أزمة مالية حادة تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي في حال استأنف الحرب بقطاع غزة
![أزمة مالية حادة تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي في حال استأنف الحرب بقطاع غزة](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67aacf7c56815.webp)
ويواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي أزمة تمويلية خطيرة قد تعيق أي خطط مستقبلية لاستئناف الحرب على غزة.
على الرغم من وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير حماس، فإن ميزانية الدولة لعام 2025 تستند إلى افتراض أن شدة القتال سوف تتراجع. وهذا قد يعني فجوة مالية كبيرة للجيش إذا وصلت الحرب إلى ذروتها مرة أخرى، كما كانت قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب تقرير في صحيفة “ذا ماركر” الإسرائيلية.
وبحسب صحيفة الأعمال الإسرائيلية، فإن ميزانية الدفاع الإسرائيلية لعام 2025، بعد خصم المساعدات الأميركية، تبلغ نحو 107 مليارات شيكل (28.8 مليار دولار)، مع 10 مليارات شيكل إضافية (2.7 مليار دولار) كاحتياطي في حال تصاعد الحرب.
لكن التقرير الصحفي يقدر أن هذه الأرقام لن تكون كافية لتغطية نفقات الجيش إذا استؤنفت الحرب ضد حماس بنفس الشدة التي كانت عليها في البداية.
زيادة حادة
ويعتقد أن العودة إلى القتال المكثف من شأنها أن تؤدي إلى زيادة حادة في الإنفاق العسكري، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في إسرائيل وإلحاق الضرر بتصنيفها الائتماني، الذي تم تخفيضه بالفعل خلال الحرب. علاوة على ذلك، سيكون لذلك أيضًا تأثير سلبي على الاستثمار الأجنبي.
ولتوضيح تكلفة الحرب، أشار تقرير الصحيفة إلى أن إسرائيل أنفقت نحو 1.8 مليار شيكل (485 مليون دولار) يوميا على القتال خلال الأشهر الأولى من الحرب. لكن مع تطبيق وقف إطلاق النار انخفضت هذه التكاليف إلى 300 مليون شيكل يومياً (81 مليون دولار).
وفي السياق نفسه، كلفت العمليات البرية في لبنان الصيف الماضي أكثر من 500 مليون شيكل يوميا (135 مليون دولار). وهذا يدل على أن أي تصعيد إضافي، سواء في غزة أو على الجبهة اللبنانية، من شأنه أن يزيد العبء المالي بشكل كبير.
وأظهر التقرير أيضا أن قوات الاحتياط القوية هي أحد العوامل الرئيسية وراء زيادة الإنفاق العسكري.
وأظهر التقرير أن الجيش الإسرائيلي لديه حاليا نحو 60 ألف جندي احتياطي، وهو عدد أعلى بعشر مرات مما كان عليه قبل الحرب. ويفترض الجيش أنه في حال تجدد التصعيد، فسيتعين الحفاظ على هذا العدد أو حتى زيادته بنحو 5 إلى 10 آلاف جندي إضافي.
تسعى الحكومة إلى إقرار قانون جديد يمدد مدة الخدمة العسكرية الإلزامية إلى 36 شهرًا. ولكن تأخير إقرار هذا القانون في الكنيست قد يؤدي إلى اضطرار الجيش إلى استدعاء المزيد من جنود الاحتياط، الأمر الذي من شأنه أن يترتب عليه تكاليف إضافية ويزيد من الضغوط المالية على ميزانية الجيش.
ويقدر التقرير أن ميزانية الدفاع سترتفع بنحو 4 مليارات شيكل (1.08 مليار دولار) لتحسين قدرات الجيش بالإضافة إلى التحديات القائمة. وكانت لجنة برئاسة البروفيسور يعقوب ناجل قد أوصت برفع المبلغ إلى 6 مليارات شيكل (1.62 مليار دولار)، لكن وزارة المالية الإسرائيلية عارضت ذلك وتم الاتفاق على زيادة أكثر اعتدالا.
وبالإضافة إلى هذه الزيادة، سيتم تخصيص ثلاثة مليارات شيكل إضافية (810 مليون دولار) لتمويل العقود العسكرية المستقبلية، على الرغم من أن الإنفاق الفعلي على هذه العقود لن يتم إلا في السنوات المقبلة وليس في عام 2025.
تأخير المساعدات الامريكية
وسلط التقرير الضوء على التحديات الأمنية المستمرة التي تواجهها إسرائيل على حدودها مع الأردن. ولهذا السبب، تدرس البلاد تسريع بناء الجدار على حدودها الشرقية مع الأردن. وتقدر التكلفة الإجمالية بنحو 5.2 مليار شيكل (1.4 مليار دولار).
وبدلاً من توزيع نفقات المشروع على مدى عقد من الزمن، فمن المقدر أن تتمكن الحكومة من تخصيص نصف هذا المبلغ في ميزانية عام 2025، وهو ما من شأنه أن يزيد الضغوط المالية على ميزانية الدفاع.
ومن بين الحلول التي تدرسها السلطات الأمنية الإسرائيلية لمعالجة العجز التمويلي هو تعزيز استقلال إسرائيل في إنتاج الأسلحة.
وبحسب استنتاجات لجنة ناجل، سيتم تخصيص حوالي 12 مليار شيكل (3.24 مليار دولار أميركي) لهذا الغرض على مدى العقد المقبل. وفي الوقت نفسه، سيتم دراسة إمكانية إنشاء خطوط إنتاج محلية للذخيرة بدلاً من الاستيراد.
وبينما تعتمد إسرائيل بشكل كبير على المساعدات الأميركية لتمويل جزء كبير من إنفاقها الدفاعي، قال التقرير إنها تلقت 3.5 مليار دولار من أصل 8.7 مليار دولار من المساعدات الطارئة التي قدمتها الولايات المتحدة في عام 2024 لدعم عملياتها العسكرية. وذكر موقع الجزيرة نت أن تأخر صرف 5.2 مليار دولار من هذه المساعدات أدى إلى زيادة العجز المالي للحكومة الإسرائيلية، وأجبرها على اتخاذ إجراءات استثنائية لتعويض النفقات.
ويظهر أيضا أن حكومة الاحتلال حصلت على ملياري دولار من هذه المتأخرات في أوائل عام 2025. ومن المقرر تحويل المبلغ المتبقي بحلول عام 2026، لكن هذه التأخيرات تعني أن الجيش لن يتمكن من الوصول إلى هذه الأموال في المستقبل القريب.
ويخلص تقرير الصحيفة إلى أن كل هذه المعطيات المالية ستشكل تحدياً مالياً كبيراً لأي قرار باستئناف الحرب الشاملة في إسرائيل، خاصة في ظل تأخر المساعدات وارتفاع تكاليف الاحتياطي، ما يجعل من الصعب على الحكومة تلبية احتياجات الجيش دون الإضرار بالاقتصاد الإسرائيلي ككل.