من قمة اللاءات الثلاثة للقاهرة للسلام.. كيف خرجت القمم العربية بقرارت تاريخية في دعم القضية الفلسطينية؟

وأعلنت وزارة الخارجية أنه على ضوء التطورات في قطاع غزة والقضية الفلسطينية، ستستضيف القاهرة قمة أزمة عربية بشأن تطورات القضية الفلسطينية يوم 27 فبراير/شباط المقبل.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن مصر ستستضيف القمة العربية غير العادية بالقاهرة يوم 27 فبراير 2025، بعد التنسيق مع مملكة البحرين، رئيس القمة العربية الحالي، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ويأتي قرار عقد القمة في أعقاب مشاورات ومناقشات رفيعة المستوى أجرتها مصر مع الدول العربية خلال الأيام الأخيرة. وكانت دولة فلسطين قد طلبت أيضاً عقد القمة لبحث التطورات الجديدة والخطيرة في القضية الفلسطينية.
ولكن ماذا نعرف عن القمم العربية التاريخية الأزمة التي عقدت بشأن القضية الفلسطينية؟
ومنذ تأسيسها عام 1945، وهي أقدم منظمة إقليمية في العالم بعد الحرب العالمية الأولى، شكل إنشاءها نقطة تحول مهمة في تاريخ العرب المعاصر، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).
قمة إنشاص 1946. الاعتراف بعروبة فلسطين انعقد أول اجتماع للدول العربية لدعم القضية الفلسطينية في مايو/أيار 1946 تحت مسمى قمة إنشاص الخاصة بالإسكندرية.
وأعلن الاجتماع بعد ذلك عن كافة قراراته، وأكد على عروبة فلسطين، وأن مصيرها مرتبط بأوضاع كل دول الجامعة العربية، وأن ما يصيب شعبها يصيب شعوب الأمة العربية نفسها، وفق ما ذكرت قناة العربية.
قمة القاهرة: قيام دولة إسرائيل يشكل تهديدا للأمة العربية وفي عام 1964 انعقد مؤتمر القمة العربي التاريخي في القاهرة، الذي شكل نقطة تحول تاريخية في تطور العمل العربي المشترك، حيث اكتسب الصفة الرسمية للقمة العربية.
وأكدت القمة في قراراتها على ضرورة تنقية الأجواء العربية من الخلافات ودعم وتعزيز التضامن العربي. واعتبر قيام إسرائيل تهديداً للأمة العربية، ودعا إلى إنشاء قيادة موحدة لجيوش الدول العربية.
كما لعبت مصر بقيادة رئيسها جمال عبد الناصر دوراً مهماً في توحيد الصف الفلسطيني من خلال اقتراح إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية في القمة نفسها.
القمة في الإسكندرية. تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه انعقدت قمة عربية في الإسكندرية دعت إلى تعزيز القدرات الدفاعية العربية ورحبت بإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف بها ممثلاً للشعب الفلسطيني.
كما دعت الدول العربية إلى التعاون في مجال الأبحاث النووية للأغراض السلمية، وكذلك في القطاعات الاقتصادية والثقافية والإعلامية.
وفي مؤتمر القمة العربي الثاني في الإسكندرية في 5 سبتمبر/أيلول 1964، أيدت مصر قرار المنظمة بإنشاء جيش التحرير الفلسطيني.
قمة الدار البيضاء: دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وبعد عام واحد فقط، في سبتمبر/أيلول 1965، انعقد مؤتمر القمة العربي في مدينة الدار البيضاء في المملكة المغربية. وفي ختام القمة، تبنى المشاركون ميثاق التضامن العربي والتزموا به، ودعموا القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، ودعموا نزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية، ودعموا تسوية النزاعات الدولية بالطرق السلمية.
قمة الخرطوم: اللاءات الثلاث وبحسب تقرير صادر عن هيئة الاستعلامات العامة المصرية، كانت القضية الفلسطينية تحظى بأهمية قصوى لدى الرئيس جمال عبد الناصر. ولهذا السبب دعا إلى مؤتمر الخرطوم عام 1967 تحت شعار “لا اعتراف، لا سلام، لا مفاوضات” مع إسرائيل، والذي أطلق عليه “مؤتمر اللاءات الثلاث”.
