وزير الأوقاف: الموجة المعاصرة من الإلحاد الحديث أشد خطرًا لوجودها في زمن السوشيال ميديا

منذ 2 شهور
وزير الأوقاف: الموجة المعاصرة من الإلحاد الحديث أشد خطرًا لوجودها في زمن السوشيال ميديا

قال وزير الأوقاف أسامة الأزهري، إن قضية الإلحاد في مصر تمت دراستها منذ عام 2012 وحتى الوقت الحاضر، مؤكدا أن هناك أربعة أسباب للإلحاد، أولها قبح خطاب الحركات المتطرفة التي أصدرت فرنكًا. كلام صارخ ودموي أدى إلى رد فعل قوي واستنفار تام لبعض أجزاء موضوع الدين.

وقال الأزهري خلال ترؤسه الجلسة التاسعة ضمن فعاليات المؤتمر الدولي التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عبد العزيز آل سعود في مكة أن السبب الثاني هو التخلف الثقافي في بعض بلداننا وأوطاننا. لقد أذهل وضعنا العام كمسلمين بعض الشباب من حضارة أخرى أدت فلسفتها في النهاية إلى رفض مشكلة الألوهية، ولم يجدوا منا أي مساهمة ثقافية من شأنها تعزيز قضية الإيمان.

وأشار إلى أن أحد الأسباب أيضا هو الأمية الدينية لدى بعض شرائح شبابنا، مما أدى إلى إخفاء وتغييب أولويات شؤون الإسلام وعقائده، إضافة إلى عالم وسائل التواصل الاجتماعي المفتوح الذي يفرضه. يمكن أن يكون فرصة عظيمة ومنصة لنشر المعرفة والتوجيه، ولكنه يمكن أن يكون أيضًا مصدرًا للخطر.

وأكد وزير الأوقاف أن هذه الأسباب الأربعة للإلحاد جاءت بعد تفكير ودراسة، مضيفاً أن الإلحاد في بلادنا ومنطقتنا مر بعدة مراحل، حيث كانت هناك موجة من الإلحاد في الثلاثينيات والأربعينيات، ومنهم مصر إسماعيل مظهر، إسماعيل أدهم ومنصور باشا فهمي قبل عودته. ومنهم في العراق الشاعر جميل صدقي الزهاوي والشاعر معروف الرصافي وغيرهم من الأسماء الذين أعلنوا الإلحاد في الثلاثينيات والأربعينيات ثم انهارت هذه الموجة تماما وكانت حينها ظاهرة فردية.

وأشار إلى أن هذه الظاهرة عادت إلى الظهور بعد ذلك في السبعينيات. ومن أشهر رموزه بيننا في مصر كان د. مصطفى محمود الذي عاد إلى رشده وكتب كتابه “حوار مع صديقي الملحد” وكتابه “يا لي”، ثم تأتي موجة اليوم الثالثة التي نعيشها اليوم. بدأت في العالم من حولنا عام 2005 في أوروبا وعدد من الدول ثم تصاعدت فينا عام 2011 بعد أحداث عمت عدة دول في بيئتنا العربية والإسلامية.

وأكد أن موجة الإلحاد الحديث الحالية هي الأخطر لأنها موجودة في عصر انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها واكبت موجة الإرهاب التي تعرضنا لها في السنوات الأخيرة وأعطت زخما كبيرا في العالم. أن هناك أربع طوائف من الملحدين، الطائفة الأولى هي الملحدة المطلقة، التي لا تعترف بوجود الله على الإطلاق، وعلى رأس هؤلاء المنظرين للإلحاد حاليا الفيزيائي الكبير ستيفن هوكن، الذي يؤمن، بأن القانون الفيزيائي خلق العالم، والملحد الشهير دوكينز الذي ألف كتابه الوهم الإلهي.

وأشار إلى أن المجموعة الثانية هي الربوبية الملحدة التي تؤمن بوجود قوة غير مرئية هي التي خلقت العالم، ثم تنكر الوحي والنبوات والرسل، قائلة: “إنني أكتفي بالإيمان بقوة غامضة هي التي خلقت العالم”. “” ثم لا تطلب مني أن أؤمن بشيء بعينه.” وأشهر منظري الإلحاد في هذه المجموعة هو المنظر أنتوني، والمجموعة الثالثة هي اللاأدري الذي يقول إنني أعلم بوجود إله واحد يستطيع. لم يعد متأكدا أو عدم وجود إله والطائفة الرابعة انفجرت نفسيا. ولعل هذه الشريحة هي الأكثر انتشارا في بلداننا وأوطاننا، وهي الأقل اعتمادا على الأدلة العقلانية.

وأوضح أن أفضل طريقة للتعامل مع الإلحاد في ظل عدم الاعتراف بالقرآن والسنة هو الاعتماد على الأدلة العقلانية التي يمكن أن تقدم الأدلة والحجج على وجود الله، ومن ثم على النبوءات ومنها المرور على الجدلية. الإيمان.


شارك