وزير التعليم: نجاح نظامنا التعليمي يؤثر بشكل مباشر على نمونا الاقتصادي وتماسكنا الاجتماعي

منذ 4 ساعات
وزير التعليم: نجاح نظامنا التعليمي يؤثر بشكل مباشر على نمونا الاقتصادي وتماسكنا الاجتماعي

– مديرو المدارس هم وكلاء التغيير حيث يلعبون دورًا مهمًا في تحقيق التغيير الإيجابي.

– التعليم هو المفتاح لإطلاق العنان للإمكانات، وتشجيع الإبداع وخلق عالم أفضل للأجيال القادمة.

حضر اليوم الدكتور محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني احتفالية اليونسكو باليوم العالمي للتعليم والإطلاق الوطني للتقرير العالمي لرصد التعليم 2024-2025 “القيادة في التعليم”.

أكد الوزير محمد عبد اللطيف أن التعليم هو الأساس الذي تبني عليه الأمم مستقبلها وتضمن ازدهارها. وأوضح أننا في مصر ندرك أن نجاح نظامنا التعليمي له تأثير مباشر على نمونا الاقتصادي وتماسكنا الاجتماعي وقدرتنا التنافسية العالمية. وتحت قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بدأنا عملية تحول جريئة لنظامنا التعليمي الوطني، وهو التحول الذي يعطي الأولوية للمساواة والابتكار والتميز.

وأشار الوزير إلى أن هذا الطريق ليس خاليا من التحديات. نحن نواجه واقعًا يتمثل في الفصول الدراسية المكتظة ونقص المعلمين وأساليب التقييم القديمة، بينما نحقق في الوقت نفسه تقدمًا كبيرًا في تحويل نظامنا التعليمي.

وفي هذا السياق استعرض الوزير الإجراءات المتخذة على أرض الواقع وقال: نجحنا في تقليص أعداد الطلبة في الفصول من (250) طالباً في الفصل الواحد إلى (50) طالباً كحد أقصى، مما يوفر بيئة تعليمية أكثر فاعلية للطلبة. بالإضافة إلى ذلك، اتخذنا التدابير اللازمة لمعالجة النقص في المعلمين وضمان حصول المدارس على الموارد اللازمة لتوفير التعليم الجيد. بالإضافة إلى ذلك، قمنا بإعادة هيكلة المناهج الدراسية في المرحلة الثانوية وفقاً للنماذج العالمية، مما أدى إلى تقليص العدد الإجمالي للمواد الدراسية. وبهذه الطريقة، نجحنا في تخفيف الأعباء التي كان يواجهها طلاب المدارس الثانوية في السابق، وخلق بيئة أكاديمية أكثر عدالة وتنافسية”.

وأضاف الوزير أنه تم إدخال أساليب التقييم المستمر، بما في ذلك التقييمات التكوينية، والتعلم القائم على المشاريع، والأدوات الرقمية، والتي تسمح بقياس أكثر شمولاً لتقدم تعلم الطلبة طوال العام الدراسي.

وأوضح عبد اللطيف أن جوهر الإصلاح يكمن في الاعتقاد بأن القيادة لها أهمية قصوى في التعليم وأن مديري المدارس ليسوا مجرد إداريين؛ بل إنهم عملاء للتغيير حيث يلعبون دوراً هاماً في تحقيق التغيير الإيجابي. وأشار إلى أنه تقديراً لذلك، شارك آلاف مديري المدارس في مبادرة وطنية لتحسين عملية اتخاذ القرار والإدارة والقيادة في التعليم. وقد أدت هذه الجهود بالفعل إلى تحسينات ملحوظة، حيث حافظت على حضور الطلاب بنسبة لا تقل عن 85% خلال الفصل الدراسي الأول، وخلق بيئة تعليمية أكثر شمولاً ودعماً وتفاعلاً للطلاب.

