مريان خوري: الجمهور ظن أن فيلم «احكي لي» يكشف فضائح يوسف شاهين

منذ 13 ساعات
مريان خوري: الجمهور ظن أن فيلم «احكي لي» يكشف فضائح يوسف شاهين

استضافت الدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، برئاسة المخرجة هالة جلال، ندوة بعنوان «الأفلام التسجيلية والسير الذاتية» بقصر ثقافة الإسماعيلية، حضرها نخبة من الخبراء والمتخصصين في صناعة السينما.

أدار الندوة الكاتب والناقد زين خيري، الذي بدأ كلمته بالترحيب بالمشاركين، مؤكداً أن السينما وإن تناولت قضايا اجتماعية وعامة إلا أنها تبقى فناً ذاتياً يعكس وجهة نظر صانعها. وأضاف أن الفن لا يمكن أن يكون موضوعيا أو محايدا لأنه يحمل توقيع صانعه. فماذا لو كانت الأفلام ذاتية وتتناول حياة المخرج نفسه لنقل رؤيته أو توثيق فترة زمنية معينة؟

تحدثت المخرجة والمنتجة ماريان خوري عن تجربتها مع الأفلام السيرة الذاتية، مشيرة إلى أن فيلمها السيرة الذاتية الأول «زمن لارا» عرض للمرة الأولى في مهرجان الإسماعيلية ونال إعجاب المخرج يوسف نصر الله.

تدور أحداث الفيلم حول حياة امرأة إيطالية مصرية قامت بتدريس الباليه في سن التسعين، ووجدت ماريان أنها تشبهها في كثير من النواحي. وقدمت بعد ذلك أفلامًا أخرى مثل “عشاق السينما” و”الظلال” التي وثقت فيها تجاربها في عيادة نفسية.

وعن فيلمها «أحكي لي»، قالت خوري: «يحكي الفيلم قصص ثلاث نساء في عائلتي، من جدتي إلى ابنتي. عندما عُرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، ظن الجمهور أنه سيكشف فضائح يوسف شاهين، الأمر الذي أثار فضولهم. لكنهم اكتشفوا لاحقًا أنه فيلم شخصي عن العائلة. وظهر في الفيلم أيضًا الفنان يوسف شاهين، وكان حضوره جذابًا. ولكن الجمهور أدرك في نهاية المطاف أنه كان بمثابة مرآة للمشاهدين.

كشفت المخرجة والكاتبة دينا محمد حمزة، ابنة الشاعر الراحل محمد حمزة، أن فيلمها «جاي الزمان» كان طوق نجاتها من العزلة والانتحار بعد وفاة والدها. كانت تعاني من الغضب تجاه الموت، خاصة بعد وفاة أمها قبله. قررت توثيق الأماكن التي كان والدها يتردد عليها كثيرًا، مثل الراديو والمستشفى. وأكدت أن “الصور الذاتية تمثل نوعاً من العلاج النفسي بالنسبة لنا، وخاصة تلك التي تتناول الأب والأم، لأنها تسمح للجمهور بالمشاركة في تجربة الخسارة”، مضيفة: “كان هدفي أيضاً تسليط الضوء على الشعراء، وهم رموز خفية، لم يتم إنصافهم من قبل تاريخ الفن كما هو الحال من قبل الممثلين”.

من جانبه، تحدث المخرج عمرو بيومي عن تجربته في فيلم «ذهب رمسيس إلى أين؟»، الذي يتناول نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى المتحف المصري الكبير. وأشار بيومي إلى أن الفيلم يوثق أيضاً صورة الرؤساء والملوك في الذاكرة الجمعية للمصريين وكيف جسدهم الشعب في صورة القائد الأبوي الذي يقوم بواجبه تجاههم.

تحدثت المخرجة نادية كامل عن تجربتها مع فيلم «سلطة بلدي»، الذي يتناول التعصب الديني والقومي في مصر في القرن الحادي والعشرين وتأثير «صراع الحضارات» على المجتمع.

وأوضحت أن الفيلم يعرض قصص أكثر من 100 عام من الزيجات المختلطة داخل عائلتها، وأكدت أن “السينما السيرة الذاتية سواء كانت وثائقية أو روائية تمنح المبدع حرية التعبير من دون قيود أو إذن من أحد، لكنها في الوقت نفسه مغامرة تتطلب الشجاعة لمواجهة التحديات حتى النهاية”.

وتحدث المخرج بسام مرتضى عن فيلمه “أبو زعبل 89” الذي يوثق رحلة الابن مع والدته إلى سجن أبو زعبل عام 1989 لزيارة والده المسجون. وأوضح مرتضى أن الفيلم الذي تبلغ مدته 83 دقيقة يستحضر ذكريات تلك الرحلة من وجهة نظر الابن، قائلاً: “أردت تصوير الشخصيات القريبة مني من وجهة نظر مختلفة، لأن السينما الذاتية مرتبطة بالصدق”. تأثرت بالفيلم الوثائقي الذي أعتبره سينما ذكية، وأردت أن أقدم فيلماً مرهقاً ومربكاً عاطفياً، لكنه في نفس الوقت صادق وعميق”.

وفي ختام الندوة تمكن الحضور من التفاعل مع صناع الفيلم وطرح الأسئلة حول أهمية السينما السيرة الذاتية في توثيق التجارب الشخصية وقدرتها على التأثير على الجمهور، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالأفلام الوثائقية كوسيلة للتعبير الصادق عن الذات والمجتمع.


شارك