أيمن محسب: تصريحات ترامب تطهير عرقي في غزة تحت غطاء سياسي ويسعى لشرعنة جريمة مكتملة الأركان
دكتور. قال نائب رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب أيمن محسن، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كرر خلال لقائه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فكرة توطين سكان غزة في دول أخرى كحل للصراع الدائر هناك. وأظهرت التصريحات الوجه القبيح للولايات المتحدة الأميركية التي تريد الحصول على فوائد اقتصادية من قطاع غزة بعد طرد سكانه. وأشار إلى أن هذه التصريحات، ورغم استخدامها مصطلح “تهجير سكان غزة” بدلا من “الطرد”، إلا أنها لا تعدو كونها استمرارا لسياسة التهجير القسري التي تروج لها إسرائيل منذ عقود، وهو ما يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والإنساني.
وأضاف محسوب في تصريح له أن فكرة طرد الفلسطينيين ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى نكبة عام 1948، حيث تم طرد أكثر من 750 ألف فلسطيني من أرضهم. واليوم يروج ترامب لنفس الفكرة من خلال تصريحاته، ولكن تحت غطاء سياسي مفاده أنها قد تكون “الحل النهائي” للصراع في غزة. وعلى هذا النحو، فإنه يعيد صياغة القضية باعتبارها مشكلة وجود فلسطيني على تلك الأرض وليس مشكلة الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم، وهو ما يعكس اتجاها خطيرا نحو التطهير العرقي.
وأكد النائب أن التهجير القسري للسكان، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وأشار إلى أن المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة تحظر أيضاً النقل القسري للسكان المحميين داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، وبالتالي فإن أية محاولة لفرض التهجير الجماعي على سكان قطاع غزة تشكل انتهاكاً صارخاً لهذه الاتفاقيات.
وانتقد محسب الموقف الدولي الذي لا يتعدى بيانات إدانة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية دون اتخاذ خطوات فعلية لوقف هذه الجرائم. وأكد أن تصريحات ترامب ونتنياهو تكشف مرة أخرى مدى ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية. ويتم تجاهل الحقوق الأساسية للفلسطينيين تحت ذرائع أمنية وسياسية، في حين تتلقى القوة المحتلة وتحصد الدعم والمساعدات التي لا تستحقها.
وأشار نائب اللجنة العربية إلى أن قطاع غزة يواجه منذ بداية الحرب الأخيرة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، مع سقوط آلاف الضحايا من المدنيين وانهيار شبه كامل للبنية التحتية. ومن ثم فإن الحديث عن تهجير أو تهجير السكان يصبح محاولة لشرعنة جريمة، لأن الفلسطينيين لا يبق أمامهم سوى خيار واحد: الموت بالقصف أو التهجير القسري إلى المجهول.
أكد النائب أيمن محسوب أن الحل الحقيقي لأزمة غزة لا يكمن في طرد السكان منها، بل في إنهاء الاحتلال وضمان حقوق الفلسطينيين وفق القانون الدولي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأكد أن صمت المجتمع الدولي وغض الطرف عن مثل هذه التصريحات والمخططات لن يؤدي إلا إلى مزيد من الجرائم التي لن تتوقف عند حدود غزة بل ستمتد حيث استطاع الاحتلال تنفيذ مخططاته.