مستشار الأمن القومي العراقي يناشد الدول سحب رعاياها من مخيم الهول تمهيدا لغلقه
أكد مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي، اليوم الثلاثاء، أن العراق سعى إلى إنهاء الأسباب الداخلية للتطرف وتحقيق العدالة عبر خطوات هادفة، مستشهداً بنقل 12 ألف مواطن من مخيم الهول واستعادة 3 آلاف إرهابي من سوريا.
وقال الأعرجي في كلمته في المؤتمر الثالث بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب الذي أقيم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجمهورية ألمانيا الاتحادية: إن “العراق تعرض لأشكال من التطرف المؤدي إلى الإرهاب في السنوات الأخيرة لأسباب عدة منها الشعور بالإقصاء وانعدام العدالة”.
وأضاف: “إن العراق يسعى إلى إنهاء الأسباب الداخلية للتطرف عبر خطوات هادفة وتحقيق العدالة بمشاركة الجميع عبر انتخابات ديمقراطية وحكومة مدنية بعيداً عن أي ضغوط دينية أو طائفية أو قومية، من أجل تفعيل مبدأ المواطنة”.
وأضاف: “بفضل تعاون العراق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الصديقة وصلنا إلى مرحلة من الهدوء والاستقرار والأمن يعزز التنمية والاستثمار وبناء العلاقات”. وكان العراق حريصاً كل الحرص على ألا يكون مسرحاً للصراع المحلي والدولي، بل أن يكون جسراً ومكاناً للمودة وتجاوز الخلافات”.
وأشار إلى أنه تم نقل 12 ألف عراقي من مخيم الهول حتى الآن، وأكد: “أن الحكومة ملتزمة بنقل جميع العراقيين داخل البلاد وضمهم في برامج التأهيل النفسي والاجتماعي وإعادتهم إلى مناطق إقامتهم السابقة”.
ونوه بالتجاوب الكبير من المنظمات الدولية، وشكر منظمات الأمم المتحدة على مساعداتها للعراق، وطلب من الجميع التعاون مع بلاده في إنجاز هذا الملف.
ودعا إلى “إخلاء مخيم الهول وكل المقيمين فيه من السوريين والأجانب من 60 دولة، وناشد كافة الدول سحب رعاياها من المخيم تمهيداً لإغلاقه حتى لا تتكرر ظاهرة الإرهاب”.
وتابع: “لقد عملنا على القضاء على جذور التطرف والإرهاب والتهميش والإقصاء والظلم من خلال التعاون وتبادل الخبرات بين الدول الصديقة والشقيقة”. لقد وصلنا إلى مرحلة من الأمن والاستقرار، ويشهد الجميع بأن كل المحافظات آمنة ومستقرة، وأن العراق بالتعاون مع أصدقائه قدم التضحيات لمحاربة التنظيمات الإرهابية. وفي بعض الوديان لم يتبق سوى مجموعات إرهابية صغيرة جداً وتقوم قوات الأمن بملاحقتهم ومهاجمتهم”.
وأعلن عن إطلاق سراح نحو 3 آلاف إرهابي عراقي من سجون شمال سورية وتسليمهم لوزارة الداخلية لاستكمال التحقيقات وضمان العدالة والمحاكمة العادلة. وقد تمت محاكمتهم، وأُطلق سراح بعضهم لعدم كفاية الأدلة، وحوكم بعضهم بناءً على الأدلة المقدمة.
وأكد أن “العراق يعطي الأولوية للعلاقات مع جميع الدول الشقيقة والصديقة، وفق مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمصالح المشتركة”، وختم: “العراق يسعى إلى إزالة كل الخلافات من خلال علاقاته المتنوعة، وقد بدأنا مع دول الجوار وهي ذات أهمية كبيرة، ونحن فخورون بمستوى العلاقات الممتازة مع دول الجوار والمنطقة والعالم”.