سفيرة إسرائيل السابقة تهاجم مصر: “سلامهم معنا بارد” والعداء الإعلامي تصاعد
![سفيرة إسرائيل السابقة تهاجم مصر: “سلامهم معنا بارد” والعداء الإعلامي تصاعد](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67ab7e175ab9b.webp)
شنت السفيرة الإسرائيلية السابقة في مصر، أميرة أورون، هجوما حادا على القاهرة بسبب ما أسمته “السلام البارد”، مؤكدة أن الحرب في غزة أدت إلى تصعيد العداء الإعلامي المصري تجاه إسرائيل.
وهذا بحسب دراسة بحثية نشرها معهد ميتفيم للدراسات الاستراتيجية والسياسة الخارجية الإقليمية في إسرائيل، أعدها أورون بالتعاون مع البروفيسور إيلي بودا، عضو مجلس إدارة المعهد وأستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية.
وأظهرت الدراسة أن وسائل الإعلام المصرية كانت على الدوام قناة مهمة لنشر الصور السلبية عن إسرائيل، إذ لم تتمتع تل أبيب بعلاقات إعلامية إيجابية داخل مصر، باستثناء فترة وجيزة بعد توقيع اتفاقية السلام عام 1979.
وتشير الدراسة أيضاً إلى استمرار مبيعات كتاب “بروتوكولات حكماء صهيون” في مصر، كدليل على الصورة السلبية المتجذرة تجاه إسرائيل.
وأشارت إلى أنه تم إدخال بعض التعديلات البسيطة على المناهج المصرية لتعزيز قيم التعايش المشترك. ولكنها تعتقد أن الحرب في غزة أوقفت هذا الاتجاه الإيجابي وأدت إلى تجدد العداء الحاد في الخطاب الإعلامي المصري.
وأضاف أورون أن الخطاب الإعلامي الحالي يقوض حتى شرعية إسرائيل من خلال تصويرها كقوة وحشية تستخدم العنف المفرط ضد الفلسطينيين.
وأشارت الدراسة إلى أن قطاع غزة يمثل قضية مركزية للأمن القومي المصري، لأن القاهرة تنظر إليه من ثلاث زوايا رئيسية: موقعه الجغرافي المشترك مع مصر، وارتباطه بمستقبل الدولة الفلسطينية في ظل اتفاق أوسلو. علاوة على ذلك، فإن لها آثارها على الأمن القومي المصري بسبب ارتباطها بالوضع الأمني في شبه جزيرة سيناء.
وأكدت الدراسة أن مصر لعبت دورا محوريا في التوسط لوقف إطلاق النار ومنع التصعيد في قطاع غزة. ولكن وسائل الإعلام المصرية تجاهلت الخسائر الإسرائيلية، بحسب الباحثين الإسرائيليين.
وبحسب الدراسة، يتم تصوير إسرائيل في وسائل الإعلام المصرية من خلال ست صور رئيسية: الغطرسة والعمى الاستراتيجي. ويتم تصوير إسرائيل على أنها تعتمد بشكل مفرط على قوتها العسكرية، وبالتالي فهي غير قادرة على فهم العواقب طويلة الأمد لاحتلالها.
وأضافت أن الصور التي تحدثت عنها تضمنت، على حد زعمها، العنف المتعمد والقسوة، فضلاً عن تركيز وسائل الإعلام المصرية على المآسي الإنسانية التي تسبب فيها إسرائيل دون تسليط الضوء على هجمات حماس على المدنيين الإسرائيليين.
يضاف إلى ذلك حكومة الإرهاب الأيديولوجي، التي تصور إسرائيل كدولة تدعم الإرهاب الفكري ضد الفلسطينيين. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تصدير صورة “المؤامرة على مصر”، حيث تصور وسائل الإعلام المصرية إسرائيل كدولة تريد تقويض استقرار مصر، خاصة في ضوء الشائعات الإسرائيلية حول الترحيل القسري لسكان غزة إلى سيناء.
وأضاف أورون في دراسته أن وسائل الإعلام المصرية صورت الدمار الواسع في قطاع غزة كجزء من سياسة إسرائيلية تهدف إلى استعادة السيطرة على قطاع غزة، متجاهلة القانون الدولي وحقوق الفلسطينيين.
وتوصلت الدراسة إلى أن موقف وسائل الإعلام المصرية تجاه إسرائيل يعود لسببين رئيسيين: الأول هو توجه مقصود من الحكومة المصرية للسماح بانتقاد إسرائيل كوسيلة لتنظيم الضغط الداخلي. وثانياً، إنها رد فعل على التصريحات الإسرائيلية التي تتجاهل حساسية الدول العربية، وخاصة فيما يتصل بالقضية الفلسطينية.