مبادرة موحدة لتعزيز الابتكار في الذكاء الاصطناعي برعاية الجامعة العربية
أصدرت حلقة الحوار العربية حول “الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: التطبيقات المبتكرة والتحديات الأخلاقية”، التي نظمتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بيانها الختامي.
وأقيمت الفعالية تحت رعاية أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية رئيس لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك. تم تنظيم الحدث بالتعاون المشترك بين الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري برئاسة الدكتور أحمد عبد السلام محمد. إسماعيل عبد الغفار وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية تحت إشراف د. عبد المجيد البنيان بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وكان حاضرا الدكتور. عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب رئيس المكتب التنفيذي للمجلس، ومحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، ومجموعة من المندوبين الدائمين وممثلي الدول الأعضاء، إلى جانب نخبة من كبار المتخصصين الدوليين والعرب في مجال الذكاء الاصطناعي، وكبار المسؤولين في وزارات الاتصالات والمعلومات في الدول العربية، وكبار المسؤولين وممثلي المنظمات والجمعيات العربية المهتمة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ويأتي انعقاد هذه الدائرة الحوارية العربية تنفيذاً لقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي رقم 2444 في دورته العادية (114) – سبتمبر 2024م، المتضمن الموافقة على قرارات الدورة العادية (56) للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك – أبريل 2024م، وقرار الدورة (28) لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات – يناير 2024م، بهدف: استكشاف أحدث الابتكارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز تبنيها في العالم العربي.
تمت مناقشة التحديات الأخلاقية والقانونية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
كما ناقشت اللجنة العمل على تطوير رؤية عربية موحدة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي بما يحقق التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على القيم والثقافة العربية.
يهدف القسم إلى تعزيز التعاون العربي في مجال الذكاء الاصطناعي بما يعزز التنمية المستدامة في الوطن العربي.
وغطت الفعاليات محاور حلقة الحوار، وهي أربع حلقات نقاشية رئيسية، وهي:
وركزت الجلسة الأولى، والتي حملت عنوان “الابتكارات الحديثة في الذكاء الاصطناعي: استكشاف الاتجاهات العالمية وتطبيقاتها في المنطقة العربية”، على الذكاء الاصطناعي التوليدي والطائرات بدون طيار والروبوتات، وقدمها الدكتور أحمد عبد السلام النعيمي، مدير جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا. علي فهمي عميد كلية الذكاء الإصطناعي بالأكاديمية.
الجلسة الثانية بعنوان “الذكاء الاصطناعي في خدمة الدبلوماسية وحفظ السلام: آفاق التعاون الدولي ودوره في منع الصراعات”، ترأسها السفير حسام زكي نائب الأمين العام ورئيس مكتب الأمين العام.
الجلسة الثالثة بعنوان: “أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي: التركيز على أهمية الأطر الأخلاقية والقانونية في تنظيم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العالم العربي” قدمها الدكتور أحمد عبد السلام السعدون. عبدالمجيد البنيان رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
أما الدائرة الرابعة فهي الجلسة الفنية لاستكشاف ومناقشة آليات تنفيذ المحاور الرئيسية لحلقات الحوار الثلاث المذكورة أعلاه وترأسها الدكتور أحمد عبد السلام النعيمي. اسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
وأصدرت دائرة الحوار مجموعة من التوصيات النهائية بناءً على المناقشات المكثفة التي أجرتها خلال عملها. وتوصل المشاركون إلى عدد من التوصيات الاستراتيجية التي تدعم منظومة العمل العربي المشترك في مجال الذكاء الاصطناعي، منها:
إطلاق مبادرة عربية موحدة لتشجيع الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على أن هذه الابتكارات تتسق مع القيم العربية الأصيلة.
اقتراح إطار قانوني عربي مشترك لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، بما يضمن التوازن بين التطور التكنولوجي والحفاظ على الخصوصية والأمن السيبراني.
تعزيز التعاون العربي والدولي من خلال إنشاء منصات عربية متخصصة لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الشراكات مع المنظمات الدولية الرائدة.
دمج الذكاء الاصطناعي كأولوية استراتيجية في خطط التنمية الوطنية للدول العربية وتعزيز دوره في التعليم والصحة والأمن والبنية التحتية الرقمية.
إعداد ميثاق عربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي يحدد المبادئ الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات المختلفة، مع الأخذ بعين الاعتبار الجوانب الثقافية والدينية والقانونية للدول العربية.
ومن التوصيات المهمة أيضاً إنشاء مراكز بحثية متخصصة داخل الأكاديميات والجامعات العربية، وبشكل خاص دعم المركز العربي للذكاء الاصطناعي الذي تستضيفه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في فرعها بمدينة العلمين الجديدة ضمن منظومة جامعة الدول العربية، لدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمعات العربية وتكثيف الأبحاث في هذا المجال.
كما تم مناقشة طرح برامج تدريبية وتأهيلية عربية خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي. وستستهدف هذه البرامج موظفي الحكومة والشركات الناشئة والمبتكرين العرب، وستساعد في تطوير القدرات الوطنية في هذا المجال.
ترأس اللجنة العليا المنظمة لدائرة الحوار السفير الدكتور. علي بن إبراهيم المالكي نائب الأمين العام رئيس القطاع الاقتصادي بجامعة الدول العربية، ويضم في عضويته كلاً من:
دكتور. علي فهمي – عميد كلية الذكاء الإصطناعي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، رئيس اللجنة العلمية لقسم الحوار.
الوزير المفوض الدكتور رائد الجبوري – مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية، مقرر الأمانة الفنية للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك.
دكتور. مصطفى رشيد – نائب رئيس الأكاديمية للشؤون العربية، مقرر عام إدارة الحوار العربي.
دكتور. خالد الحرفش – نائب رئيس جامعة نايف العربية للدراسات الأمنية والعلاقات الخارجية.
وفي ختام أعمال دائرة الحوار التي ترأسها الأمين العام أحمد أبو الغيط، تم الاتفاق على تضمين هذه التوصيات في الوثيقة التاريخية التي يتم إعدادها حالياً. وتتضمن استراتيجيات قابلة للتنفيذ وسيتم عرضها على اجتماع الدورة (57) للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية، والمقرر عقدها في الجمهورية التونسية خلال الفترة من 13 إلى 15 أبريل 2025، وكذلك على اجتماع مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات ومكتبه التنفيذي في دورته القادمة.
وتم التأكيد أيضاً على ضرورة استمرار الحوار والتعاون بين الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة لتعظيم فوائد الذكاء الاصطناعي بما يعزز التنمية المستدامة ويعزز الأمن الرقمي ويحمي الهوية الثقافية العربية.