ذاكرة المكان.. برنامج ثري بالأفلام في رابع أيام مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة

في اليوم الرابع لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، عُرضت أربعة أفلام جديدة من بلدان مختلفة ضمن برنامج مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة. وأطلق على الأفلام المعروضة اسم “ذاكرة المكان” لأن المكان يعتبر العنصر السينمائي الأهم في الأفلام المعروضة.
الأفلام المعروضة في برنامج “ذاكرة المكان” هي: الشيء 817، 373 شارع باستور، القوة والشجاعة وبوعلام سمع كل شيء.
ويضم فريق مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة المخرجة ماجي مرجان (مديرة المسابقة)، والمبرمجة أماني عبد الحليم، والمبرمج أحمد وائل، والمبرمج علي نجاتي، والمبرمج شريف فائق.
سمع بوعلام كل شيء
وهو فيلم وثائقي جزائري قصير مدته 17 دقيقة، تدور أحداثه حول رجل في السبعينيات من عمره يدعى بوعلام بوخوفان. عمل في متحف السينما الجزائري من سنة 1972 إلى غاية تقاعده سنة 2005، لكنه بقي مرتبطا بالمكان.
بوعلام رجل من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنه أحب هذا المكان وأصبح عالمه كله. تحكي جدران وتفاصيل هذا المتحف قصصه عن السينما والتاريخ والأفلام والنجوم. يسلط الفيلم الضوء على العلاقة الخاصة التي جمعت بوعلام بالسينما الجزائرية خلال المراحل المختلفة للسينما الجزائرية.
مخرج الفيلم هو الممثل عزيز بوكروني، الذي يخوض تجربته الإخراجية الأولى. ويعد بوكروني شخصية بارزة في المشهد الثقافي الجزائري، ومعروفًا بمساهماته في صناعة الأفلام. أبدى اهتمامه بالفنون البصرية والأفلام الوثائقية منذ الطفولة، كما فعل خالد بوناب، المخرج الجزائري الحاصل على درجة الماجستير في النقد السينمائي والفنون السمعية والبصرية.
ويعتمد الفيلم بشكل كامل على السرد البصري، ويستغني عن الحوار. وهذا قرار المخرج الذي أوضح لـ«الشروق» أنه فضل الاعتماد كليا على السرد البصري من خلال علاقة بوعلام بالمكان، وعدم إدخال شخصيات من عالم بوعلام لسرد حكايته. اعتمد على مقاطع من الأفلام، وصوت حركة الفيلم، والضوضاء الخارجية من التلفزيون، وما إلى ذلك للموسيقى التصويرية، والموسيقى التصويرية كمرافقة أساسية للشخصيات. كانت الموسيقى تعتمد على الآلات الوترية والبيانو.
القضية 817
ينطلق الفيلم في رحلة خطيرة عبر جبال الأورال، حيث لا تخفي المباني المهجورة ذكريات الماضي فحسب، بل تخفي أيضًا بين جدرانها سؤالًا مزعجًا يطارد المجتمع الروسي منذ عهد ستالين. يجمع الفيلم بين الصحافة الوثائقية والصحافة الاستقصائية.
بعد رحلة محفوفة بالمخاطر قامت بها المخرجة أولفا لوكوفنيكوف، والتي أوقفتها خلالها الشرطة الروسية وغرّمتها واشتبهت في تورطها، تحكي قصة بلدة مهجورة محاطة بالشائعات والغموض – سواء بسبب العثور على مخلوق غريب هناك في عام 1988 أو لأنها واحدة من الأماكن على الأرض الأكثر مراقبة عن كثب من الفضاء بواسطة أقمار وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وقالت في المهرجان “إنه أيضًا المكان الأكثر تلوثًا بالإشعاع على وجه الأرض”.
لوكوفينكو هو مخرج أفلام وثائقية بلجيكي فاز بجوائز مرموقة مثل الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الحادي والسبعين وجائزة أكاديمية الفيلم الأوروبي (الدورة 35).
القوة والشجاعة: صعود وسقوط نادي كرة قدم
إنه فيلم قصير مدته 20 دقيقة تدور أحداثه في إيطاليا ويتحدث عن أحد فرق كرة القدم القديمة التي كان المشجعون يشجعونها بشدة في الماضي. يسافر الفيلم عبر الزمن، ويتتبع تاريخ نادي سامبينيتيزي في ضاحية صغيرة على البحر الأدرياتيكي، حيث كاد الفريق أن يحقق حلمًا صعبًا للغاية، ألا وهو الصعود إلى الدرجة الأولى الإيطالية، قبل أن ينتهي كل شيء.
الفيلم من إخراج جيوفاني ميرليني وفرانسيسكو بوفارا، المؤسسين المشاركين لمجموعة جويونغلا، وهي جمعية ثقافية تنتج أفلامًا قصيرة وتنظم فعاليات سينمائية.
ولدت فكرة الفيلم الوثائقي “العلوم 2023” بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس نادي سامبدوريا. يهدف الفيلم إلى إظهار كيف نما فريق كرة القدم ومدينة سان بينيديتو في وقت واحد إلى الحد الذي أصبحا فيه الآن متشابكين بشكل وثيق.
373 شارع باستور
فيلم وثائقي مدته 32 دقيقة يدور حول قصص مختلفة متشابكة في مكان واحد. يستكشف الفيلم العلاقات المعقدة بين المدينة والقصص الإنسانية المتشابكة داخلها، حيث تلتقي مصر بأشخاص مختلفين في سياق واحد.
الفيلم من إخراج إسماعيل، المخرج والفنان التشكيلي والمؤلف التونسي الذي فاز فيلمه “آخرنا” بجائزة “أسد المستقبل” في مهرجان البندقية السينمائي 2016.
وتدور الأحداث حول رسالة مصورة يرسلها رجل إلى المرأة التي فقدها، لتصور قصة حبهما كاستعارة لتاريخ لبنان. ويتم قراءة محتوى الرسالة بصوت عالٍ (شريط صوتي)، في حين تعكس الصورة، الملتقطة حصريًا من شرفة الشقة التي يعيش فيها الزوجان، الجيران والشوارع والعمال والمباني.
وتقام هذه الفعاليات السينمائية على مدار أسبوع (5-11 فبراير)، حيث يقدم مهرجان الإسماعيلية مجموعة متنوعة من الأفلام التسجيلية والقصيرة، بالإضافة إلى ورش عمل وحلقات نقاشية مستديرة يشارك فيها نخبة من النقاد والمخرجين والمهتمين بصناعة السينما. ويتضمن المهرجان أيضًا عروضًا خاصة للأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة القصيرة التي تتناول قضايا إنسانية وثقافية واجتماعية.
يتم تنظيم المهرجان سنويًا من قبل المركز الوطني للسينما. يعد مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي، الذي تأسس عام 1991، أحد أقدم المهرجانات السينمائية في المنطقة. ويتميز بتركيزه على الأفلام الوثائقية والقصيرة، مما يجعله منصة متميزة للأعمال ذات الطابع الفني المتميز وداعماً مهماً للمواهب الجديدة في مجال السينما.