عباس شراقي: إعادة وصول مياه النيل لسيناء بعد انقطاعها منذ آلاف السنين إنجاز كبير.. وهذا المطلوب فعله هناك
![عباس شراقي: إعادة وصول مياه النيل لسيناء بعد انقطاعها منذ آلاف السنين إنجاز كبير.. وهذا المطلوب فعله هناك](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67aaf31cbf7a3.webp)
دكتور. أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن عودة مياه النيل إلى سيناء بعد انقطاعها لآلاف السنين يعد إنجازا عظيما، وشرح ما يجب فعله بعد هذه الخطوة.
وقال السيسي في منشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مساء الاثنين: “إن عودة مياه النيل إلى سيناء إنجاز عظيم بعد انقطاعها لآلاف السنين بسبب اختفاء بعض فروع النيل السبعة القديمة”. “وكان أحد هذه الفروع يمتد إلى الشمال الغربي من سيناء ويسمى الفرما.”
وأضاف أن مياه النيل تدخل عبر أنفاق أسفل قناة السويس شرق بورسعيد، ومن هناك تتدفق عبر ترعة السلام (الشيخ جابر) إلى بئر العبد. ومن المقرر أن تمتد القناة إلى العريش (80 كيلومترا شرق بئر العبد). لكن بسبب ارتفاع مستوى الأرض تنتهي القناة في بئر العبد. ولذلك، لا بد من اتخاذ القرار بشأن ما إذا كان من الأفضل مواصلة المسار شرقا أو جنوبا، وذلك بحسب طبيعة التضاريس.
وأشار إلى أنه تم افتتاح محطة معالجة مياه الصرف الزراعي ببحر البقر في 27 سبتمبر 2021. تقع المحطة في شمال غرب شبه جزيرة سيناء شرق بورسعيد، وهي واحدة من أكبر محطات معالجة مياه الصرف الزراعي في العالم، حيث تبلغ طاقتها حوالي 5.6 مليون متر مكعب يومياً. وبلغت تكاليف الاستثمار 1.2 مليار دولار في عام 2021.
وأشار إلى أن مصرف بحر البقر يعد من أطول المصرفات في العالم. ويمتد طوله من حوالي 207 كم من القاهرة الكبرى إلى بحيرة المنزلة، ومؤخراً إلى شمال سيناء، ويمر عبر ست محافظات هي: القليوبية، والشرقية، والدقهلية، والإسماعيلية، وبورسعيد، وشمال سيناء.
وتابع: «مصرف بحر البقر كان مخصصا في السابق للصرف الزراعي، ولكن مع نمو السكان والصناعة وزيادة استهلاك المياه والصرف الصحي نتيجة الزراعة والصناعة والصرف الصحي، تدهورت نوعية المياه في هذا المصرف، وانتقل هذا التلوث الكبير إلى بحيرة المنزلة، ما أثر على نوعية مياهها وأدى إلى تدهور الثروة السمكية».
وأوضح أن أعمال التطوير بالبحيرة من تنظيف وتجريف وإزالة التعديات أعادتها للحياة. ومن المقرر أن يتم تصريف نحو 9 ملايين متر مكعب يومياً إلى البحيرة، وتحويل 5.6 مليون متر مكعب عبر سيفونات ترعة السلام في سيناء إلى المحطة الجديدة للمعالجة، بإجمالي نحو ملياري متر مكعب تستخدم سنوياً لمعالجة 500 ألف فدان عبر ترعة السلام إلى بئر العبد بعد إضافة ملياري متر مكعب أخرى من مياه النيل النقية. في السابق، كان من المخطط استخدام مياه الصرف الصحي، لكن هذا غير مدرج ضمن خطة المعالجة الثلاثية الحالية.
“تعد محطة بحر البقر، التي تم إنشاؤها في عامين فقط (2019-2021)، إنجازاً كبيراً في قطاعات البيئة والزراعة والري. ويتكون المشروع من مجموعة من المشاريع مثل 7 كباري، و6 سيفونات أسفل قناة السويس، وحفر القنوات، ومحطات ضخ المياه، وشبكة طرق وكباري ومحطات كهرباء، واستصلاح الأراضي، وشبكة ري حديثة. وقد تم تنفيذ بعضها بالفعل وتم استكمال الباقي خلال العامين الماضيين. وأضاف شراقي أن إجمالي حجم هذه الاستثمارات بلغ نحو 150 مليار جنيه مصري (بأسعار 2021)».
وأوضح أنه بهذه الخطوة تم استكمال البنية التحتية لمشروع ترعة السلام والباقي تنفيذ الزراعة حيث تبلغ المساحة المزروعة حاليا نحو 75 ألف فدان (نحو 17%) والمستهدف 450 ألف فدان. وقد تكون هناك بعض العوائق سواء كانت إدارية في توزيع الأرض أو ملكيتها، وبعض المشاكل الفنية نتيجة زيادة ملوحة التربة كونها جزء من سهل تينا.
واختتم قائلا: “ليس من الضروري استكمال المشروع الزراعي بأكمله بزراعة 450 ألف فدان أو 500 ألف فدان بعد إضافة 50 ألف فدان أخرى ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان كمشروع زراعي لأن ذلك سيشكل تحديات كبيرة”. 50% أو أقل تكفي، مع توجيه الاستثمارات المتبقية إلى قطاعات أخرى مثل الصناعة (السيارات، الأسمنت، الإلكترونيات، الأجهزة الكهربائية، وغيرها، مشاريع السياحة، المشاريع الصحية من مستشفيات متخصصة، جامعات وغيرها)، وبالتالي يمكن زيادة نشاط البناء بما لا يقل عن مليون مواطن في شمال سيناء.