طريق دموي لقنص الفلسطينيين.. ماذا نعرف عن محور نتساريم بعد تحريره؟

منذ 30 أيام
طريق دموي لقنص الفلسطينيين.. ماذا نعرف عن محور نتساريم بعد تحريره؟

وأثار انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من محور صلاح الدين، المعروف أيضاً بمحور “نتساريم”، فرحة كبيرة وفخراً بالنصر الفلسطيني، نظراً لأهمية هذا الطريق الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه.

في الماضي كان هذا الطريق طريقاً دموياً كان يُطلق فيه النار على الفلسطينيين العزل ويُهان المدنيون على نقاط التفتيش الإسرائيلية، أما الآن فقد أصبح يعتبر طريقاً آمناً مرة أخرى لعودة الحكومة الفلسطينية إلى شمال قطاع غزة. وهذا يؤكد فشل قوات الاحتلال في طرد السكان من الشمال.

وتسرد صحيفة الشروق أهم المحطات في تاريخ محور صلاح الدين المعروف بـ«نتساريم»، منذ أن حوله الإسرائيليون إلى مستوطنة للسيطرة على قطاع غزة، حتى تحوله إلى ساحة لإبادة الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال خلال الغزو البري الأخير، بحسب مواقع صحف «لوس أنجلوس تايمز» و«واشنطن بوست» و«هآرتس» العبرية.

– الاستيطان الإسرائيلي لقمع المقاومة

بدأ الإسرائيليون الاستيطان في طريق صلاح الدين في ما يسمى بمخيم نتساريم في عام 1972. ورغم بعدها عن منطقة المستوطنات الإسرائيلية في غزة، إلا أن مهمتها كانت تعزيز السيطرة على التحركات الفلسطينية، كونها تقع في موقع رئيسي يفصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه. وتم توسيع منطقة الاستيطان لتشمل الأراضي المجاورة المزروعة بالمانجو والطماطم.

تأسست المستوطنة على يد ما يسمى بالحرس الشاب، وهم من الإسرائيليين اليساريين العلمانيين، الذين سرعان ما غادروا المستوطنة وتم استبدالهم بإسرائيليين أرثوذكس. وتصف المصادر الإسرائيلية المستوطنة بأنها مدرسة لليهود المتطرفين.

المقاومة تحبط الخطة الشريرة

وسرعان ما أدرك المقاومون الفلسطينيون خطورة هذه المستوطنة لأنها كانت مدججة بالسلاح. وكان لديه كتيبة حراسة موزعة على عشر نقاط حول المستوطنة، وكانت مدعومة بالدبابات. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك كتيبة مشاة كان من المفترض أن تحرس المستوطنين أثناء خروجهم إلى الحقول أو سفرهم خارج المستوطنة.

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى، بدأت عمليات المقاومة المتوالية ضد الاستيطان. مقتل ستة جنود إسرائيليين من حرس نتساريم بانفجار عبوات ناسفة. وفي عام 2002 قُتل مستوطنون في عملية تسلل، وبعدها قُتل ثلاثة جنود داخل المستوطنة في عملية تسلل خاصة.

وقد أثارت العمليتان النوعيتان في عام 2002 مخاوف قوات الاحتلال من تزايد أعداد الضحايا في نتساريم المعزولة، وبدأت المناقشات في الكنيست حول إخلاء نتساريم. وقرر رئيس الوزراء شارون وأعضاء حزب الليكود البقاء في المستوطنة باعتبارهم أوصياء على جميع المستوطنات الإسرائيلية الأخرى لأنهم نظروا إلى الإخلاء باعتباره استسلاماً للمقاومة الفلسطينية.

وفي عام 2005، اضطرت الدولة المحتلة إلى إخلاء نتساريم بموجب اتفاق سحب القوات. وأجبر جنود الاحتلال المستوطنين المتطرفين على مغادرة مستوطنة “نتساريم” بالقوة. منذ الإخلاء، تحولت المنطقة إلى خراب مهجور.

واستغل جيش الاحتلال محور صلاح الدين مرة أخرى في حرب 2009، حيث تمركزت 150 دبابة إسرائيلية على المحور لفصل شمال غزة عن جنوبها بهدف إضعاف سيطرة المقاومة السياسية على قطاع غزة. لكن هذه القوات لم تصمد إلا بضعة أسابيع قبل أن تنسحب نتيجة قرار وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي فقط.

-طريق الموت المظلم

وتكرر احتلال محور صلاح الدين أثناء الاجتياح البري الإسرائيلي بعد طوفان الأقصى. وبحلول نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، تمت السيطرة على المحور وأقيمت عليه حواجز إسرائيلية، حيث مارسوا التنكيل بأهالي شمال قطاع غزة المتدفقين إلى المناطق الجنوبية بكل الوسائل الممكنة، من عمليات التفتيش المهينة واعتقال المدنيين إلى عمليات القنص القاسية ضد الفلسطينيين بعد أن يطيعوا أوامر القوات المسلحة ويرفعوا أيديهم.

وبحسب تحقيق صحفي إسرائيلي، فقد صرّح أحد الجنود بأن القوات قتلت ما لا يقل عن 190 مدنياً على حاجزي نتساريم، دون وجود أي دليل على أنهم يشكلون تهديداً للقوات المتمركزة هناك.

الجرائم التي لم تكن سلمية

ورغم سيطرتها على نتساريم، لم تتمكن قوات الاحتلال من ضمان سلامة قواتها المتواجدة هناك. كانوا ضحية لهجمات المقاومة. ومن الجدير بالذكر بشكل خاص عملية نتساريم النوعية في أغسطس/آب 2024، حيث هاجمت مجموعة من كتائب القسام، التي تخرجت قبل بضعة أشهر فقط، قوة متمركزة في نتساريم بالمتفجرات والأسلحة النارية، مما تسبب في سقوط ضحايا في صفوف القوات.

وتعرضت القوات الإسرائيلية في نتساريم أيضًا لإطلاق نار كثيف من صواريخ إيرانية تفوق سرعة الصوت في هجوم أكتوبر 2024؛ وكانت هذه الأهداف أيضًا هدفًا للهجوم الإيراني.


شارك