هل ينهار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتشتعل حرب السبت؟
![هل ينهار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتشتعل حرب السبت؟](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67ab6d38a1216.webp)
وبعد أن أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تأجيل تسليم الدفعة الجديدة من أسرى الاحتلال الإسرائيلي بسبب خرق قوات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنه سيطالب بإنهاء الاتفاق إذا لم يتم إعادة جميع الأسرى حتى ظهر السبت المقبل، تزايدت المخاوف من انهيار وقف إطلاق النار وعودة المواجهة العسكرية.
وكان أبو عبيدة أعلن تأجيل تسليم الأسرى المفرج عنهم السبت حتى إشعار آخر. والسبب هو خروقات العدو وعدم الالتزام ببنود الاتفاق. وتضمنت هذه الاتفاقات تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف المدفعية والأسلحة في مناطق مختلفة من القطاع، وعدم إدخال المساعدات الإنسانية المتفق عليها بأي شكل من الأشكال، إلى حين تنفيذ المقاومة لكافة التزاماتها.
وفي أعقاب تصريح أبو عبيدة، هدد الرئيس الأميركي حماس قائلاً: “أبواب الجحيم ستفتح” إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى. وأكد أن إسرائيل قد تلغي الاتفاق، في إشارة إلى احتمال استئناف الحرب على غزة. وقال إنه يستطيع التحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما إذا كان من الممكن اعتبار يوم السبت “موعدا نهائيا”.
التصريحات التي أدلى بها الدكتور وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية علي العور، إن ما وصفه بـ«التصريحات المبالغ فيها» خلال حواره مع ايجي برس، كانت موجهة إلى وسائل الإعلام الأميركية والدولية والإسرائيلية، وتهدف إلى إظهار قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة. وأوضح أن هذه التصريحات ليست أكثر من استهلاك إعلامي، وتكشف عن عدم معرفته بطبيعة المجتمع الإسرائيلي أو ما يحدث في غزة منذ 470 يوما.
وكان ترامب هدد بالإفراج عن جميع أسرى المقاومة الفلسطينية الإسرائيليين بحلول ظهر السبت. ووصف تصريحه بأنه غير واقعي نظرا لابتعاده عن البيانات التي تم جمعها على الموقع. وتسود حالة من الغضب والتوتر في الشارع الإسرائيلي، في ظل خروج أهالي الأسرى إلى الشوارع بشكل يومي للمطالبة بعودة أبنائهم. وهذا يتناقض مع افتراض ترامب أن تصريحاته تعكس نبض الشارع الإسرائيلي، حسب العور.
إلى ذلك، ناشد أهالي الأسرى الإسرائيليين الوسطاء التدخل الفوري للوصول إلى حل فوري وفعال يعيد تطبيق الاتفاق، وطالبوا الحكومة بالامتناع عن أي عمل من شأنه تقويض تنفيذ الاتفاق. قالت والدة أسير إسرائيلي في غزة إن تأخير حماس في تسليم الأسرى هو نتيجة لتصرفات نتنياهو غير المسؤولة، وحذرت من أن نتنياهو سيحكم على الأسرى بالإعدام إذا لم يرسل وفدا مخولا لاستكمال المرحلة الثانية.
يعتقد مسؤول إسرائيلي أن موقف حماس في تأجيل إطلاق سراح الأسرى قد يكون ردا على خطط ترامب للسيطرة على قطاع غزة. كما أنها إشارة إلى أن الحركة تشك في عدم إجراء نتنياهو مفاوضات جدية بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بحسب موقع “أكسيوس” الأميركي.
وفي ظل التصعيد المتبادل، ظهرت شكوك حول جدية تهديدات ترامب. ويجيب الخبير في السياسة الخارجية الإسرائيلية علي الأعور على هذا السؤال، معتقداً أنه رغم قسوة خطاب ترامب، فإن الرئيس الأميركي حرص على الحفاظ على “خط تراجع” لنفسه، عبر التلميح إلى أنه سيجري مشاورات مع نتنياهو قبل اتخاذ الخطوة النهائية، ما يثير احتمال استمرار الأزمة إلى ما بعد السبت. وحقيقة أنه أطلق هذا التهديد قبل أربعة أيام من الموعد المقرر، تظهر أنه كان مدركاً لاحتمال عدم تنفيذ تهديده.
ويرى علي الأعور أن حل الأزمة متوقع خلال الأيام المقبلة، إذ أن أربعة أيام كافية لإبرام الاتفاقات التي قد تؤدي إلى تنفيذ الاتفاق بشكل مخطط من خلال الإفراج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين يوم السبت حسب الاتفاق القائم، حيث أكدت حماس التزامها الكامل بالاتفاق الذي أعلن عنه أبو عبيدة. وأكد أنه لا يوجد أي خطر على حياة أسرى الاحتلال، لكن الحركة وصلت إلى هذا الموقف نتيجة الانتهاكات المستمرة.
وفي ضوء هذه التطورات، من الواضح أن ترامب لا يفهم طبيعة العلاقات الإقليمية والدولية. وبعد أن كانت الولايات المتحدة ضامنة لهذا الاتفاق، يبدو الآن منحازاً بشكل كامل إلى إسرائيل، ويتحدث باسم نتنياهو، ويطلق تهديدات قد لا تنفذ، وفق ما أفاد علي العور.
ورغم التصعيد الذي يشهده خطاب ترامب، إلا أن الواقع على الأرض يؤكد أن المقاومة الفلسطينية لن تستسلم لهذه التهديدات. وإن استمرار الحرب لمدة 470 يوماً يدل على أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يدفع ثمناً باهظاً، حيث قُتل عدد كبير من الجنود والضباط، بما في ذلك 20 في الأسبوع الأخير قبل توقيع الاتفاق في معارك جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا.
وبناء على هذه المعطيات، يعتقد الخبير الإسرائيلي علي الأعور أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن تلبي إسرائيل مطالب حماس بمزيد من المساعدات الإنسانية مقابل الحفاظ على الالتزام بالاتفاق. وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه، فإن ذلك سيؤدي إلى إطلاق سراح ثلاثة أسرى إسرائيليين أحياء يوم السبت المقبل.
وينص الاتفاق على الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من وسط قطاع غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة في المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع. ومن المتوقع أيضا أن يدخل إلى قطاع غزة 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية يوميا خلال فترة وقف إطلاق النار، بما في ذلك 50 شاحنة محملة بالوقود. ومن المقرر إرسال 300 شاحنة إلى الشمال حيث الوضع الإنساني صعب للغاية.
وتتضمن المرحلة الثانية من المفاوضات إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين، بمن فيهم الجنود الإسرائيليين الذكور، ووقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل للجنود الإسرائيليين، في حين تتضمن المرحلة الثالثة إعادة جميع الجثث المتبقية وبدء إعادة إعمار قطاع غزة تحت إشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.