ساركوزي تحت المراقبة.. أول رئيس فرنسي يرتدي سوارا إلكترونيا للتعقب.. ما القصة؟

في وضع غير مسبوق بالنسبة لرئيس فرنسي سابق، بدأ نيكولا ساركوزي رسميا تنفيذ عقوبة السجن بعد صدور حكم نهائي في قضية فساد واستغلال النفوذ. تم تزويده بسوار إلكتروني لمراقبة تحركاته. وهذا يجعله أول رئيس فرنسي سابق يتعرض لمثل هذه العقوبة. ما هو تأثير هذا على مستقبله السياسي؟

• بدأت العقوبة رسميًا.

أصبح الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الآن تحت المراقبة الإلكترونية بعد تركيب سوار إلكتروني في منزله يوم الجمعة 7 فبراير. وذلك تنفيذاً للحكم الصادر ضده في قضية التنصت، حيث أيدت محكمة النقض القرار بتاريخ 18 ديسمبر 2024، وبذلك أصبح الحكم نهائياً وغير قابل للطعن.

وفي القضية المعروفة بـ”قضية التنصت”، حكمت عليه محكمة باريس بالسجن لمدة عام، حيث كان من المقرر أن يقضيها قيد الإقامة الجبرية مع وضع سوار إلكتروني في كاحله.

وذكرت قناة فرانس إنفو التلفزيونية الفرنسية أن ساركوزي اتهم بالفساد واستغلال النفوذ بعد أن تبين أنه حصل على معلومات سرية حول تحقيق قضائي ضده من قاض كبير مقابل وعده بمنحه منصبا مرموقا في إمارة موناكو.

• حرية مقيدة في ظل ظروف صارمة

وبموجب أحكام عقوبته، يتعين على الرئيس السابق أن يقضي عقوبته في منزله، ويُسمح له بمغادرة المنزل كل يوم من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثامنة مساءً.

وبالإضافة إلى ذلك، سُمح له بتمديد إجازته حتى الساعة 9:30 مساءً أيام الاثنين والأربعاء والخميس، حسبما أكدته النيابة العامة.

#فيديو| ساركوزي أول رئيس فرنسي يرتدي “أغلال مراقبة في كاحله” بعد إدانته بالفساد https://t.co/7QrppAQlQI #جريدة_الخليج pic.twitter.com/eMWX8SPb9F

— جريدة الخليج (@alkhaleej) 8 فبراير 2025

ورغم أنه لم يتم إرساله إلى السجن، فإن الحكم يمثل انتصارا للجماعات المناهضة للفساد، التي اعتبرته خطوة حاسمة ضد إساءة استخدام السلطة، ودليلا على أن القانون ينطبق على الجميع، بغض النظر عن مناصبهم السابقة.

ورغم استئنافه القانوني للحكم، يصر محاميه على أن الإدانة غير مبررة، وأن ساركوزي هو ضحية محاكمة جنائية ذات دوافع سياسية. ومع ذلك، فإن تنفيذ الحكم يمثل فصلا جديدا في حياة الرئيس السابق، وقد يكون له آثار كبيرة على طموحاته السياسية المستقبلية.

• ما هو السوار الإلكتروني؟

سوار الكاحل الإلكتروني هو جهاز مراقبة يستخدم في وقت الإدانة كبديل للسجن. يتم تثبيته على كاحل المحكوم عليه ويسمح للسلطات بمراقبة تحركاته والتأكد من امتثاله للقيود المرتبطة بالإقامة الجبرية.

يعمل الجهاز باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أو الموجات الراديوية ويرسل إشارات منتظمة إلى مركز المراقبة. إذا تجاوز المحكوم عليه الحدود الزمنية أو المكانية المفروضة عليه، يتم توجيه إنذار فوراً إلى السلطات، مما قد يؤدي إلى تشديد العقوبة أو نقله إلى السجن.

• أول رئيس فرنسي يتعرض لهذه العقوبة.

وبموجب هذا القرار، أصبح نيكولا ساركوزي أول رئيس فرنسي سابق يُجبر على ارتداء سوار إلكتروني في كاحله، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الفرنسية. وحتى في قضايا الفساد السابقة، لم يخضع أي رئيس أو رئيس وزراء على الإطلاق لمثل هذه العقوبة.

ورغم استئنافه القانوني للحكم، يصر محاميه على أن الإدانة غير مبررة، وأن ساركوزي ضحية اضطهاد سياسي. لكن تنفيذ الحكم يمثل بداية فصل جديد في حياته المهنية، وقد يكون له تأثير كبير على طموحاته السياسية المستقبلية، لأنه يعزز صورة القضاء الفرنسي الذي لا يستثني أحدا، بغض النظر عن منصبه السابق.