على إيرادات قطاع الخدمات. ومع ذلك، فإننا بحاجة إلى تعزيز قطاع التصنيع من خلال توسيع التصنيع والصادرات.