مستقبل ضبابي لسكان غزة في خطة ترامب.. ما أهم بنودها؟
![مستقبل ضبابي لسكان غزة في خطة ترامب.. ما أهم بنودها؟](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67a39913dc708.webp)
في خطته لإنشاء “ريفييرا الشرق الأوسط”، اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة. وتتجاوز هذه الخطوة مجرد طرد السكان المحليين. وكان زعماء فلسطينيون وعرب قد رفضوا في وقت سابق الاقتراح، واعتبروه انتهاكا صارخا لحقوق الشعب الفلسطيني.
وكشف ترامب، في مؤتمر صحفي عقده فجر الأربعاء، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن الخطوط العريضة لخطته. ووصف الخطة بأنها تهدف إلى “إنهاء الموت والدمار في قطاع غزة”، لكنه لم يقدم تفاصيل واضحة حول كيفية تنفيذ الخطة أو إلى أي مدى سيقبلها الفلسطينيون.
وقال ترامب في بداية المؤتمر الصحفي: “الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، وسنقوم بعملنا هناك أيضا”. “سنتولى مسؤولية نزع فتيل جميع القنابل الخطيرة غير المنفجرة والأسلحة الأخرى، وتسوية الموقع، وتطهير المباني المدمرة، ثم العمل على تحقيق التنمية الاقتصادية التي من شأنها توفير فرص عمل ومساكن غير محدودة لسكان المنطقة”.
لكن رغم هذه التصريحات، لم يوضح ترامب آلية تنفيذ هذه الخطة، ولم يتحدث عن أي اتفاقات مع الأطراف المعنية، وخاصة الفلسطينيين، الذين أكدوا مراراً وتكراراً رفضهم لأي محاولات لفرض وقائع جديدة على الأرض.
مصير الناس في غزة
ولا تعد تصريحات ترامب بشأن طرد سكان غزة جديدة. وكان قد اقترح في السابق طرد الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، لكن هذا قوبل برفض واضح، لأن هذا لن يكون سوى تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حل الدولتين.
وطرح ترامب مجددا فكرة الطرد، التي رفضتها مصر والأردن بشكل رئيسي، من دون أن يوضح هذه المرة إلى أين يجب أن يذهب الطرد. وفي تصريحاته، قال ترامب إن واشنطن ستعمل على إقناع دول أخرى بقبول النازحين الفلسطينيين، قائلا: “طلبنا من مصر والأردن منذ 25 يناير/كانون الثاني قبول النازحين الفلسطينيين، لكنهما رفضتا”. لذا يتعين علينا أن نتوجه إلى بلدان أخرى مهتمة. “هناك العديد من الدول التي تريد القيام بذلك، وسنعمل على إنشاء مناطق جديدة لاستيعاب 1.8 مليون فلسطيني كانوا يعيشون سابقاً في غزة، بتمويل من الدول المجاورة ذات الثروات الكبيرة”.
لكن تصريحات ترامب أثارت المزيد من الأسئلة. بلغ عدد سكان قطاع غزة قبل الحرب 2.3 مليون نسمة. ولكن خطته لا تشمل جميع سكان قطاع غزة، الأمر الذي يثير الشكوك حول مصير من سيبقى في قطاع غزة.
القوات الامريكية في قطاع غزة
وعندما سئل عن إمكانية إرسال قوات أميركية إلى غزة لتنفيذ خطته، لم يستبعد ترامب هذا الاحتمال، بل أشار إلى أنه سيتم فعل “كل ما يلزم”: “سنفعل ما يلزم”. إذا كانت قواتنا تتطلب ذلك، فسوف نفعل ذلك. “سنأخذ هذه القطعة من الأرض ونطورها ونخلق الآلاف والآلاف من فرص العمل، وستصبح شيئاً يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به”.
وتعكس هذه التصريحات نهجا غير مسبوق للإدارة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية. ولم يقترح أي رئيس أميركي على الإطلاق أن تتولى بلاده السيطرة المباشرة على قطاع غزة. وهذا يثير تساؤلات حول التداعيات السياسية والأمنية لهذه الفكرة.
وهم حل الدولتين
لقد تبنت الإدارات الأميركية السابقة منذ فترة طويلة حل الدولتين كإطار لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لكن ترامب تجنب الإجابة بشكل مباشر عندما سئل عن موقفه من هذا الحل. وقال ببساطة: “إن الأمر لا يتعلق بدولة واحدة أو دولتين أو أي دولة أخرى، بل يتعلق بإعطاء الناس فرصة للعيش. “قطاع غزة كان بمثابة جحيم ونحن نحاول تغييره”.
وزاد هذا التصريح من الغموض حول نوايا الإدارة الأميركية الحالية بشأن مستقبل القضية الفلسطينية، إذ لم يوضح ترامب موقفه من حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، وركز بدلا من ذلك على خطته الهادفة إلى “إعادة إعمار غزة” وفق أفكاره الخاصة.
من سيعيش في غزة؟
وعندما سُئل ترامب عمن سيعيش في غزة بعد تنفيذ خطته، أجاب بشكل غامض: “أتخيل أن هناك أشخاصاً من جميع أنحاء العالم يعيشون هناك، أشخاص من جميع أنحاء العالم”.
وأضاف أن “الفلسطينيين سيعيشون هناك أيضا، كما سيعيش الكثير من الأشخاص الآخرين”. ويزيد هذا التصريح من المخاوف بشأن النوايا الحقيقية لترامب بشأن مستقبل غزة، خاصة أن حديثه عن “شعوب العالم” يوحي باحتمال جلب سكان جدد إلى القطاع، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير تركيبته الديمغرافية.