هل تحتاج إعادة إعمار غزة لـ خطة مارشال؟

منذ 4 ساعات
هل تحتاج إعادة إعمار غزة لـ خطة مارشال؟

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تحليلاً عن إعادة إعمار قطاع غزة. وفي هذا المقال، تتناول المهمة الضخمة التي يواجهها الفلسطينيون في إعادة بناء منازلهم وبنيتهم التحتية. وتشير إلى أنه من غير المرجح أن يقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساعدته لهم.

• إعادة إعمار غزة

في الأسبوع الذي دعا فيه ترامب إلى “التطهير العرقي” للفلسطينيين في غزة من أجل إعادة بناء غزة باعتبارها “ريفييرا الشرق الأوسط” – وهي فكرة غير قابلة للتنفيذ وغير منطقية – عاد السؤال حول كيف ومتى يمكن إعادة بناء غزة إلى الواجهة.

وأشار تحليل صحيفة الغارديان إلى أن إعادة الإعمار من الصراعات السابقة ــ إذا حدثت على الإطلاق ــ كانت غير مكتملة في أفضل الأحوال وتعتمد على المطالب الإسرائيلية.

ويشير التحليل إلى أحدث وأبرز مثال على ذلك: الفترة التي أعقبت حرب غزة عام 2014، عندما تم إدخال نظام معقد لمراقبة توزيع مواد إعادة الإعمار في قطاع غزة. بعد اعتراض إسرائيل على تحويل حماس للإسمنت والصلب ومواد البناء الأخرى.

ومن بين الأمثلة الأكثر بروزاً على ذلك ما حدث بعد حرب غزة عام 2014، عندما تم وضع نظام معقد لمراقبة توزيع المواد اللازمة لإعادة بناء المنطقة، كما تشير صحيفة الغارديان في تحليلها. وبعد أن اعترضت إسرائيل على قيام حماس بتحويل الخرسانة والصلب والموارد الأخرى لبناء الأنفاق، تم إنشاء عملية مراقبة تابعة للأمم المتحدة تسمى آلية إعادة إعمار غزة.

سيتم إرسال المشاريع والمقاولين المعتمدين إلى المعسكرات الخاضعة للمراقبة، وسيتم التحقق من أوراقهم وبطاقاتهم الشخصية، ثم يتمكنون من استلام ما تم تخصيصه لهم.

وخلص التحليل إلى أن آلية إعادة إعمار غزة لم تعمل على النحو السليم على الإطلاق لأنها كانت معقدة للغاية وتعاني من نقص الموارد. وبدلاً من ذلك، نشأت بسرعة سوق موازية حيث كانت عمليات شراء الأسمنت تتم خارج المستودعات الآمنة.

كل هذا يسلط الضوء على التعقيد الهائل الذي تتسم به عملية إعادة إعمار قطاع غزة، والتي لا تمثل مشكلة مالية فحسب، بل مشكلة سياسية أيضا.

ويشير التحليل إلى أن الخبرة السابقة في إعادة إعمار قطاع غزة والفيتو الإسرائيلي ضد هذه العملية قد تم استغلالها كوسيلة للحفاظ على السيطرة، مما أدى في نهاية المطاف إلى إشعال الصراع.

ويشكل حظر استيراد مواد البناء إلى قطاع غزة جزءاً لا يتجزأ من الحصار الإسرائيلي منذ فرضه في عام 2007. وقد تم تصنيف مئات العناصر – من معدات الحفر إلى كتل الخرسانة والإسفلت والأسلاك – على أنها سلع ذات استخدام مزدوج.

وهذه المرة، وبحسب التحليل، ستكون مهمة الفلسطينيين واحتياجاتهم أعظم بكثير. ويلفت الانتباه أيضاً إلى الأنقاض: إذ يقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) أن هناك 50 مليون طن من الأنقاض والحطام في غزة في شهر ديسمبر/كانون الأول. وهذا يعادل 17 مرة أكثر من الأنقاض المتراكمة نتيجة القتال هناك منذ عام 2008.

لو تم جمع الحطام في مكان واحد، فمن الممكن أن يغطي مساحة خمسة كيلومترات مكعبة. وتشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن عملية التخلص من هذه النفايات سوف تستغرق ما يصل إلى 20 عاماً، وسوف تتكلف 909 ملايين دولار.

في أعقاب الصراعات السابقة، أصبح الفلسطينيون في قطاع غزة يعتمدون بشكل كبير على إعادة تدوير النفايات الخرسانية، والتي يقومون بمعالجتها في مكبات النفايات المفتوحة.

كم من الوقت سوف تستغرق عملية إعادة الإعمار هو سؤال آخر. ورغم أن بعض الخبراء يعتقدون أن الأمر قد يستغرق عدة عقود، فإن الأمر في الواقع يعتمد بالكامل على الظروف السياسية.

وخلص التحليل إلى أن إعادة بناء المدن الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية بمساعدة خطة مارشال استغرقت حوالي عقد من الزمان، على الرغم من أن بعض هذه التدابير استمرت حتى تسعينيات القرن العشرين.

وإلى جانب البنية التحتية المادية، هناك أضرار أخرى أقل وضوحاً: فقد دمر الصراع أكثر من نصف الأراضي الزراعية الحيوية في غزة، وتم ذبح 95% من الماشية ونحو نصف الأغنام. ويشير هذا، كما يقول التحليل، إلى أن الأمر سوف يتطلب شيئا مثل “خطة مارشال”، ولكن على الأرجح من دون مشاركة إدارة ترامب، التي أشارت إلى أنها لن تدفع وأغلقت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.


شارك