نائب رئيس حزب المؤتمر: تهديدات ترامب بقطع المساعدات تمثل خطرا على استقرار المنطقة ومساعي السلام

اللواء الدكتور رفض نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية الدكتور رضا فرحات، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفضاً قاطعاً. وفي هذه الرسالة هدد بوقف المساعدات لمصر والأردن إذا رفضتا مقترحات طرد الفلسطينيين من غزة. وأكد أن هذه التصريحات تشكل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة، وتعيق جهود السلام، وتكشف عن تجاهل تام للتداعيات السياسية والأمنية التي يمكن أن تترتب على مثل هذه المقترحات، خاصة في ظل الوضع الإقليمي الحالي الذي تتصاعد فيه التوترات.

وأشار فرحات إلى أن الحكومة الأميركية لا تزال تعتمد على استراتيجيات قديمة ترتكز على استخدام المساعدات كوسيلة ضغط لتحقيق أهداف سياسية. وهذا يدل على سوء تقديرها لطبيعة الشعب المصري المتمسك بكرامته الوطنية والذي يقاوم كل محاولات الضغط عليه. وأشار إلى أن المساعدات الأميركية ليست منحة مجانية بل التزام قانوني ناشئ عن اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية. لقد التزمت مصر دائما بكل التزاماتها الدولية دون أي مخالفات. ولكن التاريخ يثبت أن مصر لم تستسلم قط لمحاولات الابتزاز أو الضغط، بل عملت على تعزيز استقلال قرارها السياسي والاقتصادي، وتنويع مصادر تمويلها وتسليحها.

وأكد فرحات أن ربط المساعدات الأميركية بالقضية الفلسطينية يمثل تحولا خطيرا في السياسة الخارجية الأميركية لكنه لن يحقق أهدافه. ولم تتعرض مصر لمثل هذه الضغوط من قبل، ولن تتعرض لها الآن. إن الشعب المصري وحكومته يضعون كرامة الوطن فوق كل اعتبار. وشدد على أن الحل الدائم للقضية الفلسطينية يجب أن يتحقق من خلال المفاوضات المباشرة والعادلة التي تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وليس من خلال التهجير القسري الذي يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والسياسية.

وأشار فرحات إلى أن تصريحات ترامب المتكررة بشأن طرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن والسعودية تقوض جهود السلام العادل في الشرق الأوسط. وهذا يتطلب موقفا عربيا موحدا لرفض هذه السياسة والدفاع عن القضية الفلسطينية. وأكد أن مصر ستواصل دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم الجهود الدولية لإيجاد حلول عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية. إن أية محاولة للضغط على مصر عبر قطع المساعدات لن تغير من موقفها بل ستعزز إصرارها على الدفاع عن الاستقرار في المنطقة وحقوق شعوبها. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وممارسة الضغط لتحقيق السلام الدائم والعادل للجميع.