وتُعرف هذه القمة في التاريخ العربي بأنها من أهم القمم في أوقات الأزمات، إذ جاءت رداً على نكسة وهزيمة الجيوش العربية أمام إسرائيل، بحسب تقرير لصحيفة الشرق الأوسط.
القمة في الجزائر. الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي المحتلة وقد عكست القمة العربية التي عقدت في الجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني 1973 حقيقة مفادها أن القضية الفلسطينية ظلت تمثل الشغل الشاغل للقادة العرب ومحور عمل القمم العربية.
وطالبت القمة بالانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس، وإعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
انعقد مؤتمر القمة العربي الدوري السابع في الرباط في أكتوبر 1974. وتم التأكيد على ضرورة العمل على استعادة كافة الأراضي العربية المحتلة خلال عدوان حزيران/يونيو 1967. وتم التأكيد أيضاً على أنه لا يمكن القبول بأي وضع من شأنه المساس بالسيادة العربية على مدينة القدس. وفي هذه القمة تم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.
قمة بغداد: لا اتفاق على اتفاقات كامب ديفيد وبما أن القضية الفلسطينية هي “القضية العربية الأولى”، فقد أكد زعماء الدول العربية في القمة العربية العادية التاسعة في العاصمة العراقية بغداد دعمهم لمنظمة التحرير الفلسطينية وضرورة التوصل إلى اتفاق حول أي حل مستقبلي للقضية الفلسطينية.
قرروا عدم الموافقة على اتفاقيات كامب ديفيد الموقعة بين مصر وقوات الاحتلال الإسرائيلي لأنها تتعارض مع قرارات مؤتمرات القمة العربية. وفي هذا المؤتمر تم نقل مقر جامعة الدول العربية من مصر إلى تونس، وتم مقاطعتها وتعليق عضويتها في الجامعة مؤقتا حتى تتم إزالة الأسباب المؤدية إلى ذلك.
القمة في الجزائر. دعم الانتفاضة الفلسطينية وكانت قمة الجزائر التي عقدت في يونيو/حزيران 1988 قمة استثنائية أكدت دعم الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في ديسمبر/كانون الأول 1987 ودعت إلى عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية.
قمة الدار البيضاء ودعمها للدولة الفلسطينية وكانت قمة مايو/أيار 1989 في الدار البيضاء بالمغرب قمة استثنائية شهدت عودة مصر إلى جامعة الدول العربية، بحسب روسيا اليوم.
وأعربت القمة عن دعمها للدولة الفلسطينية التي أعلنها ياسر عرفات في ختام المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988، وعملت على توسيع الاعتراف بها.
قمة القاهرة…مؤتمر الأقصى وكانت القمة التي عقدت في القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 2000 قمة استثنائية أطلق عليها اسم “مؤتمر الأقصى” لأنها انعقدت بعد شهر واحد من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وقررت القمة إنشاء صندوق لدعم الانتفاضة يسمى “صندوق انتفاضة القدس”، وآخر لحماية المسجد الأقصى يسمى “صندوق الأقصى”.
قمة القدس: رفض الخطوات الإسرائيلية الأحادية الجانب أما قمة إبريل/نيسان 2018 التي عقدت في الظهران بالسعودية، وأطلق عليها “قمة القدس”، فقد أعلن بيانها الختامي رفض كل الخطوات الإسرائيلية الأحادية الجانب التي تغير الحقائق وتقوض حل الدولتين، وكذلك بطلان وعدم شرعية الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
قمة السلام في القاهرة 2023 وفي نوفمبر/تشرين الثاني، انعقدت قمة أزمة عربية إسلامية لبحث سبل التعامل مع أزمة غزة في أعقاب تطورات عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي المصاحب لها في قطاع غزة.
دعت مصر إلى بحث تطورات القضية الفلسطينية والتوصل إلى اتفاق وفق المبادئ الدولية والإنسانية لإبطاء التصعيد وتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. كما ينبغي التأكيد على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وتشجيع تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط.