مستشار الرئيس الفلسطيني: مقترح ترامب يهدد أمن مصر.. ونتنياهو يسعى لإكمال الحرب (حوار)
“ريفييرا الشرق الأوسط” – هكذا عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حلمه بشأن قطاع غزة بعد تنصيبه رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني الماضي. ووصفت هذه الخطوة بأنها تجاهل واضح لحق الشعب الفلسطيني في أرضه وتصفية واضحة للقضية، خاصة بعد المعاناة التي يعيشها أهل غزة منذ أكثر من عام تحت ضغط القصف الإسرائيلي، وبعد أن رأى أخيرا الرئيس الجمهوري في دول أخرى لم يسمها بعد.
ورغم أن الاقتراح لقي مقاومة من تل أبيب أكثر من مرة بعد اندلاع حرب غزة، فإن ترامب أعاد طرحه الآن في رؤية جديدة. وتشمل الخطة طرد الفلسطينيين من غزة، والسيطرة الأميركية على قطاع غزة، وبناء مدينة جديدة بمشاريع تنموية ضخمة، ولكن ليس للفلسطينيين.
ولقي اقتراح الرئيس الأميركي رفضا واسع النطاق، لأنه يمثل انتهاكا واضحا للسيادة الفلسطينية ونهاية لآمال حل الدولتين. وفي هذا السياق، أجرى ايجي برس اتصالا مع مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش، للرد على تطورات الأوضاع.
ما رأيك في خطط الحكومة الأمريكية وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟
وتعتبر هذه التصريحات انتهاكا صارخا للقانون الدولي وهي غير مقبولة أساسا وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية والاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني. ومن الواضح أن هذه محاولة لإعادة تشكيل المشهد السياسي في المنطقة بما يتماشى مع المصالح الإسرائيلية، دون مراعاة الحقوق الوطنية للفلسطينيين. وتدرك كافة الأطراف – على المستوى الفلسطيني والعربي – خطورة هذه التصريحات. ومن بين هذه الدول مصر والأردن وبقية الدول العربية التي ترفض رفضاً قاطعاً كل الخطط المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
هل تعتقد أن هذه التصريحات جزء من خطة أوسع تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية؟
لا شك أن هناك اتجاهاً واضحاً لإعادة صياغة القضية الفلسطينية وفقاً للمصالح الإسرائيلية. ويتم ذلك من خلال الضغط على الدول العربية وطرح أفكار تهدف إلى النيل من الحقوق الوطنية للفلسطينيين. وهذه ليست مجرد تصريحات عابرة، بل هي جزء من سلسلة محاولات معروفة لفرض واقع جديد يتجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
هل كان هناك أي تواصل مباشر أو غير مباشر بين السلطة الفلسطينية والحكومة الأميركية بشأن هذه التصريحات؟
لا، لم يكن هناك أي اتصال مباشر أو غير مباشر بين السلطة الفلسطينية والحكومة الأميركية بشأن هذه القضية. ولم نسمع عن هذا الأمر إلا من خلال وسائل الإعلام ولم تتلق السلطات أي مقترح رسمي بهذا الخصوص. وحتى لو تم تقديم مثل هذا الاقتراح، فإنه سيتم رفضه من حيث المبدأ لأنه لا يستند إلى أي أساس مشروع ولا يخدم سوى الأجندة الإسرائيلية.
هل كانت هناك أي وساطة من قبل أطراف أخرى لتبادل وجهات النظر حول هذه القضية أو فتح قنوات الاتصال؟
ولم تكن هناك وساطة رسمية أو غير رسمية. والموقف الفلسطيني واضح، وهذه الأفكار ليست قابلة للنقاش على الإطلاق. لقد رفضنا حتى الاستماع إلى هذه المسألة، ولن نتسامح مع أي محاولة لإضفاء الشرعية عليها أو إعطائها وزنا سياسيا.
وأمام هذا التصعيد السياسي ما هي الخطوات التي تنويون اتخاذها لمواجهة هذه المخططات؟
سنعمل على عدة محاور رئيسية. أولاً: سنعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني داخلياً، سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة. لأن مكافحة هذه المخططات تبدأ بتثبيت الوجود الفلسطيني على الأرض. ثانياً، سنواصل نشاطنا السياسي والدبلوماسي من خلال المؤسسات الدولية لكشف هذه الخطط وكشف سياسات إسرائيل التي تنتهك القانون الدولي. ثالثا: سنعمل على تعزيز تعاوننا مع الدول العربية والمجتمع الدولي من أجل حشد موقف موحد يرفض كل المحاولات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
كيف ترى مستقبل قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار؟
ولا يمكن فصل مستقبل غزة عن مستقبل الضفة الغربية والقدس الشرقية، لأنهما جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية. هناك مخطط إسرائيلي واضح لعزل غزة عن الضفة الغربية وتحويلها إلى كيان منفصل بهدف إضعاف القضية الفلسطينية. وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق، ولن نقبل بأي سيناريو يحاول فرض هذا الواقع. السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأي حل يجب أن يكون في إطار الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتشير الشائعات إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقترح إنهاء الحرب إذا تخلت حماس عن السيطرة على غزة في المقابل. ماذا تعتقد بشأن ذلك؟
نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب، بل يريد استمرارها لتحقيق أهداف سياسية وأمنية تخدم حكومته. وتستخدم إسرائيل الحرب كوسيلة ضغط، وتواصل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل يومي. ومن الواضح أن تل أبيب تبحث عن ذرائع لمواصلة العدوان وليس لديها أي نية لإنهاءه. إن التصريحات حول انتهاء الحرب ليست سوى تكتيك سياسي لكسب الوقت وإعادة ترتيب الأوراق بما يتماشى مع أجندة إسرائيل.
هل تعتقد أن إسرائيل مستعدة لمفاوضات سياسية جادة، أم أن ما يحدث الآن مجرد مناورة؟
كل ما تفعله إسرائيل الآن هو محاولة الالتفاف على الحل السياسي واستعادة الاحتلال بطريقة جديدة. تسعى إسرائيل إلى فرض الحلول الأحادية الجانب والحفاظ على السيطرة الأمنية على الضفة الغربية وقطاع غزة دون تقديم حل عادل للقضية الفلسطينية. ونرفض أية محاولة لفرض واقع سياسي لا يعترف بالحقوق الوطنية للفلسطينيين.