“دولة فلسطينية في السعودية”.. هل تقوض تصريحات نتنياهو “التطبيع الإبراهيمي”؟

منذ 1 يوم
“دولة فلسطينية في السعودية”.. هل تقوض تصريحات نتنياهو “التطبيع الإبراهيمي”؟

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “غير المسؤولة” بشأن طرد الفلسطينيين من أراضيهم إلى الدول العربية المجاورة، بما في ذلك تصريحه الأخير حول “إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية”، غضبا واسع النطاق في العالم العربي. وأدانت عدة دول عربية هذه التصريحات، بما في ذلك دول وقعت اتفاقيات تطبيع مع تل أبيب، ما يشكل تهديدا لاتفاقيات إبراهيم وعلاقات القوة المحتلة مع المنطقة.

إقامة الدولة الفلسطينية في السعودية

0

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إشارة إلى دعم الرياض الثابت لقيام دولة فلسطينية مستقلة: “يمكن للسعوديين إقامة دولة فلسطينية في السعودية، لديهم الكثير من الأراضي هناك”.

وأثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي غضب المملكة، فيما جددت السعودية رفضها القاطع لتصريحات نتنياهو، معتبرة أنها تهدف إلى صرف الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، بما في ذلك التطهير العرقي الذي يتعرضون له.

وأصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا، الأحد، قالت فيه: “إن هذه العقلية الاحتلالية المتطرفة لا تفهم ماذا تعني الأرض الفلسطينية للشعب الفلسطيني الشقيق وما هو الارتباط العاطفي والتاريخي والقانوني الذي يربطه بهذه الأرض”. وهو لا يأخذ في الاعتبار أن الشعب الفلسطيني له الحق في الحياة على الإطلاق. لقد دمرت قطاع غزة بشكل كامل وقتلت وجرحت أكثر من 160 ألف إنسان معظمهم من الأطفال والنساء، دون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية”.

وأيدت عدة دول عربية المملكة العربية السعودية، ومن بينها مصر، التي دانت بشدة “التصريحات غير المنضبطة وغير المسؤولة” التي أدلى بها الجانب الإسرائيلي، وهي تصريحات غير مقبولة على الإطلاق. ويقومون بالتحريض على الكراهية ضد المملكة والدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، وهو ما يعد انتهاكاً مباشراً لسيادتها وانتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأكدت مصر أن أمن المملكة واحترام سيادتها خطوط حمراء لن تسمح مصر بانتهاكها.

0

كما دان الأردن تصريحات نتنياهو الأحد ووصفها بأنها “دعوات عدوانية”. وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إنها “تدين بشدة التصريحات الإسرائيلية المناهضة لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، وكذلك الدعوات العدوانية لإقامتها على أرض المملكة العربية السعودية”. وتعتبرها دعوات استفزازية مستهجنة وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول”.

من جهتها، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة التي تقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل منذ أغسطس/آب 2020، بشدة تصريحات نتنياهو بشأن إقامة دولة فلسطينية في المملكة العربية السعودية، وأكدت رفضها القاطع لهذه التصريحات التي تعتبر، بحسب وكالة أنباء الإمارات، انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وانضمت الإمارات العربية المتحدة إلى دول عربية أخرى مثل قطر والعراق والبحرين والمغرب التي قامت بتطبيع علاقاتها مع تل أبيب في ديسمبر/كانون الأول 2020.

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد أن كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقتراحه نقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن وجعل قطاع غزة “ريفييرا الشرق الأوسط”، لكن دون توضيح آليات التنفيذ أو التوصل إلى توافق إقليمي.

وهو ما رفضته مصر والأردن بشكل قاطع، حيث جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي التأكيد خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أول من أمس الجمعة، على رفضه إخلاء قطاع غزة وطرد الفلسطينيين، وشدد على ضرورة إعادة إعمار القطاع.

بدوره، جدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني دعم بلاده الكامل للفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة، وذلك خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي زار الأردن لبحث تصريحات ترامب بشأن قطاع غزة.

خطورة تطبيع العلاقات مع السعودية

0

وهدد نتنياهو أيضًا باتفاقية السلام المقبلة بين إسرائيل والسعودية. وعندما سئل عن اشتراط إقامة دولة فلسطينية لتطبيع العلاقات مع السعودية، قال في مقابلة مع القناة 14 الجمعة إنه “لن يتوصل إلى اتفاق يعرض دولة إسرائيل للخطر”.

وربط نتنياهو تطبيع العلاقات مع السعودية بحل المشاكل الأمنية الرئيسية في المنطقة التي تؤثر على إسرائيل، وفي مقدمتها التهديد الإيراني والسلاح النووي الذي تمتلكه طهران. وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأميركية، أكد أن تطبيع العلاقات مع الرياض سيكون ممكنا “عندما تكتمل التغييرات في الشرق الأوسط وعندما تقطع إسرائيل المحور الإيراني أكثر مما فعلته حتى الآن”.

وأضاف أن القضاء على حماس ومنع المزيد من تطوير البرنامج النووي الإيراني من العوامل الحاسمة لاتفاق التطبيع مع السعودية ودول أخرى في المنطقة.

من جهتها جددت المملكة العربية السعودية موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، حيث شددت الأربعاء الماضي على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية شرط أساسي لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.

أخيراً؛ وقد تؤدي تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تقويض “اتفاقيات إبراهيم” التي طالما تباهت بها تل أبيب وواشنطن. وعزز الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذه التوجهات خلال ولايته الأولى في أغسطس/آب 2020، بعد تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين كثالث ورابع دولة عربية بعد اتفاقية السلام مع مصر عام 1979 ومع الأردن عام 1994.


شارك