خبراء اقتصاد: تأثير سنة الأساس وراء تراجع معدل التضخم السنوي خلال يناير الماضي

منذ 11 ساعات
خبراء اقتصاد: تأثير سنة الأساس وراء تراجع معدل التضخم السنوي خلال يناير الماضي

• شافي: ارتفاع التضخم شهرياً يعني أن أسعار السلع لا تزال مرتفعة.

• أبو الفتوح: تأثير سنة الأساس المرتفعة يجعل الزيادة الجديدة تبدو أصغر مقارنة بـ

• حسن يتوقع أن يحدد البنك المركزي أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل

وأرجع عدد من الخبراء الاقتصاديين والمحللين تراجع التضخم في يناير/كانون الثاني الماضي إلى ارتفاع أسعار الفائدة الأساسية خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، معتبرين أن ذلك لا يعني تراجع الأسعار، وهو ما ينعكس في ارتفاع التضخم شهرياً. ويشير هذا إلى أنه بسبب ارتفاع التضخم، فإن البنك المركزي سوف يبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الزمن حتى يثق في أن معدلات التضخم سوف تستمر في الانخفاض.

انخفض معدل التضخم السنوي للجمهورية بأكملها للشهر الثالث على التوالي في يناير الماضي، حيث بلغ 23.2%، مقابل 23.4% في ديسمبر الماضي. ويبدو ذلك واضحاً من خلال بيانات اليوم الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وأظهرت البيانات أن التضخم الشهري ارتفع مجددا بنسبة 1.6% في يناير/كانون الثاني الماضي بعد استقراره في ديسمبر/كانون الأول 2024.

بلغ معدل التضخم السنوي لكامل الجمهورية 31.2% في يناير 2024.

أرجع الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح السبب الرئيسي في الانخفاض الطفيف لمعدل التضخم إلى تأثير سنة الأساس، حيث كانت الأسعار مرتفعة للغاية خلال نفس الفترة من العام الماضي، ما جعل الارتفاع الجديد يبدو أقل بالمقارنة. ولكن هذا لا يعني أن الأسعار تنخفض بالفعل، بل إنها مستمرة في الارتفاع، وإن كان بمعدل أبطأ. ويظهر ذلك جلياً في ارتفاع معدل التضخم الشهري، مما يعني أن الأسعار لا تزال ترتفع، وهذا يؤثر على المواطن العادي، خاصة من خلال ارتفاع تكلفة المعيشة.

وأوضح أبو الفتوح أن العوامل التي أدت إلى ارتفاع الأسعار هي ارتفاع المعروض النقدي الذي ارتفع بنسبة 31.07% عام 2024: “عندما يزيد المعروض النقدي في السوق دون زيادة مقابلة في الإنتاج ترتفع الأسعار لأن المزيد من النقود تطارد نفس الكمية من السلع والخدمات”، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الدولار وزيادة تكلفة الواردات. ويتوقع أن يجبر ارتفاع التضخم البنك المركزي على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وهو ما قد يؤدي إلى تباطؤ معدلات الاستثمار المباشر والإضرار بالنمو الاقتصادي.

وأضافت أن هناك حاجة إلى اتخاذ تدابير سياسية صارمة للسيطرة على الأسعار. وشملت هذه التوصيات الحد من طباعة النقود دون دعم الإنتاج، ودعم الاستثمار، وزيادة الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الواردات. وأشارت إلى أن البنك المركزي ربما يكون قادرا على خفض التضخم تدريجيا. ولكن لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الحقيقي، هناك حاجة إلى إصلاحات أكثر شمولاً لتحفيز النمو ومساعدة المواطنين على تغطية تكاليف معيشتهم.

من جانبه، توقع محمد حسن العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، أن يواصل معدل التضخم السنوي الانخفاض تدريجيا بسبب تأثير سنة الأساس على التضخم، رغم توقعات ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان.

ولكنه توقع أن يكون للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأثير سلبي على التضخم عالميا، وبالتالي في مصر أيضا، مما قد يؤدي إلى ارتفاعه مجددا بدءا من الربع الثاني من عام 2025. وتوقع أيضا أن تظل أسعار الفائدة مستقرة خلال الاجتماع المقبل للبنك المركزي حتى يتم التأكد من استمرار انخفاض معدلات التضخم.

وقال مصطفى الشافعي، رئيس قسم البحوث في العربية أونلاين، إن التضخم السنوي تراجع قليلاً بسبب تراجع بعض السلع والخدمات في سلة الغذاء، بينما ارتفع على أساس شهري، ما يعني أن أسعار السلع الأساسية لا تزال مرتفعة. وتوقع أن لا تختلف أسعار الشهر المقبل كثيراً عن أسعارها الحالية، وقد ترتفع مجدداً مع دخول موسم رمضان والعيد وزيادة الطلب على شراء السلع.

