«يوسف شاهين..قصة وطن».. كتاب لشرح مسيرة شاهين الفنية وعلاقتها بالمجتمع

منذ 6 ساعات
«يوسف شاهين..قصة وطن».. كتاب لشرح مسيرة شاهين الفنية وعلاقتها بالمجتمع

يحتل يوسف شاهين مكانة كبيرة في تاريخ السينما المصرية والعربية وحتى العالمية، سواء من خلال شخصيته الفنية المركبة التي تجمع بين أشياء كثيرة، أو أفلامه التي تختلف عما هو معروف، أو الجوائز المتنوعة التي نالها من كل مكان. العالم. العالم أو لأسباب أخرى كثيرة جعلته رمزًا. أحد رموز الفن المصري ورمز يعبر عن المصرية الأصيلة ومصر أو كما أسماها “بهية” بأفلامه المختلفة التي تترك مكانا عظيما دائما في ذاكرة تاريخ السينما.

ويعتبر يوسف شاهين من النماذج التي تستحق الدراسة عن قرب، حيث ارتبطت مسيرته الفنية بتاريخ مصر في عصرها المعاصر وتاريخ مجتمع وشعبه بتركيبته السياسية والاجتماعية والثقافية. ، والأوضاع الاقتصادية كما رآها يوسف شاهين بنفسه، فضلاً عن أن هذه المهنة تحتوي على الكثير من الدروس الإنسانية. والوجودية التي حاول شاهين دائمًا التعامل معها.

هذا ما جاء في كتاب «يوسف شاهين.. قصة وطن» للكاتب والروائي يوسف الشريف، الصادر حديثاً عن دار الريشة للنشر والتوزيع.

يقدم المؤلف دراسة وتحقيقا تاريخيا لسيرة يوسف شاهين، سيرته الفنية، التي ترتبط ارتباطا وثيقا بسيرته الشخصية. وهنا يؤكد المؤلف أن السيرتين هما سيرة واحدة، سيرة الأمة، وسيرة المجتمع. يقدم المؤلف كتابه بسيرة ذاتية غير نمطية، حيث يقوم بتحليل أفلام يوسف شاهين بعين الفاحص. أحيانًا نشعر أنه ناقد وأحيانًا أخرى نشعر أنه عاشق. شاهين محب للسينما. وينقسم الكتاب إلى ستة فصول. يبدأ الفصل الأول من الكتاب بالحديث عن البدايات الفنية ليوسف شاهين، أو المقدمة أو البداية كما وصفها المؤلف. وهنا نرى الرحلة التي تبدأ وتستمر في فيلم “بابا أمين” الذي بدأ به شاهين حياته. يقوم المؤلف بتحليل الفيلم ومشاهده، مع التركيز على ذلك الموضوع الآخر الذي… لقد ارتكز شاهين منذ البداية على مسألة الموت، مع التركيز على تلك الملامح التي سترافق سينما شاهين حتى نهاية العام. الرحلة وتؤكد أن مشروع شاهين هو مشروع متكامل وموسع.

ثم يقود المؤلف القارئ إلى نقطة تحول نوعية في مسيرة شاهين، ألا وهي فيلم “ابن النيل”، حيث يؤكد المؤلف بشكل متزايد على ترسيخ شاهين لمنهجيته، ويؤكد أنه لا يرضى بأي شيء، بل إن كل شيء يمر عبر هو، وأنه يفعل كل شيء بأفضل طريقة ممكنة، ويظهر ذلك من فكرة مشهد الطوفان، ويركز المؤلف أيضًا على فكرة الهوية التي سترافق أفلام شاهين على طول الخط الفاصل بين الهامشية من الناس ومركزية العاصمة. ويعد فيلم “ابن النيل” أيضاً أول أفلام شاهين التي تُعرض في المهرجانات العالمية، ويؤكد المؤلف أن أفلام شاهين في هذه الفترة بشرت بقدوم الثورة، خاصة أن هذه الفترة سبقت ثورة يوليو مباشرة.

