خبراء: تحسن إيرادات النقد الأجنبي يحمي الجنيه من الحروب التجارية العالمية

منذ 2 ساعات
خبراء: تحسن إيرادات النقد الأجنبي يحمي الجنيه من الحروب التجارية العالمية

• الشافعي: عودة إيرادات قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج تدعم العملة المحلية • متولي: توقعات ببقاء سعر الدولار بين 50 و52 جنيها حتى نهاية 2025

مع تطور حروب التجارة العالمية في أعقاب فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية على الصين وكندا والمكسيك، يعتقد بعض الخبراء أن تأثيرها على قيمة الجنيه مقابل الدولار سيظل محدودا، بمساعدة تحسن أرباح النقد الأجنبي.

ارتفع الدولار أمام العديد من العملات حول العالم في بداية تعاملات أمس الأربعاء، قبل أن يقلص مؤشر الدولار العالمي مكاسبه إلى 107 نقاط، حيث ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.98% إلى 152 ين مقابل الين الياباني و0.24% إلى 1.42 دولار كندي مقابل الدولار الكندي، كما ارتفع الدولار بأكثر من 0.5% إلى 7.2863 يوان مقابل العملة الصينية.

وقال مصطفى شافعي، رئيس الأبحاث في عربية أون لاين، إن اتباع سياسة تجارية صارمة من شأنه أن يعزز قوة الدولار عالميا وجاذبية الديون الأميركية. وأشار إلى أن قوة العملة الأميركية ستشعر بها أمام جميع العملات في العالم، ولكن ليس أمام الأسواق الناشئة.

وأضاف الشافعي أن العديد من المؤشرات الإيجابية المتعلقة بتحسن حصيلة النقد الأجنبي لمصر، مثل عودة معدلات حركة الملاحة في قناة السويس إلى مستوياتها السابقة بعد انتهاء حرب غزة، واستمرار زيادة تحويلات العاملين في الخارج، وزيادة إيرادات قطاع السياحة، وتعافي الاستثمار الأجنبي المباشر، كلها عوامل تخفف من التأثير المحتمل لقوة الدولار على الجنيه المصري.

وتوقع أن يظل سعر صرف الجنيه أمام الدولار في نطاق التذبذب البالغ 5% الذي حدده رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في عام 2025.

وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن سعر صرف الجنيه قد يتقلب بين الارتفاع والانخفاض بنحو 5% خلال الفترة المقبلة، مؤكداً بذلك التزام الحكومة بسياسة سعر الصرف المرنة.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي علي متولي، إن هناك تأثيرات إيجابية وسلبية على الجنيه المصري بسبب تقلبات التجارة العالمية والسياسات التجارية الجديدة. وأشار إلى أن التأثير الإيجابي يتعلق بزيادة الطلب على الصادرات المصرية نتيجة تغيرات في سلاسل التوريد أو تحسن القدرة التنافسية للمنتجات المصرية، وهو ما يؤدي إلى زيادة تدفقات النقد الأجنبي إلى مصر، ومن ثم دعم الجنيه.

وأضاف: “إن التأثيرات السلبية مرتبطة بتقلبات وعدم استقرار الأسواق العالمية. وقد يدفع هذا المستثمرين إلى الحذر بشأن الاستثمار في الديون المقومة بالجنيه المصري. وقد يؤدي هذا إلى تدفق رؤوس الأموال الساخنة إلى الخارج، وسحب الاستثمارات، والضغط على قيمة الجنيه.

ويرى متولي أنه رغم الحروب التجارية المستمرة، فإن التوقعات لمستقبل الجنيه أمام الدولار لم تتغير حتى الآن وتظل بين 50 و52 جنيها.

قال الخبير المصرفي محمد عبد العال، إن ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه بداية الأسبوع، جاء نتيجة للتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. ولم يكن للحرب التجارية أي تأثير لأن الاقتصاد المصري لم يتأثر بهذه الرسوم.

وأضاف عبد العال أن تقلبات الدولار تتوافق مع التزام الحكومة بتبني سعر صرف مرن يعكس آليات العرض والطلب. وأشار إلى أن البنك المركزي أعلن ارتفاع احتياطياته من النقد الأجنبي إلى 47 مليار دولار. وسيؤدي هذا إلى تمكينها من تغطية احتياجات البلاد من الواردات لمدة تزيد عن ستة أشهر. وبالإضافة إلى ذلك، أصبح البنك المركزي في وضع يسمح له بمواجهة الصدمات الخارجية الناجمة عن الحروب التجارية وتقليص تأثيرها على قيمة الجنيه في المستقبل.

وتوقع عبد العال أن يتراوح سعر صرف الدولار بين 50 و51 جنيها خلال النصف الأول من العام الجاري. ومن المتوقع أن ترتفع قيمة الجنيه إلى 49 جنيهاً خلال النصف الثاني من العام، مع انخفاض الالتزامات الأجنبية لمصر.


شارك