البيئة: تحقيق النمو الأخضر يتطلب التزاما جماعيا بتبني ممارسات مستدامة في جميع جوانب الحياة

منذ 5 أيام
البيئة: تحقيق النمو الأخضر يتطلب التزاما جماعيا بتبني ممارسات مستدامة في جميع جوانب الحياة

دكتور. وأكد علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، أن النمو الأخضر ليس مجرد شعار ندافع عنه؛ بل هي استراتيجية عملية نؤمن بها ونحاول تطبيقها على أرض الواقع. ونؤكد أن الحكومة المصرية تدرك تمام الإدراك أن حماية البيئة ومعالجة مشاكل المناخ مسؤولية وطنية وعالمية، فضلاً عن توفير فرصة للنمو الاقتصادي المستدام الذي سيعود بالنفع على الأجيال الحالية والمستقبلية.

جاء ذلك خلال مشاركة د. علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة نيابة عن الدكتور. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال المؤتمر السنوي للنمو الأخضر الذي نظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر تحت شعار “تعزيز الابتكار من أجل مستقبل مستدام”. وكان السيد أليساندرو فراكاسيتي، الممثل الدائم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حاضراً أيضاً، كما شارك أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني ومجتمع الاستدامة العالمي.

وأشار أبو سنة إلى أن مصر اتخذت خطوات جادة في هذا الاتجاه مع إطلاق استراتيجيتها للتنمية المستدامة “رؤية مصر 2030″، والتي تضع البيئة والاقتصاد الأخضر في قلب أولوياتها. كما نعمل بنشاط على تعزيز استخدام الطاقة المتجددة ودعم مشاريع كفاءة الطاقة وتشجيع الابتكار في التقنيات الخضراء.

وأضاف رئيس هيئة البيئة أن رواد الأعمال في الشركات الصغيرة والمتوسطة الخضراء أصبحوا أحد أحدث ركائز الاقتصاد المصري حيث أظهروا إمكانات الابتكار في التحول إلى الاقتصاد الدائري من خلال الوصول المناسب إلى التمويل الأخضر. وأشار إلى أن مصر تمتلك رابع أكبر منظومة ناشئة في أفريقيا، وأن سياسات الحكومة تتحول نحو تسويق التقنيات الخضراء ورواد الأعمال الخضر.

وأشار رئيس جهاز حماية البيئة إلى أن وزارة البيئة تعمل حالياً مع الوكالة الألمانية للتنمية لإعداد الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري، مؤكداً أهمية هذه الاستراتيجية التي تأتي في إطار مشاركة مصر في إعداد استراتيجية الاقتصاد الدائري لأفريقيا.

وسلط أبو سنة الضوء على إحدى المبادرات المهمة وهي جائزة سفراء الشباب الخضر والتي يتم تنفيذها بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة الشباب والرياضة ومنظمة بلان انترناشيونال. وأشار إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى تمكين الشباب وإلهامهم ليصبحوا وكلاء للتغيير في مجال الاستدامة من خلال تزويدهم بالموارد والفرص اللازمة لتحويل أفكارهم إلى حلول خضراء فعالة وقابلة للتطوير.

وتابع رئيس هيئة البيئة: “نعمل من خلال هذه المبادرة على تعزيز الروابط الاستراتيجية بين المبدعين الشباب الطموحين والمستثمرين وأصحاب المصلحة الرئيسيين لتعزيز التعاون ودعم نمو المشاريع الخضراء وتعزيز ثقافة المنافسة التي تشجع الإبداع والابتكار والتميز في الممارسات المستدامة بين الشباب”. ومن خلال ورش العمل الخاصة، نعمل أيضًا على تعزيز قدرة المشاركين الشباب على تقييم وتحسين النتائج الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لمبادراتهم. توفر هذه الورش أدوات عملية وأنشطة تفاعلية لمساعدة المشاركين على تصميم أطر تأثير قوية وتطوير استراتيجيات مخصصة لقياس وإدارة وتوصيل مساهماتهم في التنمية المستدامة بشكل فعال. وبالإضافة إلى ذلك، فإننا نعمل على معالجة ممارسات الاقتصاد الدائري واستكشاف إمكانية قيام المؤسسات الخضراء بدمج هذه المبادئ في عملياتها.

وأكد رئيس هيئة البيئة أن النمو الأخضر يتطلب تعاونا دوليا وشراكات فعالة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وعلاوة على ذلك، هناك حاجة إلى التزام جماعي لإدخال ممارسات مستدامة في جميع مجالات الحياة، من الزراعة إلى الصناعة والطاقة والنقل.

ودعا أبو سنة في كلمته الجميع إلى العمل معًا لتحويل المشاكل البيئية إلى فرص تنمية وضمان أن تكون أفعالنا اليوم الأساس لمستقبل أفضل وأكثر استدامة لأبنائنا وأحفادنا. وأعرب عن أمله في أن تفضي مناقشات المؤتمر إلى توصيات ومبادرات قابلة للتنفيذ من شأنها أن تساعد في تعزيز النمو الأخضر على المستوى العالمي. وأكد أنه يتعين علينا الآن أن نتخذ خطوات جريئة وحاسمة نحو عالم أنظف وأكثر استدامة وأن جهودنا المشتركة ستتوج ببناء مستقبل أكثر خضرة.

وستركز الجلسات الرئيسية للمؤتمر على مواضيع رئيسية مثل الاقتصاد الأخضر والدائري وقياس الأثر والتمويل الأخضر للشركات الصغيرة والمتوسطة. كما سيتم عرض نجاحات الشركات الصغيرة والمتوسطة المبتكرة في برنامج تسريع النمو الأخضر وبرامج الشباب، بالإضافة إلى إطلاق منصة التعلم الرقمية للمهارات الخضراء وافتتاح فريق العمل الأخضر الوطني.


شارك