كيف تفاعل الإسرائيليون مع إعلان “حماس” وقف تبادل الأسرى؟
![كيف تفاعل الإسرائيليون مع إعلان “حماس” وقف تبادل الأسرى؟](https://www.egy-press.com/uploads/images/202502/image_870x_67ab94971175c.webp)
بعد أن أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس تعليق صفقة تبادل الأسرى الإسرائيلية حتى إشعار آخر، اندلعت موجة من الجدل في الأوساط الإسرائيلية. من جهة، دعوا إلى التصعيد العسكري واستئناف الحرب والأعمال العدائية، ومن جهة أخرى طالبوا بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات واستكمال كافة مراحل الاتفاق الموقع.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر مطلع قوله إن بيان حماس أثار القلق في تل أبيب. ولكنه أشار إلى أن الأزمة لا تزال قابلة للحل، قائلا: “إن أولئك الذين يسعون إلى إفشال الاتفاق يفعلون ذلك في اللحظة الأخيرة، وليس قبل أيام، مما يشير إلى أن هناك مجالا للمناورة”.
وأعلن المتحدث العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، في بيان صدر أمس الاثنين، أن حركة حماس علقت عملية الإفراج عن الأسرى المقررة السبت المقبل حتى إشعار آخر. وأكد أن التأخير سيستمر حتى يلتزم الطاقم ويصححوا المخالفات التي ارتكبوها خلال الأسابيع الأخيرة.
وقالت حماس في بيانها إنها تعمدت تعليق عملية تبادل الأسرى قبل خمسة أيام من موعد تسليم الأسرى، وليس في اللحظات الأخيرة، بهدف إعطاء الوسطاء مساحة للتفاوض والتوصل إلى اتفاق.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن خطوة حماس تهدف إلى تحقيق مصلحة سكان قطاع غزة، والضغط على الوسطاء وواشنطن بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.
رد الفعل الإسرائيلي
من جانبه، أكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق جيورا إيلاند أن إسرائيل فشلت في تحقيق معظم أهدافها في حرب غزة، باستثناء إطلاق سراح بعض الأسرى. علاوة على ذلك، فشل في القضاء على حماس أو إسقاط حكمها في قطاع غزة.
وأضاف إيلاند، مخطط الجنرالات في شمال غزة وصديق نتنياهو: “لقد فشلت إسرائيل في إعادة سكان غزة إلى منازلهم. ويتزامن هذا مع استمرار حكم حماس في قطاع غزة، ويشهد، بحسب الجنرال الإسرائيلي، على فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب”.
وبحسب ايلاند فإن تل أبيب لا تستطيع الحديث عن نصر مطلق إلا إذا أعلن الجانب الآخر استسلامه غير المشروط. ولكن هذا لم يحدث، بل كان دليلاً على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة.
ويرى الجنرال المقرب من نتنياهو أن إعلان حماس وقف عمليات التبادل يكشف عن موازين القوى الحقيقية في هذه الحرب، وحذر من أنها ستجبر إسرائيل على تقديم تنازلات كبيرة للإفراج عن بقية أسرى حركة المقاومة.
وقال وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن جفير، معلقا على جانب آخر من دعوته لإنهاء الحرب: “يتعين علينا الآن العودة إلى الدمار”. ورأى اليمين المتطرف في الإعلان فرصة لإنهاء الحرب على قطاع غزة، وكتب في تغريدة عبر حسابه على منصة (X) أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان على حق في رأيه بشأن السيطرة على قطاع غزة.
وفي الصفحة نفسها، نشر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تعليقا غامضا إلى حد ما جاء فيه: “الجميع الآن”، وهو ما فُهم على أنه دعوة إلى إنهاء الحرب بشكل شامل.
إبرام الاتفاقية
واتهم زعيم المعارضة يائير لابيد نتنياهو بالمسؤولية، قائلا إن “تأجيل حماس للإفراج عن الأسرى كان رد فعل على تصريحات نتنياهو التي أشارت إلى أنه لا يريد الاستمرار في المرحلة الثانية من الاتفاق”. وأكد أن الاتفاق يجب أن ينفذ بشكل كامل وعدم تعطيله لأن ذلك يعرض حياة الأسرى للخطر.
ومن ناحية أخرى، لم يخف الإسرائيليون رفضهم لقرار حركة حماس. وحمّلوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية تهديده بوقف الاتفاق في المرحلة الأولى وعدم استكمال المفاوضات في المرحلة الثانية. وبعد الاعترافات الإسرائيلية، نظرت حماس إلى هذا باعتباره خطوة في الاتجاه الصحيح. على سبيل المثال، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن عائلة أحد الأسرى قالت: “إذا لم تكتمل المرحلة الثانية، فلماذا ستفرج حماس عن الأسرى؟”.
قال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، مساء اليوم الاثنين، إن قرار تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل جاء بسبب الخروقات الإسرائيلية المتكررة.
وتحاول إسرائيل بقيادة نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار قدر الإمكان، ليس لتمهيد الطريق أمام المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، بل لتحقيق هدف مختلف: إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى بموجب الاتفاق. وبعد ذلك يريدون إعادة إشعال الحرب وإنهائها لإرضاء اليمين المتطرف بقيادة بتسلئيل سموتريتش.
وتحدثت إذاعة “كان” الإسرائيلية عن رغبة نتنياهو في إنهاء الحرب وعدم الدخول في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية. ونقلت الوكالة عن مصدر لم تسمه قوله إن الوفد التفاوضي الذي أرسل إلى الدوحة “غير مخول بمناقشة المرحلة الثانية”، مؤكدا أن “المفاوضات جارية مع وسطاء لتمديد المرحلة الأولى من تبادل الأسرى”.
منذ إعلان حماس أمس، تزايدت حدة المظاهرات في شوارع إسرائيل. ويطالبون نتنياهو بالالتزام ببنود الاتفاق واستكمال كافة مراحل المفاوضات لإعادة أبنائهم المحتجزين في غزة منذ أكثر من عام. ووصلت حدة الاحتجاجات إلى حد تجمع المتظاهرين أمام مكتب نتنياهو في القدس وحملوه مسؤولية مصير الأسرى.