نقابة الصحفيين عن تصريحات ترامب بالسيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين: تطهير عرقي وعودة لعصر الاستعمار البغيض

منذ 3 ساعات
نقابة الصحفيين عن تصريحات ترامب بالسيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين: تطهير عرقي وعودة لعصر الاستعمار البغيض

أعربت نقابة الصحفيين عن رفضها الشديد واستنكارها المطلق للتصريحات العنصرية والعدوانية وغير المسؤولة وغير المنضبطة التي أطلقها الرئيس الأمريكي مؤخرا، والتي تحدث فيها عن السيطرة على قطاع غزة وطرد الشعب الفلسطيني.

وأشار الاتحاد في بيان له إلى أن هذه التصريحات تعيدنا إلى عصور الاستعمار البغيض وتمثل امتدادا للسياسات الإمبريالية للسيطرة على موارد الشعوب وطمس هويتها الوطنية. كما أنها تمثل عدواناً صارخاً ليس فقط على حقوق الفلسطينيين، بل وعلى حق كل الشعوب في تقرير المصير، مما يهدد بتفجير الأوضاع في المنطقة والعالم.

ويرى الاتحاد أن تصريحات ترامب لا تمثل دعوة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية واعتداء على الحقوق المشروعة للفلسطينيين فحسب، بل تمثل امتداداً للرؤية الاستعمارية للإدارة الأميركية الجديدة، ويمهد لعصر من عدم الاستقرار العالمي، ويخلق سيناريو استعمارياً جديداً تحدد فيه أميركا وحدها شكل المنطقة والعالم، وهو ما يمثل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم الدوليين لا يمكن تجاهله أو القبول به.

وشدد الاتحاد على أن هذه التصريحات ليست معزولة عن سلسلة من التصريحات السابقة التي عكست توجهات ترامب التوسعية والعنصرية والساعية للسيطرة. وتشمل هذه التصريحات الحديث عن احتلال الولايات المتحدة لجرينلاند، وتهديداته فيما يتعلق بقناة بنما، وإعلانه المتكرر أن كندا ينبغي أن تصبح الولاية الأميركية الحادية والخمسين.

وتابعت: “إن هذا النهج الاستعماري وهذه التصريحات العدوانية تذكرنا بالمواقف العنصرية للزعماء النازيين والفاشيين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. “وهذا يتطلب عملاً دولياً مشتركاً واستجابة حاسمة قبل اندلاع حرب عالمية جديدة سيدفع العالم وشعوبه ثمنها”.

وشدد الاتحاد على أن إصرار ترامب على التصريحات حول طرد الفلسطينيين وإمكانية تنفيذها يؤكد أن هذه ليست مجرد تصريحات سخيفة، بل هي خطة صهيونية أميركية ممنهجة، ودعوة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية وشرعنة جرائم الحرب، وهو ما يشكل أيضاً انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان، الذي يعتبر التهجير القسري لأي شعب بحد ذاته جريمة حرب. وهذا لا يمكن معالجته ببيانات الإدانة والشجب، بل يتطلب اتخاذ إجراءات عملية على مختلف المستويات لمواجهته بكل الوسائل المشروعة.

وأكد الاتحاد دعمه الكامل للدولة المصرية في رفض مثل هذه التصريحات، وكذلك دعمه لكل المواقف العربية والدولية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني. وترى الحركة أن أية محاولة لتهجير الفلسطينيين هي جريمة ضد الإنسانية لن نقبلها، ولن نسكت عن أية خطوات تمس السيادة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وفي هذا الإطار تدعو نقابة الصحفيين المصرية النقابات المهنية والنشطاء في مصر إلى تنظيم تحركات مشتركة تبدأ بمؤتمر تضامني بمقر النقابة. ويهدف اللقاء إلى الاتفاق على خطوات تصعيدية واضحة تعبر عن الرفض القاطع لهذه السياسة، وترسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن هذه الخطط لن يتم تنفيذها.

ويدعو الاتحاد أيضا المجتمع الدولي والقوى الفاعلة في العالم إلى تشكيل جبهة دولية موحدة تضم كل الأطراف المتضررة من هذه التوجهات الاستعمارية لمواجهة هذه السياسة الإمبريالية وضمان العدالة والسلام في القضية الفلسطينية باعتبار ذلك مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وطالب الاتحاد الحكومة الأميركية بالتراجع الفوري عن هذه التصريحات العدوانية، محذرا من أن استمرار هذا الخطاب المتطرف لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوترات والصراعات ويضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع الشعوب الحرة التي ترفض الاستبداد والهيمنة.

وأوضح الاتحاد أنه في الوقت الذي يعبر فيه عن موقفه الواضح من هذه التصريحات فإنه يؤكد أيضا أن القضية الفلسطينية ستظل قضية مركزية بالنسبة للعالم العربي، وأنه لا بديل عن الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة. أية محاولة لتقييد حقوق الشعب الفلسطيني ستواجه مقاومة شعبية وسياسية وقانونية على كافة المستويات، ويجب عدم تنفيذها مهما كانت الضغوط والتهديدات.


شارك