مهرجان الإسماعيلية السينمائي يفتح ملف الفيلم التسجيلي وحفظ الذاكرة

منذ 3 ساعات
مهرجان الإسماعيلية السينمائي يفتح ملف الفيلم التسجيلي وحفظ الذاكرة

انطلقت اليوم الخميس 6 فبراير فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، بقيادة المخرجة هالة جلال، أولى ندواته تحت عنوان «السينما التسجيلية وحفظ الذاكرة» بقصر ثقافة الإسماعيلية بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات السينما والتوثيق والهوية البصرية.

أدار الندوة الكاتب والصحفي والناقد محمد شعير، وتناولت مواضيع مختلفة تتعلق بدور السينما في توثيق وحفظ الذاكرة الثقافية والتاريخية.

دكتور. تحدثت الدكتورة هدى السادة، أستاذة بجامعة القاهرة ورئيسة مؤسسة المرأة والذاكرة، عن مشروع «هي والكاميرا» ودوره في توثيق تجارب المرأة وتسليط الضوء على رؤيتها السينمائية كوسيلة لحفظ الذاكرة المجتمعية. وأكدت أن الهدف الرئيسي من المشروع هو استعادة تاريخ وذكريات المرأة وإنتاج معرفة جديدة عنها. ولتحقيق هذه الغاية، سيتم إنشاء أرشيف خاص لهن من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة للخريجات الأوائل من مختلف كليات جامعة القاهرة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.

وأشارت إلى أن المؤسسة بدأت بالفعل في توثيق تجارب مجموعات مختلفة، ومن بينها مجموعة المخرجات السينمائيات المصريات، في أواخر تسعينيات القرن العشرين. نظمت معارض واعتمدت بشكل كبير على القصص الشفهية، مما أدى إلى تصوير 18 فيلمًا وثائقيًا عن المخرجات. وأضافت أن الحفاظ على الأرشيف يشكل تحدياً كبيراً. ويتطلب ذلك توفير نسخ رقمية متعددة يتم تحديثها باستمرار لضمان استدامة المحتوى.

دكتور. تناولت مروة الصحن، مدير مركز الأنشطة الفرنكوفونية بمكتبة الإسكندرية، موضوع “السينماتك والأرشيف السينمائي”، مؤكدة على أهمية الأرشيف السينمائي في الحفاظ على التراث البصري والسينمائي، فضلاً عن دور السينماتك في دعم الباحثين وصناع الأفلام الوثائقية.

قدمت مبادرة تتيح للطلبة التدريب على النقد السينمائي باللغة الفرنسية. ويطلب منهم كتابة مقالات نقدية، ويتم اختيار أفضلها كجائزة تشجيعية للمشاركة في مهرجانات السينما مثل مهرجان مرسيليا، ومهرجان الأقصر، ومهرجان الإسماعيلية. وأوضحت أن المبادرة هذا العام توسعت لتشمل طلاباً من سبع محافظات بهدف رفع مستوى الوعي لديهم في مجال السينما.

وأكد الكاتب والصحفي والناقد محمد شعير أن السينما والفن والتصوير والرسم أشكال مهمة من أشكال الأرشفة، وأشار إلى فيلم حديقة الحيوان بطولة الفنان إسماعيل ياسين والذي أصبح جزءاً من الأرشيف السينمائي.

وأضاف أن الباحثين يواجهون صعوبة في الوصول إلى أرشيفات المؤسسات الرسمية، ولذلك أصبحت المؤسسات الشعبية والبديلة مثل بعض المكتبات والمبادرات المستقلة مصادر مهمة للمعلومات. وأشار إلى أن التقنيات الرقمية الحديثة قد تؤدي إلى فقدان البيانات مع مرور الوقت، وشدد على أهمية وجود وسائل لحماية الأرشيفات من الضياع. وحذر على وجه الخصوص من إمكانية حدوث ما يسمى بـ”العمى الإلكتروني”، أي فقدان البيانات الرقمية لفترات زمنية معينة بسبب التطور التكنولوجي المستمر.

وفي ختام كلمته أكد على ضرورة البحث عن صيغ بديلة ومستدامة للأرشفة. وفي الوقت نفسه، لا بد من تعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات والمبادرات من أجل تسهيل الوصول إلى المعلومات والحفاظ عليها للأجيال القادمة.


شارك