ويركز المؤلف بعد ذلك على فيلمي “معركة في الوادي” و”معركة في الميناء” اللذين لعبت فيهما فاتن حمامة التي عمل معها شاهين مرة أخرى بعد أفلامه الأولى، وعمر الشريف الذي اختار له اسمه الفني، الأدوار الرئيسية. . ونرى تركيز المؤلف الضمني على أن الفيلمين… متشابهان، ربما لأنهما ينقلان تساؤلات شاهين حول الإنسان والحب، كما قال المؤلف، ولأن شاهين حقق فيهما تلك الواقعية التي جعلت منه أعمالاً حقيقية وواقعية. ليس تمثيلا. ثم يفند المؤلف فيلم «باب الحديد» الذي يعد من أهم أعمال شاهين على وجه الخصوص والسينما المصرية والعربية والعالمية على وجه العموم. وهذا بحسب المؤلف نفسه: «يركز المؤلف على تساؤلات شاهين حول الفيلم، وتصويره لدور القناوي، وردود الفعل تجاه الفيلم أثناء عرضه ونجاحه اللاحق. الفيلم يستحق ذلك. في الحقيقة هناك الكثير من الحديث عنه، وهذا كان أحد الأسباب التي جعلت المؤلف يركز عليه، وربما تكون الإنسانية هي التي تشكل كل أركان الفيلم، وهذا هو السبب. وهو نفس التركيز الذي أعطاه الكتاب لفيلم جميلة، وهو أحد روائع شاهين وروائع الإنسانية التي تجسد المعاناة والوطنية والقومية. والإنسانية، وقد تألق شاهين في الفيلم بمهارة كبيرة كما ذكر المؤلف، وذكر خلفية الفيلم والعديد من الأشياء الأخرى التي جعلت الفيلم أيقونيًا.

ويحتوي الفصل الثاني من الكتاب على انتقال إلى مرحلة ما بعد الناصرية، وهي مرحلة الأفلام الرجعية، والتي شملت الرباعية “الأرض”، و”الاختيار”، و”العصفور”، و”عودة الابن الضال”. ” “ابننا.” وهنا نرى تحليل الكاتب شاهين لأسباب ردة الفعل وانتقاده لنظام ناصر. ورغم حبه لعبد الناصر ـ وهنا يستفيد المؤلف من تحليل لغة شاهين السينمائية في كل من الأفلام الأربعة ـ فإنه يدرسها دراسة نقدية، ويدرس الجهل والتخلف، ويدرس عدو المصريين، ويدرس الفساد، ويدرس الظلم، ويدرس الظلم الاجتماعي. العدو الداخلي، ازدواجية المثقفين، وازدواجية النظام الناصري نفسه، وتفكك الأسرة المصرية والعربية في ظل التشبث بأمل تحقيق الهدف والخوف في ذات الوقت من المستقبل المجهول.

ثم يأخذنا المؤلف إلى زمن الرباعية أو الأفلام السيرة الذاتية “إسكندرية ليه؟”، “حكاية مصرية”، “إسكندرية تاني وتاني” و”إسكندرية نيويورك”، أفلام حاسب فيها شاهين نفسه وواقعه. ويطرح أسئلته. ويلقي المؤلف هنا الضوء على اختيار شاهين. بالنسبة لبعض الممثلين مثل يسرا والتركيز على صدق شاهين في تحمل المسؤولية عن كل شيء، عن نفسه، عن حياته، عن عائلته، وعن فنه.

ثم ينتقل المؤلف بنا إلى الفصل الخاص بالأفلام التاريخية، وهي “الناصر صلاح الدين”، و”وداعا بونابرت”، و”اليوم السادس”، و”المهاجر”، و”المصير”، حيث يحلل المؤلف أسباب عودة شاهين إلى القصة لطرح الأسئلة عليه حول واقعه. ويذكر المؤلف: كذلك المهارات التي كانت تحت تصرف شاهين في فيلم الناصر، وتعاونه مع دليلة في اليوم السادس، وأزمة شاهين في المحكمة بسبب فيلم المهاجر، والهدف الذي كان لدى شاهين من فيلم ” “المسير” يتبع.

ثم ننتقل إلى قسم “أفلام الرحلة” والذي يضم بعض الأفلام مثل “الآخر” و”اسكت هنصور” وفيلم شاهين الأخير “هل هي فوضى؟” وهي من بين آخر الأفلام التي عرضت. وفي مسيرة شاهين المهنية، تناول فيها استمرار الفساد والتخلف والتراجع. والحاجة للثورة

ثم يأتي الفصل المخصص للأفلام القصيرة، والذي يختتم الكتاب، ويركز على فيلم “مصر أضاءتها أعين أهلها” الذي أثار انتقادات من كل الجهات بسبب تصويره للحقيقة. وأشار المؤلف أيضاً إلى الفيلم القصير الذي يصور وجهة نظر شاهين لأحداث 11 سبتمبر في أميركا، والذي أصر على عرضه. ويظهر فيه صقر يمثل وجهة نظره على الرغم من أنوف الأميركيين.


شارك