رفض وإدانات فورية من الحلفاء والخصوم لاقتراح ترامب بـ”السيطرة” على قطاع غزة
![رفض وإدانات فورية من الحلفاء والخصوم لاقتراح ترامب بـ”السيطرة” على قطاع غزة](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67a48d4b79677.webp)
رفض حلفاء الولايات المتحدة ومعارضوها على الفور، الأربعاء، اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتعيد توطين السكان الفلسطينيين هناك بشكل دائم.
وقدم ترامب اقتراحه خلال مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ابتسم عدة مرات عندما كشف الرئيس الأمريكي عن خطة من شأنها بناء مستوطنات جديدة للفلسطينيين خارج قطاع غزة وتحمل الولايات المتحدة “المسؤولية” عن تحويل المنطقة التي مزقتها الحرب إلى “ريفييرا شرق أوسطية”.
وقال ترامب إن “الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعمل عظيم هناك أيضا”.
وأضاف ترامب “ستكون هذه المنطقة ملكنا وسنكون مسؤولين عن إزالة كل القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى من الموقع”.
وقال ترامب إن الولايات المتحدة “ستهدم الموقع وتزيل المباني المدمرة وتسويه بالأرض وتحقق التنمية الاقتصادية التي من شأنها أن تخلق فرص عمل غير محدودة”.
وأثارت تعليقات ترامب معارضة سريعة، ومن المؤكد أنها سيكون لها تأثير سلبي على محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وأشاد رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون من لويزيانا بتصريحات ترامب ووصفها بأنها “خطوة جريئة على أمل تحقيق السلام الدائم في غزة”.
وقال جونسون عبر تويتر: “نأمل أن يؤدي هذا إلى تحقيق الاستقرار والأمن اللذين تشتد الحاجة إليهما في المنطقة”.
أدان ممثل جماعة الحوثي في اليمن تصريحات ترامب بشأن قطاع غزة.
وقال القيادي الحوثي محمد البخيتي في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، إن تصريحات ترامب تعبير عن “الغطرسة الأميركية” التي ستطغى على الجميع إذا ما قوبلت بـ”الخضوع من العرب”.
وأضاف البخيتي: “إذا قررت مصر أو الأردن أو كلاهما تحدي أميركا فإن اليمن ستقف إلى جانبها بكل قوتها إلى أقصى الحدود ومن دون خطوط حمراء”.
خلال الحرب بين إسرائيل وحماس، شن الحوثيون هجمات على إسرائيل وعلى السفن التجارية المارة عبر البحر الأحمر. ومع وقف إطلاق النار في الحرب، توقفت هجمات الحوثيين، لكن حركة الملاحة عبر قناة السويس، الحيوية للاقتصاد المصري، انخفضت إلى النصف خلال حملتهم.
أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن تأييده لتصريحات الرئيس ترامب بشأن قطاع غزة.
وقال روبيو عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”: “يجب تحرير غزة من حماس”.
“الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى. وأضاف روبيو في إشارة إلى شعار حملة ترامب “جعل أميركا عظيمة مرة أخرى”: “هدفنا هو تحقيق السلام الدائم لجميع الشعوب في المنطقة”.
لكن تعليقات ترامب أثارت انتقادات فورية من المملكة العربية السعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط التي طالما دعمت حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة في قطاع غزة والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية.
البيت الأبيض يغير لهجته بشأن غزة
وبعد يوم واحد من تصريحات ترامب بشأن نقل الفلسطينيين من قطاع غزة، اعتمد البيت الأبيض لهجة أكثر حذرا، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ).
وعندما سألها أحد المراسلين عما إذا كانت الحكومة الأميركية مستعدة لإجلاء الناس قسراً من منازلهم، أعطت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات إجابة مراوغة.
وبدلاً من ذلك، صرحت بشكل عام: “الرئيس مستعد لإعادة بناء غزة من أجل الفلسطينيين وكل شعوب المنطقة”، ووصفت المنطقة بأنها “موقع هدم” غير صالح للسكن.
وأكدت أن الدولتين المجاورتين مصر والأردن اضطرتا إلى قبول اللاجئين الفلسطينيين “مؤقتا” لهذا الغرض، لكنها تركت السؤال مفتوحا حول كيفية عودة هؤلاء الأشخاص إلى وطنهم.
وقال ليفيت “إنه ليس مكانًا جيدًا لأي شخص ليعيش فيه”. “في الواقع أجد أنه من الشرير أن أزعم أن الناس يعيشون في ظل مثل هذه الظروف الرهيبة”.
الأمم المتحدة: خطة ترامب هي تطهير عرقي
رفضت الأمم المتحدة خطة ترامب على أساس أن “أي نزوح قسري يرقى إلى مستوى التطهير العرقي”.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، نقلا عن الأخير: “بينما نسعى إلى إيجاد حلول، يجب ألا نجعل المشكلة أسوأ”.
وأضاف دوجاريك ردا على سؤال حول خطط ترامب بشأن غزة: “من الأهمية بمكان أن نلتزم بأساسيات القانون الدولي ومن المهم تجنب أي شكل من أشكال التطهير العرقي”.
وأكد دوجاريك أن غوتيريش سيؤكد التزام الأمم المتحدة بحل الدولتين.
ردود الفعل الداخلية
أثارت خطة ترامب لوضع قطاع غزة تحت السيطرة الأميركية وطرد الفلسطينيين الذين يعيشون هناك جدلاً حاداً، حتى داخل حزبه الجمهوري.
ووصف السيناتور ليندسي غراهام من ولاية كارولينا الجنوبية، وهو حليف وثيق لترامب، الاقتراح بأنه “إشكالي” وأعرب عن شكوكه بشأن استعداد الجمهور الأميركي لإرسال قوات إلى غزة للمساعدة في تنفيذ الخطة.
وعندما سُئلت عما إذا كان ترامب مستعدًا لإرسال قوات أميركية إلى غزة لطرد السكان الفلسطينيين بالقوة، قدمت كارولين ليفيت إجابة مراوغة مرة أخرى: “لم يلتزم الرئيس بإرسال قوات أميركية إلى المنطقة”.
وتعرضت الخطة أيضًا لانتقادات شديدة من جانب المعارضة الديمقراطية.
ماذا يقول القانون الدولي؟
تنص المادة 129 من القانون الإنساني الدولي على ما يلي: “لا يجوز لأطراف نزاع مسلح دولي أن ترحل أو تنقل قسراً السكان المدنيين من الأراضي المحتلة كلياً أو جزئياً، ما لم تكن سلامة المدنيين المعنيين أو أسباب عسكرية قاهرة تتطلب ذلك”.
ورغم وجود استثناءات لهذا القانون، فمن غير المرجح أن ينطبق أي من هذه الاستثناءات على حالة غزة.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإن القانون الدولي الإنساني العرفي هو جزء من القانون الدولي، مثل اتفاقيات جنيف الأربع الموقعة عام 1949، والتي تهدف إلى حماية حقوق الإنسان للمدنيين والجرحى وأسرى الحرب أثناء النزاعات.