التصنيع المحلي كلمة السر لتقليل الاستيراد والحد من استنزاف العملة

منذ 3 ساعات
التصنيع المحلي كلمة السر لتقليل الاستيراد والحد من استنزاف العملة

وقد بدأت عدد من الغرف الصناعية في إعداد خطط طموحة لبناء المزيد من الشراكات بين المصنعين. الهدف هو زيادة نسبة المكونات المحلية. وتعتبر هذه خطوة أولى نحو خفض تكاليف الاستيراد وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المحلية في مختلف الأسواق العالمية.

في السابق، ربطت الحكومة تعزيز صادراتها بنسبة المكونات المحلية. وكان الهدف هو تشجيع الشركات على زيادة الاستثمار في الصناعات الموردة مع تقليل الاعتماد على الواردات وتدفق العملات الأجنبية إلى الخارج.

وقال محمود سليمان ممثل اتحاد الصناعات، إن تكثيف التصنيع المحلي أصبح ضروريا وحتميا من أجل خفض تكاليف التصنيع بشكل كبير ومباشر.

وأضاف سليمان أن اعتماد الشركات على مكونات الإنتاج المستوردة أصبح مكلفاً للغاية وغير مربح في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار الائتمان والتمويل والطاقة.

وأوضح سليمان أن التكامل بين المصنعين والتحالف أصبح ضروريا في ظل التغيرات الكبيرة التي شهدها السوق في الآونة الأخيرة. إن التكامل الحقيقي بين المصنعين والتعاون فيما بينهم لتلبية احتياجات كل مصنع أفضل بكثير من الاعتماد على الاستيراد من الأسواق الخارجية.

من جانبه أكد محمد المهندس رئيس غرفة الصناعات الهندسية الميكانيكية أن غرفته تولي اهتماما كبيرا باستراتيجية تعميق الصناعة المحلية وزيادة حصة المكونات المحلية.

وأضاف المهندس أن التجربة أثبتت أن معدلات صادرات القطاع ارتفعت بشكل كبير بعد أن قامت العديد من المصانع بزيادة نسبة المكونات المحلية في عملية التصنيع.

وقال المهندس إن التكامل الاقتصادي والصناعي بين الشركات والمصنعين ساهم فعليا في تخفيض تكاليف الاستيراد لقطاع الآلات ومتطلباته، وارتفعت حصة صادرات الآلات بشكل كبير.

ودعا المهندس كافة المصنعين إلى وضع خطط طموحة لزيادة معدلات التصنيع المحلي والتعاون لتلبية احتياجاتهم بدلاً من اللجوء إلى الاستيراد الباهظ الثمن والذي يحرم المنتجات المحلية من فرص كبيرة في الخارج بسبب ارتفاع أسعارها.

وحث المهندس المصنعين على التوسع وزيادة استثماراتهم في الصناعات المساعدة لأنها تلعب دورا مهما في خفض تكاليف الإنتاج وتوفير مبالغ كبيرة من العملة الصعبة.

وأكد المهندس أهمية توطين الصناعة المصرية وتشجيع الشركات العالمية على الاستثمار في مصر، خاصة في ظل التسهيلات الكبيرة التي تقدمها الدولة الآن للشركات والقطاع الخاص.

دكتور. أشاد شريف الجبالي، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية، بجهود الدولة خلال السنوات الأخيرة لإنجاح استراتيجية توطين الصناعة وزيادة حصة المكون المحلي في العديد من الصناعات خاصة التي لديها بدائل محلية.

وأضاف الجبلي أن الفترة الحالية هي الأنسب لزيادة حصة المكونات المحلية وتقليل الاستيراد والحد من نقص العملة الأجنبية في استيراد السلع التي يمكن إنتاجها في السوق المحلية.

وأشار الجبلي إلى وجود فرص نمو واعدة أمام القطاع الصناعي خلال الفترة المقبلة، بدعم من الحوافز والمبادرات الحكومية لمواجهة التحديات التي تواجه المصنعين.

قال محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، إن التوسع في خطط توطين الصناعة سيسهل بشكل كبير تحقيق خطط الحكومة لتحقيق صادرات بقيمة نحو 145 مليار دولار.

وأضاف المرشدي أن توطين الصناعات المختلفة في مصر وخفض الواردات وزيادة النسبة المحلية في أغلب المنتجات إلى 80%، وفقاً لخطط الحكومة، يمثل بداية انطلاقة حقيقية للاقتصاد المصري. وأشار المرشدي إلى أن غرفة صناعة الغزل والنسيج من أهم الغرف التي تولي اهتماما كبيرا بزيادة القدرات الإنتاجية بالمصانع، وزيادة حصة المكونات المحلية في الإنتاج، وتقليل الاستيراد من الخارج، وتوطين صناعة الغزل والنسيج في مصر. إن إنشاء مصانع جديدة في هذا القطاع من شأنه أن يساعد على تقليل الواردات وتخفيض المبالغ المدفوعة بالعملة الأجنبية مقابل الواردات والسلع الأجنبية. قال رئيس المجلس التصديري للطباعة والتغليف المهندس نديم الياس إن تشجيع المصنعين على الاستثمار في الصناعات المساعدة والاعتماد بشكل أكبر على المنتجات المصنعة محليا سيساعد في تقليل هروب النقد الأجنبي لاستيراد المواد الخام الصناعية وضبط الميزان التجاري.

وأكد الياس أن هذا يتطلب أيضاً من الحكومة العمل على خفض تكاليف التمويل والائتمان والطاقة بهدف خفض تكاليف الإنتاج وجعل المنتجات المحلية قادرة على المنافسة في الأسواق الخارجية.

قال المهندس شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الميكانيكية، إن مجلسه يعد من أهم المجالس التي تولي قضية التوطين الصناعي اهتماما كبيرا.

وأضاف الصياد “نشجع ونحفز الشركات على الاستثمار والتوسع والتعاون والتكامل بهدف خفض تكاليف الإنتاج والحد من انخفاض قيمة العملة”. وأوضح أن ربط تعزيز الصادرات بزيادة الحصة المحلية يعكس استراتيجية حكومية ورؤية مستقبلية تستهدف توسيع خطوط الإنتاج والاعتماد على المصانع المصرية في توفير احتياجات الإمدادات والمواد الخام.

قال المهندس عمرو أبو فريخة عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الهندسية الميكانيكية، إن التعاون والتكامل بين المصنعين سيؤدي إلى زيادة معدلات الإنتاج بشكل كبير، وبالتالي زيادة معدلات التصدير والنجاح في فتح مزيد من الأسواق التصديرية الجديدة.

وأضاف أبو فريخة أن الغرفة نجحت في زيادة حصة التصنيع المحلي في الصناعة بشكل كبير. وقد لعب ذلك دوراً ملحوظاً في زيادة الصادرات وساهم في رغبة الشركات في تأسيس المزيد من الشركات والتحالفات الجديدة بهدف تقليص نشاطها الاستيرادي. وهذا بدوره ساهم بشكل كبير في خفض التكاليف وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المحلية في الأسواق الخارجية.


شارك