كيف ردت الفصائل الفلسطينية على قرار السلطة إلغاء مخصصات الأسرى؟
![كيف ردت الفصائل الفلسطينية على قرار السلطة إلغاء مخصصات الأسرى؟](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67ab72d764e20.webp)
أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوماً رئاسياً يلغي بموجبه مواد في القوانين والأنظمة الخاصة بصرف المخصصات المالية لعائلات الأسرى والشهداء والجرحى. كما تقرر نقل برنامج المساعدات النقدية المحوسبة وقاعدة بياناته ومخصصاته المالية من وزارة التنمية الاجتماعية إلى المؤسسة الوطنية الفلسطينية للتمكين الاقتصادي.
وبموجب المرسوم، ستخضع جميع الأسر المؤهلة لنفس المعايير فيما يتعلق ببرامج الحماية والرعاية الاجتماعية دون تمييز، بهدف تحقيق الشمول والإنصاف. تتمتع مؤسسة التمكين الاقتصادي بشخصية اعتبارية مستقلة، ويديرها مجلس أمناء يعينه الرئيس، وتخضع لرقابة المؤسسات الدولية لضمان شفافية الإجراءات والتوزيع العادل.
وتهدف هذه الخطوة، بحسب بيان الرئاسة، إلى تعزيز مكانة دولة فلسطين في المؤسسات الدولية، واستعادة برامج المساعدات الدولية المتوقفة في السنوات الأخيرة، ورفع الحصار المالي، ووقف الاقتطاعات غير القانونية لأموال الضرائب الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
تعليقات الفصائل الفلسطينية
وكان أول تعليق على قرار الرئيس الفلسطيني هو وصفه بـ”التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي”. وقالت الحركة في بيان لها إن قرار محمود عباس وقف المساعدات للشهداء والأسرى والجرحى يعد تخليا عن قضيتهم الوطنية.
وأضافت الحركة في بيانها: “في الوقت الذي يعمل فيه الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة الفلسطينية على إحقاق حقوق الشهداء وتحرير الأسرى وتوفير الحياة الكريمة للمحررين، قررت السلطة الفلسطينية التخلي عن قضيتها الوطنية”.
ووصفت حماس القرار بأنه تراجع واضح عن أحد ركائز عقيدتها الوطنية، ودعت السلطة الفلسطينية إلى التراجع الفوري عن القرار “وعدم الرضوخ لضغوط الاحتلال الإسرائيلي والحكومة الأميركية”.
واستنكرت حركة حماس وصف “هذه الفئة الوطنية المقاتلة التي وهبت أغلى ما لديها من أجل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة” بالحالة الاجتماعية ووصفتها بأنها “مخزية”.
دعت حركة حماس إلى الاعتراف بتضحيات الأسرى والجرحى وعائلاتهم والثمن الذي دفعوه في سجون الاحتلال. وأكدت على ضرورة حماية عائلاتهم وعدم التخلي عنهم في هذا الوضع المشؤوم، وفق البيان.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
وفي الصفحة ذاتها، دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قرار عباس بقطع الدعم عن عائلات الشهداء والجرحى والأسرى، ونقلهم إلى منشأة تديرها السلطة. واعتبرت هذه الخطوة بمثابة استسلام صارخ لظروف الاحتلال والضغوط من جانب الحكومة الأميركية، فضلاً عن كونها انتهاكاً صارخاً للحقوق الوطنية.
وأوضحت الجبهة أن هذا القرار يأتي في إطار محاولات إعادة تنظيم المصالح الوطنية الفلسطينية. ويهدف المشروع إلى تحويل ملفات الأسرى والشهداء من قضية وطنية مقدسة إلى قضية إدارية تخضع لمعايير المؤسسات المانحة المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.
وحذرت أيضاً من أن تسليم الملف لمؤسسة التمكين الاقتصادي وتعديل قانون رعاية السجناء يشكل تلاعباً خطيراً يهدف إلى حرمان هذه الفئات من مكانتها الوطنية وحقوقها المشروعة.
وأكدت الجبهة رفضها القاطع لهذا القرار، وجددت التأكيد على أن حقوق ذوي الشهداء والأسرى “ليست منّة من أحد، بل هي واجب وطني مقدس لا يجوز المساس به”.
ودعت الجبهة القوى الوطنية والحركة الأسيرة والشعب الفلسطيني عامة إلى اتخاذ موقف موحد يفرض على السلطة التراجع الفوري عن هذا القرار الخطير.
حركة المجاهدين الفلسطينية
من جهتها، استنكرت حركة المجاهدين الفلسطينية القرار. وتعتبر هذه الخطوة استسلاماً للضغوط الأميركية والإسرائيلية، وإجراءً عقابياً ضد قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات الكبيرة على طريق التحرير والعودة.
وقالت الحركة في بيان لها إن حرمان الأسرى وعائلاتهم من حقوقهم المشروعة خيانة عظمى وتنكر لضحاياهم، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر والحصار الخانق الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، والمعاناة الكبيرة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال.
وأكدت الحركة أن هذا القرار يأتي في وقت خطير يواجه فيه الشعب الفلسطيني تصعيدا احتلاليا غير مسبوق يتضمن مشاريع تهجير وتصفية، قائلة: “كان من الأفضل للسلطة أن تتخذ خطوات تعزز التوافق الوطني وتخفف معاناة الفلسطينيين، بدلا من اتخاذ إجراءات توسع الانقسام الداخلي”.
وطالبت حركة المجاهدين السلطة بالتراجع الفوري عن هذا القرار، ووقف كل الإجراءات التي من شأنها تعميق الانقسام الفلسطيني. ودعت إلى اتخاذ خطوات عملية لتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية التي من شأنها تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
رئيس هيئة شؤون الأسرى
من جانبه، أبدى رئيس هيئة شؤون الأسرى قدورة فارس “استغرابه” من قرار الرئيس محمود عباس أمس بشأن الأسرى، وقال إن نقل إدارة البرنامج وقاعدة بياناته من وزارة التنمية الاجتماعية إلى المؤسسة الوطنية للتمكين الاقتصادي أمر خطير.
وقال فارس: “إن قضية بهذا الحجم كانت تتطلب انعقاد المجلس الوطني لاتخاذ قرار بشأنها قبل أن يتم اتخاذ قرار بشأنها”. وأكد أن هيئة شؤون الأسرى ترفض القرار وتطالب بالتراجع عنه فوراً، خاصة وأنه سيؤثر على قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بتحويل ملف المخصصات لصندوق التمكين الاقتصادي، قال فارس إن هذه المؤسسة ذات طابع مدني وليست حكومية وسترسل فرقا للاطلاع على الأوضاع الاقتصادية لعائلات الأسرى والشهداء قبل صرف 700 شيقل شهريا، وهو ما وصفه بالأمر غير المقبول على الإطلاق.