فى ختام مهرجان الإسماعيلية السينمائي.. النقاد يرصدون سلبيات وإيجابيات الدورة 26

منذ 10 ساعات
فى ختام مهرجان الإسماعيلية السينمائي.. النقاد يرصدون سلبيات وإيجابيات الدورة 26

• ماجدة موريس: ضعف أعداد الجمهور مشكلة مستمرة… وأفلام “النجوم الجدد” جديدة • وليد سيف: المهرجان كان له طابع مختلف وغياب مدير للمركز الوطني انعكس على الجانب التنظيمي. • طارق الشناوي: هالة جلال لها الفضل في إخراج المسلسل إلى النور في ظل ظروف صعبة.

 

 

تختتم اليوم فعاليات الدورة الـ26 من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة. وأقيمت هذه الدورة تحت إشراف المخرجة هالة جلال، في ظروف صعبة، إذ كان منصب مدير المركز القومي للسينما الذي ينظم هذا التظاهرة الفنية شاغراً. وقد انعكس ذلك في العديد من الأمور التنظيمية التي كان من الممكن أن تسهم في جعل هذه النسخة أفضل مما بدت عليه. وفي هذا التقرير نرصد أهم ملاحظات بعض النقاد الذين تابعوا أنشطة المهرجان باهتمام كبير. إنه نوع من “وصفة العلاج” التي تشمل الأشياء الجيدة التي رأوها هذا العام والتي يأملون أن تستمر، وكذلك الأشياء السلبية التي يجب تجنبها في المستقبل.وقالت الناقدة ماجدة موريس: هناك أشياء كثيرة أعجبتني في هذه الدورة، منها الأفلام القصيرة التي تميزت بمستواها الفني العالي، ومسابقة الأفلام الطلابية التي قدمت تحت اسم «نجوم جديدة»، وهو اسم رائع، خاصة أن ما شاهدناه كان واعداً جداً. وأعجبني أيضًا اهتمام المهرجان بعرض أفلام من بلدان غير عادية مثل كوبا، وأفلام تتميز بالتجريب الذي يدفع الجمهور إلى التفكير والتساؤل. وكان هناك انتظام واضح في العروض والأوقات.وأكدت: “في هذه المرحلة لا بد من توجيه التحية لفريق عمل المهرجان من مبرمجين ومخرجين للمسابقات المختلفة، فهم ينتمون إلى جيل جديد ودماء جديدة ويحبون السينما ويتقنون أكثر من لغة وساهموا في تطوير المهرجان”.وأضافت: لدي شكوى محددة بخصوص كتالوج الأفلام. لقد تم تقسيم الفيلم إلى خمسة أجزاء بدلاً من جزء واحد، مما كان يشكل عبئاً علينا. ولم يحدد جدول العرض مدة الفيلم، لذا فوجئنا أن فيلماً مدته عشر دقائق أعقبه فيلم آخر مدته ساعتان. كان هناك استراحة طويلة بين العروض، لذلك كان علينا الانتظار حوالي ساعتين للعرض التالي، في مكان لم يكن فيه أي نوع من الضيافة. في السابق، كان قصر ثقافة السينما بالإسماعيلية قد خصص ركنًا للمياه والشاي والقهوة وغرفة دورات مياه للضيوف، ولكن هذا العام لم يكن الأمر كذلك واضطررنا إلى المعاناة كثيرًا خلال أيام العرض.وأشارت الناقدة ماجدة موريس إلى أزمة نقص الجمهور المستمرة في مهرجان الإسماعيلية قائلة: “للأسف مازلنا نعاني من ضعف الحضور وأتمنى أن تكون العروض حيث يوجد الناس”. في بداية المهرجان، اصطحبنا المصور محمود عبد السميع إلى المقاهي الكبيرة لمشاهدة الأفلام مع رواد هذه المقاهي. وهذا أمر يجب على إدارة المهرجان الاهتمام به في السنوات القادمة. يجب أن تكون واقعيًا وتروج للأفلام في الشوارع للحصول على أعداد الجمهور المطلوبة.الناقد د. ووصف وليد سيف هذه الدورة بأنها «دورة نسوية بامتياز»، وقال: «المرأة فرضت شخصيتها بقوة على هذه الدورة، سواء من خلال فريق العمل الذي يدير المهرجان أو من خلال الفائزين بالجوائز، وهذا وصل حتى إلى طبيعة الأفلام». لا أعلم إن كان هذا الأمر مقصوداً من الإدارة الجديدة، ولكن الأمر أقنعني لأنني أحب أن يكون للجلسة موضوع وشخصية، وقد نجحت هالة جلال وفريق الدعم الخاص بها في القيام بذلك”.وتابع: «كانت هناك فروق واضحة في مستوى الأفلام وهذا هو الحال في كل المهرجانات، ولكن كنت أتمنى أن لا تتبع إدارة المهرجان العادة التقليدية في إعطاء وزن كبير للعروض، ولكنني أردت اختيار الأفضل فقط، حتى لو أدى ذلك إلى تقليص عدد الأفلام، لأنه ليس من المناسب إجبار الناس وتعذيبهم بمشاهدة أفلام ضعيفة، وأستطيع أن أقول إنني راضٍ بنسبة 50% عن مستوى الأفلام، بينما أنا راضٍ جداً عن مستوى أفلام الطلبة، لأن المجموعة المختارة واعدة جداً».