كما أشاد الوزير محمد عبد اللطيف بالشراكة مع اليونسكو والالتزام المستمر من جانب القيادة الإقليمية في مجال التعليم، والتي تلتزم بصياغة الجهود المشتركة نحو تحديث المناهج الدراسية والمساواة بين الجنسين والتعلم الرقمي وتعزيز قدرات المعلمين. وأكد أنه من خلال هذه الجهود المشتركة نجحنا في تعزيز تحديث المناهج الدراسية ومبادرات المساواة بين الجنسين واستراتيجيات التعلم الرقمي وبرامج بناء قدرات المعلمين التي توفر للمعلمين الأدوات التي يحتاجونها لتحسين نتائج التعلم لدى الطلاب.

وأضاف الوزير أن نشر تقرير الرصد العالمي للتعليم هذا العام يعد تذكيراً في الوقت المناسب بأن القيادة في التعليم مسؤولية مشتركة. إنها ليست مجرد مهمة الحكومات أو صانعي السياسات، بل هي مهمة مشتركة تشمل المعلمين وأولياء الأمور والمجتمعات المحلية. إن الأفكار المقدمة في هذا التقرير تحتاج إلى أن تترجم إلى إجراءات ذات قيمة.

وأشار الوزير إلى أن هذا اليوم لا يقتصر على الاحتفال بالإنجازات فحسب، بل إنه يدعو أيضا إلى مضاعفة الجهود والمضي قدما بتصميم متجدد لضمان أن يظل التعليم المفتاح لإطلاق العنان للإمكانات وتعزيز الإبداع وبناء عالم أفضل للأجيال القادمة.

وفي الختام، أعرب الوزير عن خالص تقديره لمنظمة اليونسكو على الشراكة القوية ولكل من ساهم في هذا الحوار المهم. وشدد على أهمية العمل معًا لإنشاء نظام تعليمي ليس قويًا وشاملًا فحسب، بل يزود الأفراد أيضًا بالمعرفة والمهارات والمرونة اللازمة لتشكيل المستقبل.

دكتور. أعربت الدكتورة نوريا سانز، مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو في مصر، عن تقديرها الكبير للتقدم الذي أحرزته مصر في مجال التعليم، وأشادت بالتعاون المثمر بين اليونسكو ووزارة التربية والتعليم.

وأكدت أن مصر لديها خبرة واسعة في تطوير نظم التعليم على المستويين الإداري والتنظيمي، وبالتالي فهي نموذج يحتذى به في المنطقة.

وفي ضوء تقرير الرصد العالمي للتعليم، أشار د. وأقرت نوريا سانز بالتقدم الذي أحرزته بعض الدول العربية، بما في ذلك مصر، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لكنها شددت على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود في المنطقة لسد الفجوة مع بقية العالم. وأشارت إلى أن النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية تشكل تحدياً كبيراً، إذ أن 30 مليون طفل وشاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير قادرين على تلقي التعليم بسبب هذه الظروف.

وقالت إنه فيما يتعلق بمصر، يشير التقرير إلى أنها تتميز بعدة إنجازات رئيسية، منها تدريب المعلمين والتحول الرقمي، حيث شارك معظم معلمي المدارس الابتدائية في برامج تدريبية مكثفة. كما أطلقت اليونسكو مشروع المدارس المفتوحة للجميع لتعزيز التعلم الرقمي وخاصة في المناطق المهمشة والمواطنة العالمية والتنمية المستدامة، وهو ما يعكس التزام مصر بدمج هذه المفاهيم في السياسات التعليمية والتعليم العالي والإدماج الاجتماعي.

وأكد سانز أن تحسين القيادة الفعالة في التعليم يتطلب تطوير استراتيجيات تدعم استقلالية القادة وتوفر لهم التدريب المستمر. وأشار إلى أن التقرير يتضمن أربع توصيات رئيسية لتحقيق هذا الهدف. وشملت هذه التوصيات تحديد توقعات واضحة بشأن دور القادة في التعليم، والتركيز على تحسين جودة التعلم، وتحسين التعاون والتنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة في قطاع التعليم، وبناء مهارات القيادة من خلال برامج تدريبية متخصصة ومستدامة.


شارك