يجتمع بعد أيام.. هل يخفض المركزي سعر الفائدة وسط عدم اليقين لقرارات ترامب؟
ويتوقع مصرفيون تحدثوا لايجي برس أن يبدأ البنك المركزي خفض أسعار الفائدة بنحو 1 إلى 3% في اجتماعه المقبل، للاستفادة من تحسن الجنيه وتراجع التضخم، قبل أن يتضح التأثير السلبي لقرار ترامب بفرض الرسوم وبالتالي دعم التضخم.
يعقد البنك المركزي بعد أسبوعين أول اجتماع للجنة السياسة النقدية في عام 2025 لتحديد سعر الفائدة بعد تركه دون تغيير عند 27.25% للودائع و28.25% للقروض خلال الاجتماعات الستة الماضية.
قبل قرارات التثبيت، رفع البنك المركزي المصري سعر الفائدة الرئيسي بنحو 8% في الربع الأول من العام الماضي لمواجهة الضغوط التضخمية الناجمة عن تحرير سعر الصرف.
ويأتي اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المرتقب بعد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك و10% على الصين، في حين يخشى المحللون من تداعيات هذا القرار على ارتفاع التضخم في أميركا وحول العالم.
الاجتماع القادم هو الأنسب لخفض أسعار الفائدة
ويرى الخبير المصرفي محمد عبد العال أن الاجتماع المقبل للبنك المركزي سيكون الوقت الأمثل لخفض أسعار الفائدة بشكل فوري بنحو 2 إلى 3%.
وأوضح أن خفض أسعار الفائدة لن يكون له تأثير سلبي على ارتفاع التضخم، بل سيساعد القطاع الخاص على زيادة الإنتاج وتقليص عجز موازنة الخزانة الذي يحدث بسبب ارتفاع تكاليف الفائدة حالياً.
وتتوقع مجموعة جولدمان ساكس، أحد البنوك الأميركية النشطة على مستوى العالم، أن تخفض مصر سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 14% هذا العام مع انخفاض التضخم.
وفي هذا السياق، يتوقع بنك مورجان ستانلي أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة الرئيسية بنسبة 10% هذا العام.
وتعتبر توقعات البنكين أكثر تفاؤلاً من التوقعات المحلية، التي تتراوح بين 3 و6% للعام الجاري، بحسب تصريح سابق لمحمد الإتربي، الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري.
وتوقع محمود نجلاء، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي للاستثمارات المالية، أن يبادر البنك المركزي في اجتماعه المقبل بخفض أسعار الفائدة بنحو 1 إلى 2%، قبل أن تظهر العواقب السلبية لقرارات ترامب.
وأوضح أن خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة من شأنه أن يساعد في تخفيف عبء أسعار الفائدة المرتفعة.
وأضاف نجلاء أن هذا الخفض سيساعد البنك المركزي المصري إذا أدت قرارات ترامب إلى عواقب سلبية على التضخم وعاد مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة من مستويات منخفضة بدلا من مستويات مرتفعة.
وبحسب تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، انخفض معدل التضخم للشهر الثاني على التوالي إلى 24.2% في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مقابل 25.5% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
يتوقع البنك المركزي المصري ضغوطاً تضخمية بسبب حالة عدم اليقين بشأن التوترات الجيوسياسية في المنطقة، والتعريفات الجمركية العالمية، والتعزيز المالي الذي يؤدي إلى ترشيد دعم الوقود.
الجنيه تعافى
ويقول محمد عبد العال إن تحسن قيمة الجنيه أمام الدولار سيمكن البنك المركزي من خفض أسعار الفائدة لتقليل المخاوف من ارتفاع أسعار السلع والتضخم.
توقع بنك جولدمان ساكس أن يرتفع الجنيه المصري مقابل الدولار هذا العام بسبب عودة الأموال الساخنة – الاستثمار الأجنبي غير المباشر – في سندات الخزانة والأوراق المالية.
وتوقع مورجان ستانلي أيضا تحسن تدفقات النقد الأجنبي مع زيادة موارد النقد الأجنبي وتحويل الشريحة الرابعة من قرض صندوق النقد الدولي بقيمة 1.2 مليار دولار إلى البنك المركزي المصري خلال الأيام المقبلة.
وارتفع سعر صرف الجنيه بنحو 1.5 بالمئة مقابل الدولار منذ يناير/كانون الثاني الماضي وبلغ نحو 50.4 جنيه في نهاية تعاملات البنوك اليوم، بعد أن كسر بالفعل حاجز 51 جنيها في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال محمود نجلاء، إن العائد الإيجابي على مدخرات الجنيه سيساعد البنك المركزي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل.
ورفعت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي هدف التضخم إلى ما بين 5 و9% بحلول نهاية الربع الرابع من العام المقبل.
اقرأ أيضا:
مورجان ستانلي يتوقع أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 10% هذا العام
الذهب والدولار كأبرز المرشحين السريين: أكبر الرابحين والخاسرين من حرب ترامب التجارية