العواصف والأمطار تفاقم معاناة النازحين في الخيام بقطاع غزة
![العواصف والأمطار تفاقم معاناة النازحين في الخيام بقطاع غزة](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67a62864aa652.webp)
– أهالي غزة يرفضون خطط التهجير.. ويؤكدون صمودهم في وطنهم رغم المعاناة
قضى آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة ليلة صعبة حيث أدت العواصف الشديدة إلى تدمير خيامهم المتهالكة وتركهم عالقين في العراء. حاولوا جمع بقايا هذه الخيام لإعادة بنائها عند الفجر.وبحسب هيئة الأرصاد الجوية، فإن فلسطين، بما فيها قطاع غزة، تتأثر بمنخفض جوي مصحوب بعواصف شديدة وأمطار غزيرة لليوم الثالث على التوالي.وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، أن هذه الخيام هي المأوى الوحيد المتبقي لآلاف الفلسطينيين بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي منازلهم في عملية إبادة استمرت أكثر من 15 شهراً، ولم يترك لهم أي مأوى بديل.ووصف سكان قطاع غزة الليلة الماضية بأنها “الأصعب والأقسى” بسبب شدة العواصف التي رافقت المنخفض الجوي، قائلين: “لا نستطيع أن نتخيل الصعوبات التي واجهتنا”.ورغم أن بعض الخيام غمرتها المياه، وبعضها الآخر اقتلعته الرياح وأطاحت به، فإن أولئك الذين فقدوا منازلهم وفرصتهم الأخيرة للمأوى يجددون معارضتهم للمطالب الأميركية بالسيطرة على غزة وطردهم منها.وقال بعضهم لوكالة الأناضول: “الفلسطينيون مثل الأسماك، وغزة بحرهم”. إذا تركوها يموتون ولهذا السبب يظلون صامدين على أرضهم رغم النزوح والمعاناة”.أدى الكساد الاقتصادي إلى تفاقم معاناة النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون في الخيام والملاجئ المؤقتة، حيث يواجهون ظروفاً إنسانية متدهورة بسبب نقص الموارد الأساسية والضروريات.على شاطئ البحر جنوب قطاع غزة، يجمع أبو جمال خليفة بقايا خيمته التي تمزقت وتطايرت إلى حد كبير بفعل العواصف العنيفة خلال الليل.واضطر خليفة (54 عاماً) إلى الفرار نحو عشر مرات خلال أشهر الإبادة الجماعية، كان آخرها قبل نحو ستة أشهر إلى الشاطئ في ظل ظروف إنسانية قاسية للغاية.وقال خليفة “خلال ساعات الليل لم تتحمل الخيمة ضغط الهواء فتمزقت وطارت”. واضطر الآن هو والعائلات الثلاث إلى البحث عن مأوى خارج الخيمة، معرضين للبرد القارس والمطر.وأوضح أن نصف الإمدادات الموجودة في الخيمة، بما في ذلك الفرش والبطانيات، طافت بفعل الرياح.وأضاف أنه لم يشهد في حياته ليلة صعبة مثل هذه بسبب نظام الضغط المنخفض. وقد حملت العواصف رمال البحر الناعمة ونشرتها بكميات كبيرة على أطفاله، مما جعل الظروف أكثر صعوبة.وأشار إلى أن انهيار الخيمة زاد من معاناتهم، خاصة أنها كانت تؤوي ليس فقط ابنته الأرملة التي استشهد زوجها خلال الإبادة الجماعية، بل وابنته التي تعاني من مرض الكلى، وابنه الذي يعاني من آلام الظهر.ورغم المعاناة الشديدة التي عاشها خليفة، فإنه يصر على الاحتفاظ بأرضه، التي تقع في المنطقة التي مُنع الناس حتى الآن من العودة إليها، ويرفض خطط إخلائهم.قال خليفة: كما أن السمك يعيش في الماء، فإذا خرج يموت. ونحن أهل غزة لا نعيش خارج الماء.