وتوقع شافي أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل. وهذا هو الاحتمال الأكثر ترجيحا، رغم أنه من غير المتوقع أن تنخفض أسعار الفائدة بأكثر من 1%.

قال الخبير الاقتصادي محمد أنيس، إن الانخفاض الطفيف في معدل التضخم السنوي في يناير الماضي مقارنة بالزيادة الشهرية، جاء نتيجة للضغوط على سعر صرف الجنيه خلال الفترة الماضية، ما أثر على أسعار سلة السلع الأساسية، التي تشكل ما يقرب من 40% من حجم المؤشر.

وتوقع أنيس أن يستمر انخفاض التضخم على أساس سنوي، مع الأخذ في الاعتبار عامل سنة الأساس، وأن ينهي العام عند نحو 16%، وبالتالي قد نشهد خفض أسعار الفائدة إلى نحو 2% خلال اجتماع أبريل/نيسان أو مايو/أيار. وتوقع أن يصل إجمالي خفض أسعار الفائدة إلى 7% خلال عام 2025 ثم ينخفض إلى 21% بحلول نهاية العام.

وقرر البنك المركزي تحديد سعر الفائدة على الودائع عند 27.25% وعلى القروض عند 28.25% في اجتماعه الأخير عام 2024، بعد رفع أسعار الفائدة بواقع 800 نقطة أساس العام الماضي، بدءاً من اجتماع فبراير/شباط عندما رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بواقع 200 نقطة أساس، ثم أعقب ذلك زيادة بواقع 600 نقطة أساس في الاجتماع الاستثنائي في مارس/آذار.

وعلى أساس سنوي، سجل قطاع الأغذية والمشروبات نموا بنسبة 20.2%، نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 21.5%، واللحوم والدواجن بنسبة 22.3%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 18%، ومنتجات الألبان والجبن والبيض بنسبة 20.8%، والزيوت والدهون بنسبة 9.8%، والفاكهة بنسبة 50%، والخضروات بنسبة 10.5%، والسكر والأطعمة السكرية بنسبة 6.9%، والمنتجات الغذائية الأخرى بنسبة 37.2%، والقهوة والشاي والكاكاو بنسبة 21.8%، والمياه المعدنية والغازية والعصائر الطبيعية بنسبة 40.1%، في حين سجل قطاع المشروبات الكحولية والتبغ نموا بنسبة 29.5%، نتيجة ارتفاع أسعار المشروبات الكحولية بنسبة 20%، والتبغ بنسبة 29.5%.

وسجل قطاع الملابس والأحذية ارتفاعاً بنسبة 23.1%، والسكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود بنسبة 18.7%، والأثاث والأجهزة المنزلية والصيانة بنسبة 21.5%، والرعاية الصحية بنسبة 40.5%، والنقل والاتصالات بنسبة 33.6%، والاتصالات السلكية واللاسلكية بنسبة 11.9%، والثقافة والترفيه بنسبة 48%، والتعليم بنسبة 12.3%، والمطاعم والفنادق بنسبة 27.1%، والسلع والخدمات المتنوعة بنسبة 17.6%.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في قطاع الأغذية والمشروبات بنسبة 2.1%، نتيجة ارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 1.3%، واللحوم والدواجن بنسبة 5%، ومنتجات الألبان والجبن والبيض بنسبة 0.3%، والزيوت والدهون بنسبة 0.7%، والفواكه بنسبة 9.8%، والسكر والأغذية السكرية والمواد الغذائية الأخرى بنسبة 0.7%، والقهوة والشاي والكاكاو بنسبة 0.6%، والقهوة والشاي والكاكاو بنسبة 1.2%، والمياه المعدنية والغازية والعصائر الطبيعية بنسبة 1.4%. وانخفضت أسعار الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 0.3%، وأسعار الخضروات بنسبة 2.6%، وأسعار المشروبات الكحولية ومنتجات التبغ بنسبة 0.4%، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المشروبات الكحولية بنسبة 0.4%، وأسعار التبغ بنسبة 0.4%.

وسجل قطاع الملابس والأحذية ارتفاعاً بنسبة 1.3%، والسكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود بنسبة 0.6%، والأثاث والأجهزة المنزلية والصيانة بنسبة 1.1%، والرعاية الصحية بنسبة 4.6%، والنقل والاتصالات بنسبة 0.6%، والاتصالات بنسبة 0.1%، والثقافة والترفيه بنسبة 0.3%، في حين استقر قطاع التعليم، وزادت أسعار المطاعم والفنادق بنسبة 1.1%، والسلع والخدمات المتنوعة بنسبة 1.2%.


شارك