بين سيناء والقرن وريفيرا الشرق.. مخططات أمريكية إسرائيلية للتهجير أجهضها الفلسطينيون

منذ 3 ساعات
بين سيناء والقرن وريفيرا الشرق.. مخططات أمريكية إسرائيلية للتهجير أجهضها الفلسطينيون

خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استعرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطته المثيرة للجدل لـ”تطهير” قطاع غزة. وقال إنه يريد من مصر والأردن طرد الفلسطينيين من المنطقة من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط.

وأعلن الرئيس الأميركي أن بلاده تنوي السيطرة على القطاع الفلسطيني المحاصر بعد نقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن. وهذه هي تصريحاته المتكررة التي عبرت بها الدولتان عن موقفهما ورفضهما لخطط تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، سواء إلى الأردن أو سيناء.

ولكن خطط أميركا لطرد الفلسطينيين ليست الأولى من نوعها، ففي التقرير التالي نرصد أبرز المحاولات الأميركية والإسرائيلية لطرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية وتصفية القضية الفلسطينية، والتي أحبطها الفلسطينيون والعرب.

وفي مقابلة سابقة مع الجزيرة، قال المؤرخ السياسي الفلسطيني عبد القادر ياسين، إن الولايات المتحدة بعد عام 1948 بذلت قصارى جهدها لطرد الفلسطينيين من أرضهم. وهذا هو الحلم الإسرائيلي الذي لم تتوقف الدولة العبرية عن التفكير فيه، وتتجدد الفكرة من وقت لآخر.

مشروع سيناء

 

وفي عام 1953 قدمت الولايات المتحدة ثلاثة مشاريع لتوطين وإسكان اللاجئين الفلسطينيين: الأول هو مشروع سيناء الذي اقترحه الجانب الأميركي على مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر في يونيو/حزيران 1953. وتم فرض ضغوط على الفلسطينيين للانتقال من غزة إلى موقع مساحته 50 ألف فدان بالقرب من مدينة بور فؤاد المصرية.

لكن “خطة سيناء” التي اقترحتها واشنطن آنذاك، والتي نصت على نقل الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية، قوبلت بالرفض الرسمي.

وبعد ذلك لم تتخلى الولايات المتحدة عن فكرة إيجاد أرض استيطانية، ولذلك اعتبرت منطقة الجزيرة في شمال شرقي سوريا ومنطقة الأنبار في غربي العراق منطقتين مرشحتين. ولكن الأمور لم تجر وفق رغبات أميركا وإسرائيل والدول الداعمة لها.

مشروع الجزيرة

أما المشروع الأميركي الثاني، مشروع الجزيرة في شمال شرق سورية لاستيعاب الفلسطينيين في سورية ولبنان وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسورية والعراق، فقد فشل لأن المشروع لاقى رفضاً عربياً رسمياً وشعبياً أيضاً.

مشروع جونسون

أما المشروع الثالث، حسب المؤرخ الفلسطيني، فقد جاء من الولايات المتحدة الأميركية. وكان مشروع جونسون في وادي الأردن، الذي كان يهدف إلى استيعاب الفلسطينيين على ضفتي نهر الأردن، بحيث يتم استيعاب كل الأراضي المحيطة به أيضاً.

خطة جونسون لتوطين اللاجئين الفلسطينيين، التي قدمها جوزيف جونسون في عام 1961، كانت بناء على تكليف رسمي من الحكومة الأميركية ولجنة التوفيق التابعة للأمم المتحدة لدراسة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

وطرح جونسون، رئيس مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، سلسلة من المقترحات، بما في ذلك السماح لكل لاجئ بالاختيار بين العودة إلى فلسطين أو الاستقرار خارج البلاد، مع الأخذ في الاعتبار مصالح إسرائيل الأمنية. وأخيرا، سيتم إنشاء صندوق تساهم فيه إسرائيل بمبلغ كبير لتعويض اللاجئين الذين استوطنوا خارج فلسطين عن ممتلكاتهم ومساعدتهم على كسب لقمة العيش حيث يستوطنون. وستكون الأمم المتحدة مسؤولة في المقام الأول عن رصد تنفيذ الصندوق.

وقدّم جونسون مقترحه الذي من شأنه أن يمنح اللاجئين الاختيار بين العودة إلى وطنهم أو الحصول على تعويضات. ورغم أن الدول العربية لم ترفض صراحة مقترحات جونسون، فإن الكنيست الإسرائيلي قرر في نوفمبر/تشرين الثاني 1961 أن عودة اللاجئين مستحيلة، لأن الحل يكمن في إعادة توطينهم في الدول المضيفة. وأعلن جونسون فشل مهمته في 3 يناير/كانون الثاني 1963.

مشروع صفقة القرن

وكانت المحاولة الأخيرة هي اقتراح الرئيس دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى مصر والأردن، الدولتين العربيتين المجاورتين للأراضي الفلسطينية المحتلة. وتُعرف هذه الصفقة باسم “صفقة القرن”، وقد أُعلن عنها في عام 2020.

وكانت خطة ترامب في ذلك الوقت تهدف إلى إنشاء وطن بديل للفلسطينيين خارج أراضيهم التاريخية التي تحتلها إسرائيل، وبالتالي إنهاء فكرة حل الدولتين على حساب دول مثل مصر والأردن.

وفي مطلع عام 2020، أعلن ترامب، أول رئيس أميركي آنذاك (2017-2020)، عن “صفقة القرن”، التي دعمت “الطرد” من خلال حرمان الفلسطينيين من حقهم في العودة إلى الأرض التي طردوا منها عام 1948. وتضمنت الخطة إلغاء وضعية “اللاجئ الفلسطيني”.

كما دعمت ضم الأراضي التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967، وحتى شرعت في بناء المستوطنات وإعادة رسم حدود الضفة الغربية بهدف ضم المستوطنات الكبرى ومنطقة غور الأردن إلى إسرائيل.

كما تضمنت الخطة حكماً ذاتياً محدوداً للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وسيطرة كاملة للسلطة الفلسطينية أو أي هيئة وطنية أو دولية أخرى مقبولة لدى دولة إسرائيل، ونزع سلاح حماس والجهاد الإسلامي والمنظمات الأخرى في قطاع غزة، وتجريد قطاع غزة من السلاح، وتوحيد القدس كعاصمة لدولة إسرائيل.

مشروع ريفييرا ايست

ورد ترامب بمقترحه الأخير بنقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن بعد أشهر من الدعوات المتزايدة في الدوائر الإسرائيلية لنفس الشيء.

خلال الإبادة الجماعية التي استمرت قرابة 16 شهرًا في غزة، دعا السياسيون الإسرائيليون إلى طرد الفلسطينيين من غزة وسارعوا إلى دعم اقتراح ترامب.

وأعلن ترامب نية بلاده الاستيلاء على غزة وتحويل القطاع الممزق بالحرب إلى “مكان لا يصدق” من خلال إزالة القنابل غير المنفجرة والحطام وإعادة تطويره اقتصاديا. وأكد أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وستكون نشطة هناك أيضاً.

وأضاف ترامب للصحافيين أن قطاع غزة سيكون ملكا للولايات المتحدة، وأن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن إزالة كل القنابل غير المنفجرة والأسلحة الخطيرة الأخرى من الموقع.

وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تتولى “ملكية طويلة الأمد” لغزة. وتهدف خطته إلى تحويل الشريط المدمر إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”. “سيكون ذلك أمرًا رائعًا”، قال.


شارك