فى ثانى أيام فعالياته.. مهرجان الإسماعيلية السينمائى يثير قضية أهمية الفيلم التسجيلى وقت الحروب
![فى ثانى أيام فعالياته.. مهرجان الإسماعيلية السينمائى يثير قضية أهمية الفيلم التسجيلى وقت الحروب](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67a7ab592cb60.webp)
*تستعيد المخرجة إليان الراهب تجاربها في تصوير معاناة الشعبين اللبناني والفلسطيني. ويتناول الكاميروني جان ماري تينو دور السينما الأفريقية في مقاومة الاستعمار.
شهد اليوم الثاني من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته السادسة والعشرين سلسلة من الندوات والمحاضرات التي ناقشت العديد من القضايا الهامة المتعلقة بالفيلم التسجيلي. وأشار إلى أهمية هذا النوع من الأفلام في أوقات الحرب ودوره المهم في توثيق الأحداث الإنسانية. لم يكن البعض متأكدًا بشأن ما تم عرضه كفيلم وثائقي في نشرات الأخبار على القنوات المختلفة. وقد تم توضيح ذلك في ندوة “الأفلام الوثائقية خارج نطاق البث الإخباري”. أدار الندوة الإعلامي زين العابدين خيري وشارك فيها المخرجة اللبنانية إليان الراهب والإعلامية الفلسطينية عندليب عدوان. وقال عدوان إن وسائل الإعلام التقليدية تهتم بالعناوين الرئيسية وتتعامل مع الضحايا كأرقام ولا تهتم بالتدخل في حياتهم الخاصة وأحلامهم، كما تسلط البرامج الإخبارية الضوء على الجانب السياسي ومن هنا تأتي أهمية الفيلم الوثائقي.
وقالت عندليب إنها ومؤسسة شؤون المرأة التي تعمل بها أدركتا ضرورة توثيق معاناة الصحافيين الفلسطينيين، الأمر الذي نتج عنه إنتاج 30 فيلما وثائقيا. لكن بعض هذه الأفلام لم يتم عرضها بسبب القيود السياسية في غزة. وسلطت الضوء أيضًا على التحديات التي يواجهها صناع الأفلام الوثائقية في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
تحدثت المخرجة إليان الراهب عن تجاربها في تصوير معاناة الشعبين اللبناني والفلسطيني، وتحدثت عن فيلمها عن “محمد الدرة” الذي قالت إنه من أبرز الأعمال التي وثقت الهوية الفلسطينية. محمد الدرة طفل لم يتجاوز عمره 12 عاماً، استشهد برصاص جنود الاحتلال. ووثقت كاميرا المصور الفرنسي شارل أندرلين هذه اللحظة المأساوية عندما لجأ الطفل مع والده بينما كان الاثنان يجلسان خلف برميل إسمنتي وسط تبادل إطلاق النار بين جيش الاحتلال والفلسطينيين خلال انتفاضة الأقصى عام 2000.
ودعا إيليا إلى تنويع مصادر تمويل هذه الأفلام. ومن شأن هذا أن يساعد المخرجين على أن يكونوا مستقلين ويمنحهم مزيدًا من الحرية لتحقيق رؤيتهم.
هدفت المحاضرة التي ألقاها المخرج الكاميروني الشهير جان ماري تينو، أحد الفائزين بجوائز هذه الدورة، إلى إلقاء نظرة على مسيرته المهنية – خاصة أنه يعد من أكثر صناع الأفلام إنتاجًا في أفريقيا وقد شارك في العديد من المهرجانات. وتطرق تينو أيضا إلى الدور المهم للسينما الأفريقية في مقاومة الاستعمار، قائلا إن السبب الرئيسي لوجود السينما في أفريقيا باستثناء مصر هو أنها وسيلة مقاومة ضد الاستعمار المنتشر في الدول الأفريقية.
ويرى تينو الذي بدأ مسيرته الصحافية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي أن الرقابة الصارمة على الصحف والتي تحد من حريتها هي سبب اهتمامه بالسينما، فهو يرى أن الفن لديه القدرة على الحفاظ على الهوية وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات. ويتفق مع رؤية المخرج السنغالي عثمان سلمان الذي يرى أن السينما مدرسة ليلية تساهم في تثقيف الفرد وقيادته.
وفي السياق ذاته، تحدث المخرج المغربي هشام فلاح عن دوره كمدير فني لمهرجان سلا الدولي للفيلم الوثائقي ومهرجان أكادير للفيلم الوثائقي، لكنه أشار أيضا إلى الدور المهم للفيلم الوثائقي في معالجة القضايا المحلية والعالمية.
في اليوم الثاني على التوالي من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الـ26، حظيت الأفلام، وخاصة القصيرة، بإشادة كبيرة من العديد من الزوار. اتبعت إدارة المهرجان فكرة اختيار مجموعة من الأفلام وعرضها تحت عنوان واحد لمناقشة الأحداث المتشابهة معًا. ولذلك، كانت العروض في اليوم الأول تحمل عنوان “آلام الطفولة”. كان هذا الموضوع هو القاسم المشترك للأفلام القصيرة في اليوم الأول للمهرجان، حيث تناوله كل مخرج من الأفلام المشاركة في المسابقة من وجهة نظره الخاصة، إما حدثاً مؤلماً حصل له في طفولته أو محاولة لاستعادة ذكرياته.
وتضمن اليوم الثاني أفلاماً قصيرة بعنوان “ألبومات عائلية”، من بينها الفيلم الجزائري “بعد الشمس” للمخرج ريان مكوردي، والذي تدور أحداثه في ثمانينيات القرن العشرين عندما تسافر عائلة جزائرية من ضواحي باريس إلى الجزائر لحضور احتفال عائلي؛ الفيلم الكندي “إيبوكا جوستيس” للمخرج جوستيس روتيكارا، والذي يتناول قصة رجل وامرأة برفقة طفلهما يواجهان كابوس الإبادة الجماعية في رواندا؛ والفيلم الروماني “لمسة إلهية” الذي يحكي قصة حب بين شاب وشابة فرقتهما ظروف الحرب، لكن الحب بقي في قلبيهما رغم خطوبة الفتاة وزواجها وإنجابها أطفالاً.
كما تم عرض الفيلم الألماني “روز” للمخرجة أنيكا ماير، والذي يصف حياة عائلتها وخاصة جدتها التي تشعر بالمرارة من تصرفات زوجها العنيفة.
وأخيرًا، الفيلم الاسكتلندي “اليوبيل” للمخرجة ويلما سميث، الذي يحكي عن ألم أم فقدت ابنها منذ أكثر من 59 عامًا وما زالت تفتقده، على الرغم من أن الزمن ترك أثره على وجهها.