وتابع سيف: «إدارة المهرجان نجحت إلى حد كبير في جعل الدورة آمنة، كما نجحت في تقديم الدعم والرعاة من خلال الاستعانة بعدد من المنتجين المحبين للسينما والذين قدموا أعمالاً لائقة». وأعطيها نسبة 75%، وكان من الممكن أن تكون أعلى لو كان هناك مدير للمركز الوطني. وكان لشغور المنصب تأثير سلبي واضح على التنظيم على الجميع.من جانبه، قال الناقد طارق الشناوي، إن الدورة الـ26 كانت من أصعب الدورات التي شهدها مهرجان الإسماعيلية السينمائي، حيث طرح فيلم «دورو» لأول مرة دون وجود رئيس المركز القومي، الجهة المنظمة، وأسندت مهمة الإخراج للمخرجة هالة جلال، التي تتولى هذا المنصب لأول مرة. وبالإضافة إلى ذلك، لا يوجد رقيب في الرقابة لم يستطع اتخاذ قرار بشأن فيلم «أحلى من الأرض» للمخرج شريف البنداري، الذي مُنع للمرة الثالثة بعد مهرجاني «القاهرة والجونة»، لأن المخرج الحالي القائم بأعماله لم يستطع تغيير قرار اتخذه مسبقاً كتابةً. ولذلك يجب أن تؤخذ كل هذه الظروف في الاعتبار عند تقييم الدورة الحالية.وأضاف الشناوي: لكن بشكل عام كان لافتاً أن يكون هناك حماس مبالغ فيه للمرأة. على الرغم من أنني أقف إلى جانب المرأة بشكل كامل ويسعدني تكريمها، وأضيف أن جميع الأسماء التي تم تكريمها هذا العام استحقت ذلك بجدارة، ولكن كثرة التكريمات تجعلها تفقد بريقها. الأصل في الشرف أن يكون استثناءً، وليس هذا العدد الكبير. وصل الأمر إلى أن هالة جلال تشعر أن هذه الجلسة هي الأولى والأخيرة لها، لذلك كرمت هذا الرقم.وتابع: كانت هناك مشاكل في تضارب المواعيد، وكأن الجدول لم يكن مدروساً جيداً، ولكن هذا ليس جديداً في المهرجانات، يحدث أحياناً، والأمر نفسه ينطبق على اختلاف مستوى الأفلام، والمشكلة الأزلية تبقى ضعف الجمهور، وهذه ليست مشكلة هذه الإدارة، بل هي مشكلة تعاني منها أغلب المهرجانات وأتمنى أن ينتبه لها الجميع، لأن أساس عمل المهرجان هو مخاطبة الجمهور وليس النقاد والفنانين، وأخيراً أود أن أشيد بفريق المهرجان ونجاح هالة في الاختيار، لأنها اختارت الفريق المناسب لها وحققت ما كانت تطمح إليه، وهو مجموعة من الشباب الذين «يفهمون شيئاً عن السينما» وهذا هو المطلوب تماماً، وأخيراً أتمنى أن أرى الليلة حفل ختام مختلفاً عن حفل الافتتاح الذي كان قليل الخيال ومشابهاً لاحتفالات الدورات السابقة.وفي ختام كلمتها قالت الناقدة ناهد صلاح: دورة هذا العام هي دورة مليئة بالأنشطة والفعاليات المتنوعة، مما خلق نوعاً من الديناميكية والوفرة التي تجعلنا نندفع من فيلم إلى ندوة إلى ماستر كلاس إلى احتفالية خاصة، وكأن المخرجة هالة جلال أرادت أن تحقق رغبتها في تطوير المهرجان أكثر، وأن تسجل إضافة جديدة وخطوة تواصل إنجازها الخاص، الذي لا ينفصل عن إنجاز من سبقوها في إدارة المهرجان. قد تكون هذه الديناميكية مرهقة في بعض النواحي، ولكنها تعبر عن طموح مرغوب. وربما كان هذا الشعور هو الذي انتاب العديد من صناع الأفلام الذين حضروا هذه الجلسة، لأنهم دعموا التجربة والفريق المجتهد الذي حاول بطريقة أو بأخرى تحقيق هذا الهدف.وأضافت: هناك بعض الملاحظات التي لا علاقة لها برئيسة المهرجان أو فريق عملها، لكنها تتعلق بضرورة تجديد وتوسعة قصر الثقافة وشاشته، من السجادة على سلالم القاعة إلى مشاكل الصوت أثناء عرض الأفلام أو الندوات، فضلاً عن الوضع المتردي في قاعات العرض في المدينة نفسها، فلا معنى لإقامة مهرجان سينمائي في مدينة تعاني من ضعف دور السينما.وأشارت إلى غياب وزير الثقافة أو ممثله عن افتتاح المهرجان الذي كانت الوزارة تنظمه أصلا، قائلة: «هذا أمر مشكوك فيه، وكذلك غياب مدير المركز القومي للسينما الذي ينظم المهرجان، ما أدى إلى «خلط» بعض التفاصيل».


شارك